انا كشخص فقد منزله واعز ممتلكاته وناسه وأحبابه وحتى اغلى ما عنده وهو أرضه ماذا بقي لي أن افعل ؟ماذا افعل حقا؟ انا في حيرة ،قلبي يؤلمني على اهلي وأحبابي الذين ماتوا وحتى الاحياء لا يوجد طعام ولا مأوى ولا حتى دواء ماذا افعل ؟ليس لي حول ولا قوة الا بالله ماذا افعل؟ حقيقة انا في حيرة من أمري استمر بالدعاء لكن لا استطيع اخفاء حزني كل يوم يمر بي خبر عن أحد اقربائي، لماذا؟ ماذا افعل؟ احبتي واهلي وأقاربي ليس لديهم طعام والبعض منهم لم يذق الطعام لعدة أيام والبعض اكل طعام الحيوانات حتى النبات الضار تم اكله إذا لمتى لمتى سيبقون هكذا ولمتى الشعور بالضعف الذي يعتريني هذا
لماذا؟؟؟
أعانك الله، قلوبنا تتقطع عليكم والله يشهد أن الألم واحد وإن فرقتنا المسافات، وليس بأيدينا حيلة إلا الدعاء لكم ومحاولة نشر صوتكم لعل القلوب الحية تستيقظ. لا أعلم إن كانت هناك أي إمكانية حقيقية لإيصال التبرعات أو المساعدات، وكنت قد سمعت كما سمع كثيرون أن الكثير من المعونات لا تصل، وأن المحتاجين هم آخر من تُفتح لهم الأبواب وهذا أكثر ما يوجع، أسأل الله أن يفرج كربكم ويجبر كسركم، ويعجل لكم بنصر من عنده ويبدلكم بعد هذا الضيق أمنًا ورزقًا ورحمة واسعة فأنتم في القلب والدعاء دائمًا.
ما لك إلا الصبر واحتساب الأجر من الله سبحانه جل في علاه، من مات نحسبه من الشهداء عند الله، ومن حيي نحسب أن الله رازقه وهو أرحم به من أمه التي ولدته.
وهي الابتلاءات تصيب المؤمن، ولك في رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته وفي الرسل والأنبياء خير عبرة وخير عزاء، فهذا رسول الله جاع في بطنه يوم الأحزاب والصحابة من حوله من شدة الخوف والبأس قال الله فيهم: "إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11)"
فهؤلاء الصحابة الجبال ورسول الله بين أظهرهم حدث معهم أن "زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا"...
وكذا هم الصحابة تعرضوا لأنواع الابتلاءات والموت والخوف وصبروا، فقال الله فيهم "مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23)"
وقد وقعت قصص كثيرة من المآسي الجماعية منها الطاعون الذي أصاب المدينة في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، مات فيه أعداد كبيرة جدا من الصحابة والتابعين! قيل 25 ألفا من المسلمين فيهم بعض كبار الصحابة..
فهؤلاء المؤمنون الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ابتلوا بأنواع الابتلاءات مثل الطاعون والموت الجماعي والحروب والخوف والجوع...
فلسنا أكرم على الله منهم، ووالله لهذه الابتلاءات يختار الله لها عباده المؤمنين "ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين"
والشهيد يدخل الجنة بلا حساب ولا عقاب، ولا يسأل في قبره، هم "أحياء عند ربهم يرزقون"، نسأل الله الشهادة في سبيبه.
فاصبر واحتسب أخي، وانتظر من الله إحداهما: إما شهادة في سبيله، أو عافية ونصرا مؤزرا، وفي كل خير.
أسأل الله لك ولإخواننا المضطهدين في غزة، وفي السودان، وفي كل مكان نصرا قريبا مؤزرا، وفرجا وعافية، ولكل مريض شفاء، ولكل جائع رزقا، ولكل ميت جنة الرضوان.
أقرأ كلماتك، فأشعر أنينك يخرج من بين السطور، ليس مجرد حزن بل هو وجع أمة، وجع جيلٍ يُركَع ولا يُقتل، بل يُترَك ليجوع، ويُهجر، ويُنسى…
أعلم أن الكلمات لا تُشبع جائعًا، ولا تُضمّد جرحًا، ولا تُعيد المفقود،استعن بالله وقل( حسبي الله ونعم الوكيل ) وقل "اللهم إنّي ضعيفٌ فكن لي قوّة، اللهم إنّ أهلي جياعٌ فارزقهم، مشردون فآوِهم، مكسورون فجبرهم، يا رب لا أملك لهم إلا قلبي فاجعله لهم نجاة، وارزقهم من حيث لا يحتسبون) وإن استطعت أن تُسخّر قلمك، صوتك، ، او اي وسيلة لديك لنقل وجعكم للعالم، فافعل… حتى وإن ظننت أن لا أحد يسمع، يكفي أن الله يسمع.أما متى ينتهي هذا؟ لا أملك جوابًا، ولكني أؤمن بقول الله:{إنّ مع العسر يُسرًا، إنّ مع العسر يُسرًا}والله لا يُخلف وعده...
التعليقات