يوجد في الطب أسلوب علاجي يُدعى العلاج الوهمي أو البلاسيبو، وهو إعطاء المريض دواء ليس له تأثير في علاج مرضه ولكن بعد تناوله يشعر المريض بالتحسن بالفعل، وهو ما نسميه استجابة الوهم.

لنتخيل حدوث هذا الأمر في النوم أيضًا، في رمضان أعاني من مشاكل النوم وغالبًا ما أنام نومًا متفرقًا وبالتالي يؤثر الأمر على إنتاجيتي في الحياة الاجتماعية والعملية. ووجدت اليوم خدعة يمكن عملها لنخدع بها عقولنا أننا قد نمنا فتتحسن المشكلة نوعًا ما. وهي خدعة النوم الوهمي.

إن عقل الإنسان مرتبط بالمؤثرات التي ندخلها به، فإن قال أحدهم أنا فاشل لمدة كبيرة سيبدأ عقله في ربط شخصيته بالفشل وقد ينعكس ذلك على أدائه وثقته بنفسه. كذلك الحال لو قلنا لعقولنا أننا حصلنا على القدر الكافي من النوم والاسترخاء، إذ ينعكس ذلك على شعورنا بالراحة والنشاط وليس التعب والكسل كما يحدث عند قلة النوم.

أثناء نومنا نمر بمرحلتين رئيستين وهما مرحلة نوم حركة العين السريعة REM، ومرحلة نوم حركة العين الغير سريعة NREM. 

وهناك دراسة أجريت على عدة أشخاص بالغين لمعرفة أثر النوم الوهمي عليهم، وكان هؤلاء الأشخاص يقضون نسبة ما بين 20 إلى 25% في مرحلة نوم حركة العين السريعة. وبالتالي أجريت الدراسة لمعرفة نسبة تلك المرحلة في النوم الوهمي، إذ تم توصيل المشتركين بأجهزة طوال الليل لجمع بياناتهم وتحليلها، وفي الصباح تم إخبارهم بالنتائج. 

البعض حصل على نسبة 16% والبعض الآخر حصل على نسبة 29%، وبعدها تم إخضاعهم لبعض الاختبارات التي تقيس مدى تأثرهم بالحرمان من النوم الجيد وهي اختبارات سرعة التعامل وانتباهم السمعي. فكانت النتيجة أن من حصلوا على نسبة 29% كان أفضل أداءًا من الحاصلين على 16%.

ولكن المفاجأة أن هذا الاختبار لم يتم بالأساس! فلم يتم جمع بيانات المشتركين أثناء نومهم وإنما أخبرهم الباحثون بذلك فحسب. فاعتقدوا أن الاختبار قد حدث وأن بعضهم نام أفضل من الآخر مما انعكس على أدائهم فيما بعد.

وسؤالي هو: هل تعتمدون على النوم الوهمي لخداع عقولكم وزيادة نسبة الإنتاجية، وهل ترون أن الأمر يجدي نفعًا بالفعل؟