قررت مرة الذهاب إلى الطبيب لعرض مشكلة صحية، وحصلت على الموعد قبل شهر وخططت لما سأخبره به لدرجة أنني كتبته في ورقة حتى لا أنسى شيئًا،

ولكن لما ذهبت إلى العيادة، كان الطبيب غير موجود، ولم يصلني أي إشعار بأن الموعد قد أُلغي أو ما شابه.

حينها جمعت كل طاقتي العصبية وفار دمي، ولم أصرخ على الموظفة، بل سألتها والغيظ يحرق داخلي: هل يمكن أن أدخل لعيادة طبيب آخر؟ حسنّا، هل يمكنك الاتصال بالطبيب وتخبرينه بأن يأتي إلى العيادة لأنه ثمة مريضة تنتظره؟

وهي تخبرني بلطف أنه للأسف ليس هناك حل سوى نقل الموعد ليوم آخر، مما يعني عدم إجراء الكشف اليوم.

لكن هيهات! لقد صممتُ يومي بهذا الشكل. كنت سأخرج من عند الطبيب، لألتقي بصديقة ثم بعدها أعود للسكن وأجلس للدراسة.

بالطبع لم أشطب على زيارة الطبيب وأنتقل إلى مقابلة صديقتي مباشرةً كما يفعل الأشخاص الطبيعيون، بل اعتذرت لها ولم أدرس ذلك اليوم، وبقيت في غرفتي أضيع الوقت حتى جاء موعد النوم.

أعاني بشكل شخصي من هذه المشكلة الكبيرة الصغيرة في حياتي..

إذا خططت لعمل شيء ما اليوم، ولكنه لسوء حظي لم يكتمل لظروف خارجة عن إرادتي، فإنني أتحطم داخليًا تحطيمًا يجعلني أقضي باقي يومي بالسرير حتى يبدأ يوم جديد من تلقاء نفسه وهكذا.

وأعلم أنها ليست مشكلتي وحدي. أنا ومن مثلي نعيش في دوامة عدم قبول الهزيمة. لا نصدق أن الأمر الذي سعينا لتحقيقه قد لا يتم لسبب ما، فنحن لم نقصر أمام أنفسنا في السعي ورائه.

قد يكون السبب في ذلك لدى البعض هو السعي وراء المثالية، لكن البعض على العكس يشعرون وكأن طاقتهم نفدت بعدم اكتمال الشيء الذي صرفوا عليه جزء من تفكيرهم، فيشعرون بأنه لا فائدة من السعي، لأن هذا دليل على أن السعي لا يعني حتمًا الوصول للأشياء التي يريدون.

لذلك وجدت الحل معي في تقوية المرونة النفسية لدي، وأصبحت أتوقع عدم تمام الشيء قبل تمامه، بمعنى أنه بنسبة كبيرة قد يحدث ما يعطله، ولكنه إذا سار كما خُطط له وتحقق فهذا شيء عظيم.

الحل أيضا في وجود خطة "ب" و "ج"، فلا بأس من التجربة مرة أخرى بطريقة مختلفة.

وقل لمهمة لم تكتمل أنها

دمرت يومي ومزاجي الرائع

كنت لأنجز واحدة مثلها

لو لم تكن معي أنانية الدافع

لا أحد سينكر أن نقطة عدم قبول الاستسلام لدي أمثالي من الناس جيدة، ولكنها باقة ثنائية تأتي مع التكاسل عن أداء المهام الأخرى، فكيف نقضي على الجانب السئ من الأمر؟