تذكرت اليوم موقفًا حدث مع شخص أعرفه جعلني أفكر في صنع المعروف ومن يستحق أن نصنع معهم المعروف حقًا، والقصة باختصار أن هذا الشخص كان معه مبلغًا من المال وهو في حاجة إليه، لكنه كان يعلم بوجود مشكلة بين إحدى قريباته وزوجها والسبب أنها اقترضت مبلغًا من المال وأصبح وضعها الآن "إما الدفع أو الحبس" وزوجها لا يوافق على أن يقوم بسداد المال لأنها من اقترضته ويبدو أنه لم يكن لديه مال من الأساس، وبالرغم من حاجة الشخص صاحب المال إليه، قام بإعطاء المال لقريبته لتسد به دينها وتحل المشاكل الموجودة بينها وبين زوجها، لكن المفاجأة كانت أنها بعد فترة عندما طالبها برد المبلغ قالت له أنا لم أطلب منك إعطائي المال! وبرغم تدخل البعض لجعلها ترد المال قالت فيما معناه أو ما يوضح أنه ليس لديها نية لرد المال للشخص الذي ساعدها وأنقذها من السجن ومن خراب بيتها!
لا تصنع المعروف في غير أهله
اعتقد ان الرجل كان لابد اخذ ورقه أو اي اثبات لكي يضمن حقه ، تصرف المرأة غير لائق لانه ساعدها في عدم الحبس و هذا حقه لابد أن يرد له ، يجب كل واحد منا ان يعمل الخير و سيرد لك في يوم ما و يضمن حقوقه .
صحيح وضوح الاتفاق من البداية بيحافظ على علاقة الود بين الناس ويمنع سوء الظن فحين يحدد كل طرف ما له وما عليه منذ البداية نحافظ على الود ونمنع وقوع الخلافات وسوء الظن لاحقًا فكثير من المشكلات لا تنشأ من سوء نية بل من غياب التفاهم الصريح بين الطرفين
المشكلة أن المرأة قد تكون فهمت أن تصرفه على سبيل المساعدة لأنه يعلم أن ليس لديها المال فمن أين ستسدده من الأساس، وبالتالي كان يجب عليه أن يوضح أن هذا المبلغ على سبيل السلف، ويجب أن تسدديه عندما يتاح لكِ.
هذا يذكرني بشخص اقترض مني مبلغ كان قد طلبه لم يكن مبلغ مالي كبير لكنه ليس بصغير ايضا وعندما طلبته قال لي جملة جعلتني قال بكل بجاحة ( انت عايزهم ليه دلوقتي حتعمل بيهم ايه ) شعرت حينها انني مطالب بتبرير بتقديم طلب لأخذ حقي واعطاء اسباب كأنه ليس مالي أو كأن المال اصبح يخصه ما جعلني افكر اتوقف عن اقرض اي مبلغ لكل البشر اصحاب المعروف وغيرهم لأنني ببساطة ليس رجلا ثري او بنك وانا ضد اقرض الاقارب المال بعضهم لبعض بدون كتابة وشهود ولا ارى عيبا في ذلك حتى لو كان الدين مع اخيك او اختك لضمان جدية التسديد ورفع الحرج عنك في اثبات حقك فيما بعض اما عن المعروف فانتي اقتصرت المعروف في قضية واحدة وهي الإقراض مقولة افعل المعروف في اهله وفي غير اهله هي مقولة صحيحة و هي تشمل كل معاني العطاء مثل زيارة المريض اعانة الفقير التيسير على الناس الصدقة الكلمة الطبية الخ الخ وليس اعطاء القروض وفقد
بالتأكيد أن ما صنعته المرأة خطأ، كان عليها رد المال ما إن استطاعت، ولكن ربما هي لم تستطع، جميعنا نعلم الظروف الإقتصادية الصعبة التي تمر بالبلاد ، اسوء ما في الفقر هو أنه يظهر اسوء ما في الإنسان!
لذا اعتقد أن المبدأ الذي يجب علينا اتباعه هو اعمل الخير وارميه البحر، ولا ننتظر رد المعروف من البشر، من الأساس ما نفعله من خير نلتمس به وجه الله.
إنما لو قام المرء بلوم نفسه على قيامه بفعل الخير ستتحول الدنيا حرفياً إلى غاية وسنكون اسوء من الحيوانات، بل إن بعض الحيوانات تقوم بحماية الآخرين والدفاع عنهم عندما يتعرضون لخطر ، فهل سنكون أقل من الحيوانات ؟!
لو أمكن أنه يقبل أن تسدد هذا المال على أقساط، أو يتوسط طرف ثالث قريب للطرفين لحل هذه الأزمة
لكن ما ذنبه الشخص الذي ساعدها، أهكذا يكون رد الجميل؟! وكما أن الظروف الاقتصادية صعبة تكون صعبة على الجميع، أي عليها وعلى غيرها وليس عليها هي فقط.
القصة تختصر مفارقة عميقة: ليس كل معروف يجد طريقه إلى الشكر، ولا كل من أنقذته يد الخير يعرف قيمة الإنقاذ.
لكن هذا لا يعني أن نكفّ عن الإحسان، بل أن نحسِن بوعي لا بعاطفة، أن نزرع الجميل لا طمعًا في ردّه، بل لأننا نختار أن نبقى من الزُرّاع لا من الجاحدين.
فالخير لا يضيع، لكنه أحيانًا يتأخر في الظهور، أو يعود إلينا من طريق آخر لا يخطر ببال.
أنا أرى أن تصرف المرأة هنا نموذجي، فهي تعرف ببساطة أن هذا الشخص لن تسمح له نفسه أن يسجنها وهو الذي دفع المبلغ منذ برهة لينقذها من السجن، كما أنه من المحتمل ليس لديه أي إثبات قانوني أنه دفع هذا المبلغ، هنا تظهر نفوس الناس والتي أرى أنه ينطبق عليها "تخاف متختشيش"، كثير من الناس لا ترضخ أمام كلمات مثل الصواب، والعيب، والأصول..بل إن لم يكن هناك فعل حاسم قانوني لا ترجع الحق لأصحابه..
وملاحظة أخرى لم يكن ينبغي على القريب أن يخاف على الزوجة أكثر من زوجها، والمقولة لا تكن ملكياً أكثر من الملك هي مقولة صحيحة.
أنا أختلف معك يا جورج، صحيح أن ما تقوله منطقـي من ناحية الواقع والقانون، لكن لو فكرنا جميعًا بهذه الطريقة، وتعاملنا مع كل موقف بالورقة والقلم، فلن تبقى فينا إنسانية.
أحيانًا يُقدِم الإنسان على فعل الخير بدافع قلبه لا عقله، ليس لأنه لا يعرف القوانين، بل لأنه يرى أن الرحمة أَولى من الحسابات. نعم، من المهم أن نحسن الاختيار لمن نصنع المعروف، لكن الأجمل ألا نسمح لجحود البعض أن يُطفئ فينا الرغبة في فعل الخير.
وتعاملنا مع كل موقف بالورقة والقلم، فلن تبقى فينا إنسانية.
أحيانًا يُقدِم الإنسان على فعل الخير بدافع قلبه لا عقله
حتى الإنسانية تحتاج للعقل والورقة والقلم ضروري فيها، الضخص الكريم المعطاء يمكن أن يعرض نفسه للأذى لو لم يستعمل الورقة والقلم، لو افترضنا الرجل في المساهمة احتاج نقوده من أجل عملية جراحية أو علاج، سيظل يتألم ولن يسأل فيه أحد..
كما أن نفسه الآن تحمل ضغينة تجاه من قام بمساعدتهم لأنهم لم يردوا له نقوده، فهو برأيي خسر صفاء نفسه وخسر نقوده، ولا أعلم بخصوص ثوابه بعدما تكدرت نفسه.
بسم الله الرحمن الرحيم ( إن الله لا يضيع أجر المحسنين) أنا مقتنع بهذا تماماً، عاودي أيضا لكتب السيرة وانظري في عتاب الله لسيدنا موسى أنه لم يغيث فرعون وقت كان يهلك، قال يا موسى طلب منك الغوث ولم تجيب ولو طلبه مني لأجبته، أنا أرى أن الاحسان ليس للناس بل لله حتى لو عاد بعدها علينا بجحود أو خزلان الله يعلم وهذا يكفينا
للأسف هذا النوع من القصص يتكرر كثيرًا، وكأنه يعلمنا أن نحذر في فعل الخير حتى مع الأقارب. المشكلة ليست في المعروف، بل فيمن لا يعرف قيمته. ربما الحل أن نمنح بعقل لا بعاطفة، فليس كل محتاج يستحق المساعدة إن كان قلبه جاحدا وكان ينكر الجميل
يروى أن امرأة أعرابية كانت تعيش في البادية ، فوجدت جرو ذئب صغيرا ضائعًا في الصحراء فرقّ قلبها عليه
فأخذته وربته مع غنمها ، وكانت شاة من غنمها قد أرضعته بلبنها، فشب الذئب وهو يعيش بينهم كأنه واحد من القطيع
لكنها عادت يوماً لتجده قتل الشاة التي أرضعته وأكلها !
فلما رأت الأعرابية ذلك حزنت حزنا شديدا وقالت هذه الأبيات المؤثرة التي خلدها العرب
بقرتَ شُويْهَتي وفَجعتَ قلبي ..... وأنتَ لشاتِنا وَلَدٌ ربيبُ
غُذِيتَ بِدَرِّها ورَبَيْتَ فينا ..... فمَن أنباكَ أنَّ أباكَ ذِيبُ؟
إذا كانتِ الطباعُ طباعَ سُوءٍ ..... فَلا أدبٌ يُفيدُ ولا أديبُ
شكرًا على هذه القصة الجميلة والأبيات البليغة، أضفت مثالًا أخر رائعًا وواضحًا على مقابلة الإحسان بالإساءة، على الرغم من الفارق بين الذئب الذي تصرف بوحشية تبعًا لغريزته والإنسان الذي يتصرف بخسة باختياره.
مع احترامي لجميع الآراء ولكني أرى القصة ناقصة. يعني هناك تفاصيل لا نعرفها وأن ما حكته الزميلة سهام صادق بالطبع ولكنه منقوص لأني لا أعرف في زماننا هذا كرم حاتمي مثل كرم من تبرع بالمال الذي يحتاجه إلى من لا يطلبه ولا أعرف في هذا الزمان أيضًأ خسة ونذالة مثل خسة ونذالة تلك القريبة التي قالت بكل بساطة: لن أرد له ماله. لقد أكلته بلا حق وليفعل ما يشاء! برأيي هذا لا يكون بتلك الفجاجة أو ذلك الكرم الحاتمي ولكن هناك تفاصيل صغيرة لا نعرفها ربما تبرر لهذا أو تلك وكما قيل إذا عُرف السبب بطُل العجب...
قد تكون محق في أن القصة ناقصة، لكن المشكلة الحقيقية ليست في التفاصيل المشكلة في النية. أحيانًا نمنح المعروف بقلوبنا لا بعقولنا، فنصدم حين يُقابل بالخذلان، لأننا افترضنا أن الخير يُرد بالخير ، بينما الواقع يقول الخير يُرد بما في نفس من يراه. تذكر قصة السامري الصالح في التراث الغربي، حين ساعد رجلا غريبًا جريحا على الطريق بينما تركه الكهنة ورجال الدين، لم ينتظر شكرًا ولا مقابلًا، فقط فعل الصواب لأن داخله كان نقيا. وفي المقابل، هناك آلاف القصص الواقعية لأشخاص صنعوا جميلًا فدفعوا ثمنه خذلانًا. المؤلم أن الخذلان لا يأتي من الغرباء، بل من الذين ظننا أن قلوبهم تشبه قلوبنا. لكن هذا لا يعني أن نتوقف عن فعل الخير، بل أن نعيد تعريف الخير ليس أن نعطي كل من يطلب، بل أن نملك حكمة التمييز بين من يستحق المعروف ومن يستغله. فألن يفقد المعروف معناه إن كان بحساب، أم أن العاقل لا يصنع جميلا إلا لمن يقدره
نعم أعرف تلك القصة وكانت دكتورة الأدب الإنجليزي تتمثل بها وتقول The Good Samaritan وموقفه معروف ولكن قصته لا تقارن بقصة الرجل الطيب في مساهمة الزميلة سهام. لأن السامري الطيب القلب ضمد جراح الرجل ولم يعطه مالًا ينتظر رده إليه. أنا وأنت وكثير من الناس قد تفعل ذلك ولا ينتظرون مقابلاً.... ولكن هذا الرجل أعطى مالا لم يطلبه أحد بشهامة وسمو نفس فيما لم تعرف المرأة القريبة المعروف ولا تقدره. إن كان هذا هو كل السيناريو بالضبط فلا أقبله لأن النفس الإنسانية لا تكون بتلك الوضاعة وإنما قد يكون ليس معها مال مثلاً أو قالت له سأرد لك جزءا جزءا او على أقساط فلم يرض القريب المحسن فقالت له أنا لم أطلب منك....أو يكون بينهما تعاملات من وع ما فنحن لا نعرف كل التفاصيل لنصدر حكمًا لأننا ساعتها نكون أصدرنا حكمًا على الإنسانية كلها...
أقدر تحفّظك على القصة وحقك في التساؤل عن التفاصيل، لكن لنقف هنا لحظة هل ننسب الخسة فورا لأن الواقع أحيانا قاس؟ أم أن البديل أن نعيش دوما في شكّ يدمر الثقة بين الناس؟ . لنفترض أن كل ما روي صار تمامًا كما قالته سهام إنسان أعطى مالاً بصدق، والقريبة أنكرته. هل هذا يُبرر أن نُحكم على الكرم بأنه خطأ أخلاقي بحد ذاته؟ أم أن العبرة أن نضع ضوابط للكرم لا أن نوقفه كليًا .الحقائق التي لا نعرفها كثيرة، لكن هناك أمر واحد واضح من تجربتي ومن مناظر الحياة هناك فرق بين الغباء والكرم المدروس. من الحكمة أن تساعدي، ومن الأذكى أن تطلبي وعدًا مكتوبًا أو تسهّلي ردا بأقساط أو إثبات وجود مشكلة قبل أن تُسلّمي كل شيء دفعة واحدة. هذا ليس نقدًا للخير، بل طريقة لحمايته من الاستغلال. هل رأيك أن نمنع الكرم لأن بعض القريبين خانوا، أم أن نعلّم الناس كيف يمنحون بذكاء كريمون لكن حذرون؟
هناك مثل مصري شعبي قديم وهو صادق يقول: أولاد الحرام مخلوش لأولاد الحلال شيئ...... معناه أنك حينما انت الكريمة الطيبة الشهمة تصنعين معروفًا في من لا يستأهله وهو ما يوصف في المثل بابن حرام، ويعود عليك الخير شراً و المعروف منكرًا فأنك تُمسكين عن صنع المعروف مجددًا في من قد يستأهله وهو أهل له وهو هنا في المثل ابن الحلال......لقد علمونا أن لا نصنع المعروف اطلاقاً وهنا هي تجربة الحياة المنطقية ولكن ياتي الدين ويعلمنا فيقول النبي عليه السلام: أعف عمن ظلمك وصل من قطعك وأحسن إلى من أساء إليك وقل الحق ولو على نفسك.........تلك هي المثالية في غايتها القصوى وذلك هو الدين وهو ما لا يقدر عليه إلا الأقلون وإلا المثاليون أولو العزم.
اسمح لي أن أقول إن الخطأ ليس في أولاد الحرام ولا في المعروف ، بل في الطريقة التي فهمنا بها الكلمة ذاتها. فالمثل علّمنا الخوف من المعروف، بينما علّمنا الدين الوعي في المعروف، لا التوقف عنه. فالنبي عليه السلام قال: أحسن إلى من أساء إليك ، لكنه لم يقل: سلم نفسك للسذاجة فيك كل مرة . فالعفو والإحسان لا يعنيان أن نضع عقولنا جانبًا. لأن المعروف حين يتحول إلى عادة غير واعية، يصبح مجرد هروب من الشعور بالذنب، لا فعل نبل. ثم لنكن واقعيين في الدنيا من يأكل الجميل فعلًا، لكن ذلك لا يعني أن نتحول جميعًا إلى نسخ خائفة ومتشككة. لأنه إن توقّف أولاد الحلال عن العطاء، فمن الذي سيبقى ليحمل الخير في هذه الحياة؟ . فالمثالية ليست أن تصنع المعروف فيمن لا يستحق، بل أن تعرف لمن، ومتى، ولماذا. فالدين لم يدعُ إلى الغباء باسم الطيبة، بل دعا إلى الحكمة باسم الرحمة، وتلك هي النقطة التي ضاعت بين المثل الشعبي والمبدأ النبوي.
اسمح لي أن أقول إن الخطأ ليس في أولاد الحرام ولا في المعروف ، بل في الطريقة التي فهمنا بها الكلمة ذاتها. فالمثل علّمنا الخوف من المعروف، بينما علّمنا الدين الوعي في المعروف، لا التوقف عنه
اسمحي لي أن أقول أن هذا منطق معكوس أو لا منطق اصلاً. لأن الناس لم تخترع المثل من لا شيئ بل من ماصدقاته كما يقول المناطقة. بمعنى أن الناس عاشت تلك التجارب من الإحسان ونكران الإحسان وتكرر الفعل فضربت هذا المثل وسار بين الناس. فالمثل لم يعلم الناس لانه لم يهبط عليها من السماء كالوحي بل كان نتيجة تجربة الناس المُعاشة. إذن الناس تعلموا أولا بالتجربة ثم تمثلوا بهذا المثل....
أما باقي ما قلت فأتفق معك قلباً وقالباً؛ فكلام النبي عليه السلام يوجهنا أن نفعل المعروف في غير أهله فإن لم يكن هم أهله فنحن أهله ونفعله بوعي ديني كبير ونعلم أننا مأجرون عليه إن لم يكن في الدنيا ففي اﻵخرة فلابد ان نعمل المعروف بلا سذاجة بل بوعي ديني وكما قال الشاعر:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ........... لا يذهب العرف بين الله و الناس
أظن أنّه لو تابعنا منطقك حرفيًا، سنصل إلى نتيجة غريبة بعض الشيء: تقول إن الأمثال ليست إلا تجارب الناس، وأن الناس عاشوا ونقلوا المثل ليعلمنا الحذر. إذن، بحسب كلامك، كل تجربة إنسانية سابقة تحذر من فعل الخير يجب أن تجعلنا نتوقف عن الإحسان تمامًا! صحيح؟!. يعني إذا طبقنا المنطق حرفيا، فإن أي شخص يساعد آخر ويُسئ تقديره، يصبح من أولاد الحرام وفق المثل، وبالتالي نُمنع من فعل الخير للأبد؟! .فهل هذا منطقي حقًا؟ أم أن الأمثال مجرد ملاحظات للحذر والتوجيه، وليست قوانين تمنع الإنسانية؟ . بمعنى آخر، أنت تستخدم الأمثال لتبرير ترك المعروف أو عدم فعله، بينما الدين والتجربة العملية تقولان العكس تمامًا: الذي يفعل الخير يبقى في مأمن عند الله، حتى لو لم يقدره الناس. فهل ترى الآن أن منطقك يقودنا إلى رفض الإنسانية نفسها؟ أم أنه مجرد لعبة كلامية إذا ما أخذناها حرفيًا؟
أنت أسأتي فهمي؛ أنا لم أقل أننا يجب أن نعمل بالمثل بل أقول أن المثل ما هو إلا خبرة تجربة معاشة ليس أكثر. وأنا لو سألتني رأيي أحب أن نحسن إلى من أساء إلينا وتلك إجابتي النظرية وما أحبه لي ولك وللناس ولكن هل نستطيع التنفيذ أو ننفذ حقاً؟! هذا يعتمد على مدى إتساع صدرنا وطاقتنا النفسية للسمو فوق الألم وابتاع هدي الرسل.
بالطبع لن أستطيع حكاية القصة بكل التفاصيل 😅
لكن هذا هو الملخص لقصة عن شخص ساعد أحد في ورطة وقابله الطرف الآخر بجحود، وللأسف هذه ليست الحالة الوحيدة فهناك الكثير من الحالات والحوادث المشابهه والأسوأ أنها تحدث مع وبين الأهل، أذكر سماعي أو قراءة قصة عن أخت قامت بوضع ذهب لدى أختها على سبيل الحفظ والأمانة فقامت الأخت ببيع الذهب وشراء شقة وبعد عدة سنوات رفضت رد الذهب جرامات كما أخذته بل تريد رد المبلغ مالًا بثمن الجرام وقت البيع!
القرض او السلف ليس "معروفاً" .. لذلك في حالة اقرضت شخص مالاً لابد من الشهود وتوثيق المعاملة .. لأن أحياناً الناس تفتكر أنك "تساعدهم" ويجب ان الامور تكون واضحة .. أما إذا المال كان لوجه الله فيجب أن نخبرهم أيضاً : هذه مساعدة مني وشكرا لك على القبول ولا توجد أي التزامات عليك .. هكذا بكل وضوح .. لأنه أحياناً نحن "نساعد" الناس ولكن اذا مرت بنا ظروف صعبة نحول "المساعدة" الى قرض بقدرة قادر ونريد الاسترداد ..
القرض او السلف ليس "معروفاً" .. لذلك في حالة اقرضت شخص مالاً لابد من الشهود وتوثيق المعاملة .. لأن أحياناً الناس تفتكر أنك "تساعدهم" ويجب ان الامور تكون واضحة .. أما إذا المال كان لوجه الله فيجب أن نخبرهم أيضاً : هذه مساعدة مني وشكرا لك على القبول ولا توجد أي التزامات عليك .. هكذا بكل وضوح .. لأنه أحياناً نحن "نساعد" الناس ولكن اذا مرت بنا ظروف صعبة نحول "المساعدة" الى قرض بقدرة قادر ونريد الاسترداد ..
التعليقات