أحيانًا لا يكون تعلم لغة جديدة بالأمر السهل، قد تحتاج اللغة إلى سنوات لإتقانها، ولكن الأمر يستحق. يقولون إن اللغة حياة أخرى وثقافة جديدة تُضاف بالكامل إلى حياتنا. ليس هذا فقط، فالأمر له أبعاد أخرى. شخصيًا أتحدث لغة ثالثة، عندما أحوّل إلى هذه اللغة أجدني تلقائيًا تحولت إلى شخص آخر في طريقة تعبيري وحديثي وحتى ردود أفعالي أجدها تختلف وكأني أحاول تقمص شخصية شخص يتحدث بهذه اللغة وليست أنا.

قد يظن البعض أن الأمر به قليل من المبالغة ولكن كل الأبحاث التي أجريت لدراسة هذا الموضوع أثبتت أن الدماغ ووظائف الأعصاب تتأثر بتعلم اللغات الجديدة.

تعلم اللغة يؤثر على بنية الدماغ ووظائفه:

  • في دراسة أجريت عام 2004 باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أثبت أن منطقة الحُصين، وهي منطقة دماغية تشارك في تقوية الذاكرة، وُجد أنها كانت أكبر في الأفراد ثنائيي اللغة منها في أحاديي اللغة. 
  • دراسة أخرى عام 2009 أظهرت أن تعلم لغة ثانية يؤدي إلى زيادة كثافة المادة الرمادية في منطقية دماغية أخرى تشارك في معالجة اللغة.
  • بالإضافة إلى هذا فإن تعلم اللغات الجديدة يزيد من المرونة العصبية التي تحدث نتيجة لزيادة الروابط والوصلات العصبية.
  •  عند تعلم لغة جديدة والسعي إلى ممارسة التحدث بها فإن هذه العملية تحتاج إلى إشراك الكثير من الوظائف الدماغية مثل الانتباه والذاكرة والوظائف التنفيذية والتركيز والتنسيق الحركي للفظ الكلمات والحروف بطريقة صحيحة.
  • هناك أبحث أخرى تشير إلى أن تعلم لغة جديدة يمكن أن يقلل احتمالية الإصابة بالأمراض العقلية المرتبطة بالسن مثل الزهايمر والخرف وغيرها.
  • عن نفسي أجد فائدة أخرى من تعلم لغة جديدة وهي تنمية حس الإبداع لدى الشخص، فعند محاولة التعبير بلغة مختلفة يحاول الشخص البحث عن أسهل طريقة يمكن بها التعبير عن فكرة معينة وتوصيل المعني الذي يريده.

وأنت كم لغة تعرف؟ وماهي التغيرات التي طرأت عليك بعد تعلم لغات إضافية؟

وما اللغات التي تطمح إلى تعلمها في المستقبل؟