في الواقع، كنت أظن دائمًا أن تحقيق الأهداف الكبيرة هو الطريقة الوحيدة للتقدم والنجاح في الحياة. ولكن عندما نظرت حولي، اكتشفت أن هذا التركيز الشديد على الأهداف قد يؤدي إلى تجاهل أو تضييع اللحظات الجميلة والممتعة التي تمر بنا كل يوم.

فمثلا، كان لدي زميل سابق كان يسعى جاهدًا لتحقيق هدفه المهني الكبير. ولأجل ذلك، كان يقضي ساعات طويلة في العمل والتخطيط والتفكير في هذا الهدف. ورغم أنه حقق بعض الإنجازات، إلا أنه كان يعاني من الإجهاد والتعب النفسي بشكل مستمر، وثمة من كان يهتم بتحقيق أهدافه الصحية والبدنية. فيقرر أن يتبع نظامًا غذائيًا صارمًا وبرنامج تمارين شاق. ولكن مع مرور الوقت، بدأ يشعر بالضغط والإرهاق، وانخفض مستوى رضاه عن حياته.

وأنا نفسي، كثيرًا ما كنت أضحي باللحظات التي كان يمكن أن أستمتع بها مع عائلتي أو أصدقائي بسبب انشغالي بأهدافي. فكثيرًا ما كنت أشعر بالذنب إذا لم أستغل كل دقيقة في خدمة هذه الأهداف.

ولكن هل هذا هو حقًا المطلوب منا؟ هل نجاحنا وسعادتنا يتوقفان على تحقيق أهدافنا فقط؟ أم هناك طريقة أخرى تسمح لنا بالحصول على التوازن بين تحقيق أهدافنا والاستمتاع بحياتنا؟

بعد التفكير في هذه التساؤلات، تغيرت رؤيتي للأمور. فأدركت أن التركيز المفرط على الأهداف قد يكون مضرًا في بعض الأحيان. فهو قد يجعلنا نغفل عن قيمة اللحظة الحالية، ونجبر أنفسنا على التحمل والصبر على مشقة الطريق. فبدلا من أن نستمتع بالرحلة، نصبح نفكر فقط في الوصول إلى المحطة، فعوضًا عن ذلك، كان من المفترض أن نركز على مهمتنا الحالية وبالتالي سنصل لهدفنا لا محال وبشكل أسرع، وأن ندع خبرتنا هي من تقودنا لتحقيق أهدافنا

وأنتم، مارأيكم، هل التركيز على الأهداف قد يضر أكثر ما ينفع؟ ولماذا؟ وأيهما الأهم التركيز على المهمة أم الهدف؟