عادت بي ذاكرتي إلى قبل ست سنوات تقريبًا عندما كانت تشتكي جدتي من عدة أمراض ولأنها تعاني من حساسية مع بعض الأدوية، لجأ الأطباء إلى استخدام الحقن الوهمية في حالتها الصحية. الأمر المثير للدهشة أن الحالة الصحية لجدتي بدأت تتحسن بشكل ملحوظ. ليس هذا فقط! ولمجرد زيارتها لطبيب يرتدي المعطف الأبيض، تجد ابتسامة عريضة مرسومة على شفاهها، يبدو أنها على عكسي تمامًا. ف ثمة بونًا شاسعًا بيني وبينها في مسألة الأطباء!

حاولت أن أغوص في الأمر وتحديدًا في المجال الطبي، فوجدت ما يسمى في علم الطب بتأثير البلاسيبو “placebo effect ويطلق عليه أيضًا تأثير الدواء الوهمي، فالمقصود به هنا أن الطبيب يقوم بإعطاء المريض دواء وهمي لا يحتوي على مواد فعالة ولا يمتلك أي خصائص طبية. يقال أن الطبيب قد يعطي المريض أقراص البلاسيبو، على هيئة أقراص الدواء، تشترك معه في الرائحة واللون ولكن تختلف في أنها لا تحتوي على تركيبات دوائية، ناهيك بأنها مصنعة من البكتيريا الحميدة والسكر. 

تساؤلات تتبادر الى ذهني مثل؛ هل حقًا يمكن تأثير البلاسيبو "placebo effect" أن يشفي مريضًا ما؟ ما مدى فعاليته؟ إن كان فعالًا حقًا، ألا يمكننا أن نداوي أنفسنا من خلال العلاج الوهمي وبدون زيارة طبيب؟ والسؤال الأهم ماذا إن عرف المريض أن هذا العلاج ما هو إلا خدعة انطلت عليه؟

 "تيد كابتشوك" البروفيسور في جامعة هارفارد  يقول "إن تأثير الدواء الوهمي The Placebo Effectهو أكثر من مجرد التفكير الإيجابي – الاعتقاد بأن العلاج أو الإجراء سوف ينجح. إنه يتعلق بإنشاء صلة أقوى بين الدماغ والجسم وكيف يعملان معًا". 

 يبدو لي أن عقل المريض له دور في شفاء المريض، فيمكن لعقله أن يطلق  هرمون الأندروفين الذي يعمل ك مسكنا للألم وبالتالي شعورنا بالتحسن. بالطبع لا يمكن للعلاج الوهمي أن يقلص من ورم أو يعالج مريض الكلى. فيبدو لي أن الأمر نابع من العوامل النفسية. الأمر الغريب الذي بدأ لي أن هناك دراسة تقول أن المريض لو علم بأنه يتناول علاج وهمي، فهذا أيضًا لن يجعله يتوقف عن تناوله بل سيشعر بالتحسن!

 أعود إلى سؤال مساهمتي والذي بقي معي طوال سردي للموضوع، إن كان حقًا مثل هذا الدواء مؤثر، فلماذا لا نستخدمه كدواء حقيقي؟ أيضًا هل لديكم تجارب أو قصص حول هذا التأثير؟