في بدايات العلاقات، يكون كل شيء مشرقًا، مدهشًا، وساحرًا. نظن أننا وجدنا الشخص الذي لطالما حلمنا به. كل تصرف منه يبدو مثاليًا، وكل تفصيلة تعكس عمقًا نادرًا. لكن بعد فترة، تتلاشى تلك الهالة. يبدأ "الواقع" في الظهور، ونبدأ نرى الشخص ذاته الذي أحببناه هو مجرد نسخة خيالية صنعناها في عقولنا.
يعود هذا التفاوت المؤلم أحيانًا إلى آلية نفسية معقدة تُعرف بـ"الإسقاط". حيث لا نحب الشخص كما هو، بل نُسقط عليه احتياجاتنا، جراحنا القديمة، وتوقعاتنا اللامعلنة. نُحب الشعور الذي يوقظه فينا، لا هو بالضرورة. نُحب الدور الذي تخيلنا أنه سيلعبه، لا الملامح الحقيقية التي بدأ يكشف عنها.
في حالة التعلق بالصورة الخيالية، نُصاب بالاضطراب فور تصرف لا يتوافق مع "النسخة التي رسمناها". يغيب الشعور بالأمان، وتبدأ المحاولات غير الواعية لتغيير الشخص، ليطابق توقعاتنا لا حقيقته. وهنا يحدث الانفصال العاطفي تدريجيًا، فنُدرك أننا كنا نُحب "أملًا"، لا إنسانًا.
من تجاربكم، ما الذي كشف لكم حقيقة أنكم أحببتم شخص من صنع خيالكم؟
التعليقات