كنت أتصفح مقاطع الفيديو القصيرة العشوائية (الريلز) حين ظهر أمامي مقطع تتدعي صاحبته أنها وضعت نوعًا من الكريمات المُرطبة على إصبع الإبهام، وقامت بتغليف الإصبع بكيس نايلون شفاف، لتسيقظ في الصباح فتجد بشرة وجهها أنعم من بشرة طفل رضيع!

هذا نوع من الخرافة بلا شك، ولا يحتاج لدحضه إلى تجربة أو إثبات. حسنًا، قد تكون هناك مناطق من الجسم تتأثر ببعضها انعكاسًا، ولكن الأمر لا يسير على هذا النحو.

بعيدًا عن قصة هذا الفيديو ذي الفكرة الغريبة، توجد طريقة علاجية ذات تقنية مشابهة عُرفت لسنين تُسمى بالعلاج الانعكاسي أو الرفلكسولوجي أو Zone Therapy.

العلاج الانعكاسي أحد تقنيات الطب البديل، وشهد مراحل مختلفة من التطور في حضارات متنوعة. التقنية باختصار تتبنى فكرة الضغط على الأطراف الخارجية كاليدين والقدمين (عن طريق تدليكهما مثلًا) يصل تأثيره إلى أماكن أخرى بالجسم، وصولًا إلى الأعضاء الداخلية، وأنّ لكل منطقة بالجسم منطقة أخرى تتلقى انعكاسها ويظهر عليها التأثير.

قد يكون الأمر بحاجة إلى المزيد من الدراسات والتجارب، ولكني أعتقد أن العلم لا يلتفت لمثل هذه التقنيات كونها ليست متخصصة ولأنها تعود إلى الماضي، والشائع في المجال العلمي أنه يبحث عن تطوير الموجود بالفعل، فلا مجال لتحصد مثل هذه الممارسات اهتمامًا الآن.

ولكن على الرغم من عدم اهتمام المختصين بالمجال الطبي بها حاليًا، فهي تستولي على اهتمام الكثير من المرضى وأصحاب الآلام؛ فيذهبون إلى عيادة أحدهم ممن يذيع صيته في علاج الأمراض وتخفيف الآلام بتلك الطرق البعيدة عن الأدوية والعقاقير والعمليات المزعجة! في الواقع إنهم يلجأوون إليه أيًا كان المرض الذين يصاحبهم، وشعارهم علاج واحد صالح لكل الأمراض!

بعضٌ ممن سنحت لهم الفرصة لتطبيق العلاج الانعكاسي أشادوا بفعاليته، وآخرون على الجانب الثاني يقولون إنه حتى وإن شعر المريض بتحسن فإن هذا ليس إلا تأثير العلاج الوهمي، وأنه لا يزيد عن كونه جلسة مساج بتطلعاتٍ مختلفة.

فهل تؤمن باستراتيجيات الطب البديل في علاج الأمراض؟ ما رأيك أيضًا بالعلاج الانعكاسي على وجه التحديد؟ أي طرف منهما تؤيد؟