الغيرة رغم أنها شعور له لهيبه ووحشيته وبشاعته، إلا أنها قد تتحول إلى حسد وربما إلى حقد، وقد تفسد علاقات الكتاب والأدباء فيما بينهم.

لكن بما أننا نتكلم عن الغيرة الإبداعية فلا شك أنها تختلف عن الغيرة في مواقف أخرى، ولا ضير من الانتفاع من هذا الشعور الفريد في دفع عجلة العملية الإبداعية والإنتاج الفكري والأدبي

ألا ترون أن الغيرة الإبداعية قد تكون حافزا لمضاعفة الإنتاج واستمرار تدفق الأفكار وازدهار العملية الإبداعية؟

تنتشر الغيرة الإبداعية بين الأدباء والمفكرين، حيث ترى أنّ البعض لا ينشر أعماله حتى ينشر الآخر، ولا يتناول المفكر الأول موضوعا حتى يتناوله الآخر، فيسعى الثاني لتناول الموضوع من زاوية أخرى وهكذا ...

نرى هذه الغيرة بين المواقع والمدونات، والمنافسة اليوم تقاس بتصدر محركات البحث، وعدد النسخ المباعة في المعارض … وغيرها.

لكن هذه الغيرة ليست وليدة العصر الرقمي، وإنما قديمة قدم العملية الإبداعية، فقد قرأت أنّ مصطفى صادق الرافعي كان يقول الشعر في بداياته، ويرى نفسه ندًا للشاعر حافظ ابراهيم،( رحمهم الله)

 فكان كلما يخطو حافظ خطوة إلا ويخطو الرافعي خطوة مثلها وهكذا، فلما تفوق عليه الحافظ بالشهرة وعلاقته بالبارودي، قام الرافعي ببناء علاقة مع البارودي وزاد على ذلك نشر أعماله في الصحف، ليصل مرتبة حافظ ابراهيم.

هذا مثال عن الغيرة الإبداعية عند قامات الأدب والشعر لكنها كانت غيرة نزيهة شريفة وراقية، ولم تهزّ شعرة من علاقة هؤلاء النزهاء وصداقتهم.

عكس ما نراه اليوم من غيرة غير حميدة ولا نزيهة ولا تمتّ للأخلاق بصلة، ونرى هذا يقدح في هذا على تويتر، فيردّ الآخر بمقال صحفي غير خالٍ من التجريح والأحكام الجائرة.

هل تعرفون أمثلة من الغيرة الإبداعية النزيهة في واقعنا اليوم؟

وهل تمارسونها بينكم في حسوب وتستفيدون منها دون المساس بعلاقة الود والصداقة بينكم؟