في أغوار العقل البشري تبرز ظواهر غريبة تشكل ألغازًا يحاول علماء النفس فك رموزها. إحدى تلك الظواهر المثيرة تعرف باسم "تأثير زيجارنيك"، والذي يندرج تحت مظلة تفسيرات علم النفس.
هل سبق وأن سألنا أنفسنا "ماذا أنجزنا؟" بدلًا من أن نسأل "ماذا لم ننجز؟"
هذا لا يحدث أصلًا، فنحن لا نكف عن تذكر الجزء الناقص من كل شيء بينما تتلاشى الأجزاء المكتملة بسهولة وكأنها لم تكن.
هذه الفكرة هي بالضبط ما يتطرق حولها "تأثير زيجارنيك" بعلم النفس. المسمى يرجع إلى اسم عالمة النفس السوفيتية بلوما زيجارنيك التي اكتشفت التأثير لأول مرة في بدايات القرن العشرين.
يتجلى تأثير زيجارنيك مثلًا في تذكر الأمور التي طالما أردنا تحقيقها بالحياة ولكننا لم ننجح، في حين أننا ننسى تمامًا ما حققناه ونتغاضى عن التعب الذي بذلناه في سبيل تحقيق ما حققناه بالفعل.
فلماذا -برأيكم- نخضع لهذا التأثير بهذا الشكل القوي؟ هل يعود الأمر إلى حاجتنا الفطرية لإغلاق الحلقة والإكمال؟
هل تشعرون بتأثير زيجارنيك في حياتكم اليومية؟ هل تستمر ذكريات المهام غير المكتملة في مطاردتكم، أم تستطيعون التخلص منها بسهولة؟
التعليقات