أعاني من القلق بشكل مستمر، أجد أني شخص قلوق بطبعي، لكن كنت قد قرأت أن القلق شعور طبيعي ويمكن الاستفادة منه أو إدارته بطريقة استفيد منها، لذا من فضلكم هل يمكنكم مساعدتي بكيفية التعامل معه، وكيف يمكنني التحكم به، ومتى يصبح القلق مرضا نفسيا؟
القلق، كيف يمكننا التعامل معه بطريقة إيجابية؟
القلق شعور طبيعي في مواقف معينة، بمعنى أن أي شخص لابد أن يقلق عند حدوث أمر صعب وغير متوقع كجائحة كورونا مثلًا، ولكن القلق المرضي هو القلق الناتج من شخصية الإنسان نفسه. فالقلق المرضي أو المزمن هو اضطراب نفسي يعيق مجرى الحياة اليومية، إذ يشعر المريض بالخوف والفزع من أي شيء ودون أي مبرر لهذا القلق. وفي هذه الحالة لابد من مراجعة الطبيب للتحكم في القلق وتلقي العلاج السلوكي الصحيح، كما يمكن الاستعانة ببعض الأمور مثل:
- ممارسة الرياضة ويفضل أن تكون في الهواء الطلق.
- تناول الطعام الصحي والابتعاد عن أي أطعمة قد تسبب التوتر للإنسان.
- إشغال وقت الفراغ في أمور مفيدة لدرجة أن تبعد عقلك عن التفكير في أي شيء سوى نفسك والعمل والعائلة، بمعنى أصح الابتعاد عن أي مسبب للقلق.
- التنفس بعمق والتفكير في الفعل قبل القيام به.
- طلب النصح من أقاربك أو أصدقائك في المواقف التي يساورك فيها القلق.
أما عن تحويل القلق لشعور إيجابي أو كما نقول "القلق البناء" فعليك أولًا تحديد طبيعة القلق الذي تشعر به في موقف أو مشكلة ما، ثم استعرض قائمة بالخطوات التي يمكنك القيام بها للتغلب على هذه المشكلة. وبعد ذلك تغلب بقلقك على المشكلة فتكون قد أزلت العائق به.
القلق الطبيعي نحن بحاجة إليه في وقت، كوننا سنكون أكثر قدرة على التعامل مع الأمور والظروف المحيطة بشكل جدي بشكل كوننا والعمل على معالجة ما هو يحتاج إلى معالجة حقًا.
في فترة ما كنت قد عانيت من القلق المرضي، وهذا أثر على صحتي النفسية والجسمية ناهيك عن الضرر الذي وقع الصعيد المهني والتعليمي وحتى الشخص نتيجة هذا القلق الذي يستشري في حياتي كالسرطان، لهذا ما كان عليّ إلا أن أتبع استراتيجية أو طريقة معينة للتخلّص من القلق المرضي وهذا كان من خلال اتباع هذه الطرق:
- التعرّف على مصدر القلق بشكل دقيق، و ما السبب الذي جعلني أعاني من القلق.
- التغيير من التفكير السلبي، وبرأيي هذه أهم طريقة في التخّص من القلق، لهذا أرى أن تغيير طريقة تفكيرنا أهم خطوة يمكن أن نتبعها. وهذا قد يأتي من خلال الكتابة، فمثلًا أنا من الأشخاص التي تفرغ أي فكر سودواي أو سلبي على الورق ومن ثم تمزيقه ورمي في سلة القمامة.
- ممارسة تمارين التنفس و تقنيات الاسترخاء و تحديدًا تقنية 4-7-8 التي وضعها أندرو ويل.
- ممارسة التأمل واليقظة الذهنية.
- التواصل مع الأصدقاء الجديرين بالثقة. فبالتأكيد بناء علاقة قوية وتوسيع دائرة المعارف يساعدنا بشكل أفضل.
- ممارسة الرياضية سواء صباحًا أو مساءً.
- تناول الفيتامينات وخاصة فيتامينات والتركيز على الخضروات الورقية إلى جانب المغنسيوم والمكملات الغذائية.
- مكافأة نفسي على أي انجاز ولو كان صغيرًا.
- اكتساب ثقافة الامتنان تجاة أي شيء في حياتي.
- ممارسة ثقافة التطوع.
- إن شعرت بأنّني لم أتحسن، فهنا قد يكون هذا القلق مرض نفسي. وبهذا سألجأ إلى العلاج السلوكي المعرفي وزيارة الأطباء النفسيين للتخلص من هذا القلق.
هناك القلق وهناك اضطرابات القلق والفرق بينهم كالتالي
القلق: هو شعور بالخوف والرهبة وعدم الارتياح وقد يجعلك تتعرق وتتوتر وتسرع ضربات قلبك، وغالبا ما يكون رد فعل طبيعي للتوتر، فمثلا قد تشعر بالقلق إن واجهت صعوبات بمجال العمل أو قبل إجراء الامتحانات، أو قبل اتخاذ قرار مهم، وحد معين من القلق قد يساعدك بشكل إيجابي ويزيد من طاقتك ويكون محفزا بشكل كبير.
أما اضطرابات القلق هي الحالات التي يكون لديك فيها القلق لا يزول ويزداد سوءً بمرور الوقت، ومنه أنواع مثل اضطراب القلق المعمم وهو يشبه أعراض القلق الطبيعي لكن مصاحب لها مخاوف مفرطة وتمتد وتستمر لشهور. وهناك اضطراب الهلع والرهاب.
وحتى الآن أسبابه غير معروفة، لكن لا يمكن تجاهل دور الجينات وبيولوجيا الدماغ والكيمياء وطبعا البيئة المحيطة.
وأعرض اضطرابات القلق، تشمل أفكار أو معتقدات مقلقة لا يمكن السيطرة عليها، وتزداد بالوقت وتؤثر بشكل كبير على حياتك اليومية، وبالنسبة للأعراض الجسدية أوجاع وآلالام غير مبررة، وضيق في التنفس، مع تغييرات في السلوك.
أما عن استراتيجيات التعامل مع القلق فهي عديدة ومنها
- التنفس البطيء
- استرخاء العضلات التدريجي كأن تغمض عينيك ثم أرخ كل مجموعة من مجموعات عضلاتك بالتدريج.
- أسلوب حياة صحي يشمل الطعام والترفيه مثل الخروج للطبيعة وقضاء وقت مع العائلة ةممارسة أنشطة متنوعة.
- المواجهة المبدئية مع الأشياء التي تثير قلقك نوعا ما وجرب مواجهتها والتحكم به.
- لا تفكر بالمستقبل فكر في اللحظة الحالية التي تعشها.
- دراسة القلق نفسه والتعرف عليه، دون واحتفظ بمذكراتك عندما تكون في أفضل حالاتك أو أسوأها.
من المعروف بأنه اذا زاد الشئ عن حده انقلب الى ضده، لذلك القلق على ابسط التفاصيل والمعتادة هنا قد يصبح مرضا نفسيا، عندما تشعر بأن يومك لا ينتهي الا وانت تشتكي وتقلقك لا يعجبك شئ ولا يثير اهتمامك في هذه الحياة.
ولكن كما قلت القلق شئ كلنا نشعر بالقلق ولكن بدرجات متفاوتة وهناك من يظهى قلقه للعلن وهناك ومن بحتفظ به لنفسه.
يمكن التحكم في القلق، من خلال ممارسة بعض من الاشياء التي ترفه على الفرد وتكسبه القدرة على الصبر، من بينها ممارسة بعض الهوايات : الكتابة، الاشغال اليدوية، القراءة ...الخ
ومن خلال تجربتي الشخصية، اكثر شئ نفع معي لتخلص من القلق الزائد هما شيئين :
- مشاهدة محاضرات لمشايخ لكيفية التخلص من القلق، من بين ذلك الشيخ النابلسي انصحك بمتابعته.
- ممارسة الرياضة في اخر اسبوع ، والمشي السريع في خطوات متباعدة كل زادت حدة القلق عندي.
يصبح القلق مرضًا حين يبدأ بتعطيل حياتك اليومية وأبسط تعاملاتك، كما قد يرتبط القلق بأعراض جسدية، من إرهاق وإجهاد للعضلات، وتغير في الشهية للطعام، وألم الأسنان بسبب الضغط الدائم على الفك، و اضطرابات النوم، وغيرها من الأعراض، ويجب بعدها استشارة الطبيب، وقد يتم أخذ بعض العقاقير التي تخفف من القلق حسب وصفة الطبيب.
الخوف هو الشعور الطبيعي الذي سينتابك. وهذا الخوف لا تدعه يتحكم فيه، بل اجعله دافعا لك. فالقلق هو مشاعر طبيعية. لكن يجب الا يصل الى مستويات غير طبيعية.
وحين ينتاب القلق الشخص فإنه تتسارع دقات قلبه، ويصبح تنفسه أسرع، يمكن أن يشعر أن حلقه قد جفّ أو أن العرق يتصبب من كفيه، كما يشعر بتشنج بالمعدة، يبدو الوضع مروعاً.
ونصيحتنا لمن يشعر بالقلق :
لا تخف وتأكد أن حتى أكثر المدربين خبرة يجدون أنهم لا يؤدون وظيفتهم جيداً إلا عندما يعتريهم الشعور بالقلق والتوتر؛ فالخبرة الجيدة لا تلغي الشعور بالتوتر والقلق، وبإمكانك أن تتعلم كيف تسيطر على هذا الشعور.
ومتى يصبح القلق مرضا نفسيا؟
كما ذكرت القلق شئ طبيعي، ولكن إن زادت حدته لدرجة التأثير على حياتنا حينها يكون مرضاً ويجب العلاج منه.
كيف للقلق أن يسلب الراحة والسكينة التي وهبها الله لنفوسنا؟ يمكنني الشعور بالأمر لأني قد عانيت سابقاً من هذا الأمر، لكن سرعان ما حاولت التغلب على الأمر وبالفعل نجحت.
القلق غالباً يتولد فينا كخوف من المستقبل وما هو مجهول عنا، لكن كيف ومن خلقنا يقول "ونحن أقرب إليه من حبل الوريد"؟! كم مرة كنا خائفين من شئ، ولم يحدث ؟ وكم مرة توقعنا ما هو شر وصار الأمر في صالحنا؟ كثيراً أليس كذلك؟!
خلقنا الله وأخبرنا بمعيته لنا وأنه أقرب إلينا من كل شئ، وطلب منا التوكل عليه وألا نحمل أنفسنا ما لا تطيق، فوالله وزن الهم أكبر من أن تحمله نفس. تدريب عقلنا ونفسنا على أن كل شئ سيكون بخير، وأن لا شئ سئ سيحدث، فنحن في معية الله حاضرين، يفرق كثيراً في سكينة النفس وتهدئة القلق.
كما أن تمارين التنفس المنتظم لها دور رائع في تخفيف حدة القلق والتفكير في اللحظة الحاضرة، وأطلب من الله أن يعينك على نفسك ويبعث في صدرك الطمأنينة.
أنا من الشخصيات القلقة أيضاً وسأشاركك بعض الإستراتيجيات التي أتبعها للسيطرة على قلقي المفرط :
أولاً: أقوم بمحاورة الأفكار الباعثة للقلق بداخلي، أحاول تحليلها وفهم أسبابها وهل تستحق مني كل ذلك القلق، وطبعا ما يتبين لي بعد ذلك أنها مجرد أمور لا تستدعي قلقاً مفرطاً إلى هذا الحد، وأنها لم تحدث سوى بداخل عقلي، أي أن الامور التي أقلق من حدوثها لا تحدث غالباً .
ثانياً: أحاول إشغال نفسي بأمور أخرى يمكن أن تخفف عني قلقي مثل قراءة القرآن أو الكتب، أو مشاهدة التلفاز، أو الدردشة مع صديق، أو لعب لعبة الكترونية، ومن أكثر النشاطات المفيدة بهذا الخصوص هي ممارسة التمارين الرياضية حيث يختفي قلقي بمجرد إنهائي للتمرين .
ثالثاً: يمكنك مشاركة بعض الأفكار التي تسبب لك القلق مع أحدهم وطلب رأيه، وربما قام هو بالتخفيف عنك بردود مثل : "الأمر لا يستدعي كل ذلك"، "أنت تبالغ"، "الأمر بسيط"، حينها ستشعر فعلاً أنك تبالغ في مشاعرك وأن أياً من هذه الأفكار ليست قابلة للتحقق .
كل الاستراتيجيات التي تحدثتي عنها أقوم بها مثل الحوار الداخلي ووضع المجهر على الفكرة التي تبعث على القلق.
وتشتيت عقلي بمشاهدة شيء ما، وحتى الحديث مع صديق عن ما يقلقني لكن يا تقوى كيف تتعاملين إن قام هذا الصديق بتهويل قلقك ومضاعفته، ورأى أنه قلق يستدعي استشارة أو غيره، كيف تتصرفين؟
التعليقات