كتبتُ تغريدة أمس وقلتُ فيها أنَّ الناس في شبكات التواصل، أفرَخوا شخصيات خيالية، مضخَّمة الانجازات ومكاسب الحياة، وهذه الشخصية تظهر معالمها في الصور المُتقنة والفلاتر الملساء. الموضوع ينعكس على الكثيرين في تلك المنصّات، والكل يحاول أن يتمظهر بنفس الطريقة.
خطرت على بالي فكرة، أنا أيضًا متأثِّر بنفس الفكرة!
أعملُ على مستقل منذ سنة، وأكملتُ 27 مشروعًا بتقييم 5/5، ومع ذلك لا يدري من أصدقائي أنّي أعمل هنا إلّا من يشعرُ بالفضول ويتصفَّح ملفّاتي الشخصية ويجد حسوب ومستقل!
حتَّى عندما نتحدَّث عن المال والأعمال، لا أميلُ للحديث عن العمل الحر إلّا لمن يفكر أن ينضمّ لهذا المجال فأقترحه له، على عكس هؤلاء الذين يتباهون بوظيفتهم الثانية في الصيدليات ومندوبي الأدوية والرسم!
ربما نوبة الخجل من الحديث عن العمل الحر تنتاب الكثيرين منّا من دون الاعتراف، خصوصًا لمن يعمل في مجال دون آخر، لنكن صريحين، من يعمل في البرمجة والجرافيكس يميل لأن يعرض هذا الأمر أكثر ممَّن يعمل في كتابة المحتوى وإدخال البيانات. هذا ما أشعرُ به!
لكنِّ شعور الخجل والرغبة بأن تكون شخص "كوول" تختفي عند وقت الحاجة، تختفي عندما تعدِّل طريقة تفكيرك، وتقول لنفسك: هذا عمل مُربح كحال بقيِّة الأعمال، وربما بمزايا أفضل من غيره، مزايا من الراحة والعمل من دون مُقلقات البيئة والطريق لو عرفوها الناس لقاتلونا عليها بالسيوف!
يختفي هذا الخجل عندما تحبُّ ما تعمل، وتظهره كنقطَّة قوِّة، هذا أنت، وهذا ما تفعله! أبدأ حاليًا بوضع رابط حسابي على خمسات على وصف فيديوات التدريس التي أقدِّمها للطلبة، والتي يمكن أن يراها أصدقائي، أنا أقدِّم هذه الخدمة على خمسات، ولا أخجلُ منها!
وأخيرًا، هذا الخجل يختفي عندما تصبحُ مستقلًا، تترفَّع عن أخذ المصروف من أهلك، وتريد أن تبني حياتك من جُهدك، لتفخر به بعد فترة: انظروا، هذا كلّه بتعبي! حينها ستجري الحميِّة في عروقك، وستضع رابط حسابك على مستقل في بايو الانستغرام بدلًا من روابط لـ "صراحة" و"تلونيم"! :D
التعليقات