في أول العام الدراسي السابق أُصبت باضطرابات نفسية شديدة للغاية، لم أكن أريد مغادرة السرير نهائيًا، وبالطبع لا أذهب إلى الجامعة ولا أذاكر دروسي.
رغم علمي بصعوبة الدراسة في كلية الطب، وكم المناهج التي نحن مطالبون بها، إلا أنني أهملت كل هذا ولم ألق له بالًا.
بالإضافة إلى أنه يشترط الحضور في الكليات العملية بنسبة 75% من إجمالي عدد المحاضرات والسكاشن (الدروس العملية) وإلا لن يُسمح لك بدخول الامتحان.
كل هذا كنت أعلمه جيدًا، لكني لم ألتفت لذلك أبدًا، بل وتركت الصيدلية التي كنت أعمل بها واستمرت معاناتي!
لا أحد يستطيع إنقاذي من الحالة النفسية السيئة التي تسوء يومًا بعد يوم، لا سيما بعد تراكم هذا الكم من المسؤوليات ورائي، ولا أحد يستطيع القيام بهذه المهام بدلًا مني!
دفعني كل هذا إلى أن أسأل نفسي، لماذا نختار دائمًا الهروب من الواقع؟
غالبا نختار الهروب من الواقع للخيال والعزلة لأجل أن لا نشعر بالفشل مجددًا؛ ورغبة في سماع كلمات المدح والتقدير ممن حولنا، ورغبة في عدم تحمل المسؤوليات.
نعم، هناك أزمات نفسية نعانيها، هل المكوث في المنزل هو الحل لها؟ هل تراكم المسؤوليات علينا سيساعدك على التخلص من مشكلاتنا؟
ولماذا نهرب من الواقع مختفيين خلف شاشات الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي؟ هل هذا هو الحل الأمثل؟
لذا وجدت أنه إن كان لابد من الهروب من زحام العالم لفترة، يمكننا
- ممارسة الرياضة.
- مشاهدة الأفلام.
- قراءة الكتب.
- السفر والتنزه.
لكن ومن خلال التجربة الشخصية، مواجهة الواقع ليس بالشيء السهل إطلاقًا، ولكنه أفضل بكثير من الهروب منه والشعور الدائم بالفشل.
البعض قد يروق له الهروب من الواقع والتمادي في المرض النفسي، حتى يستمر الناس في مدحه وعدم إلقاء اللوم عليه، أو حتى هربًا من أداء واجباته.
شاركنا برأيك، أيهما أفضل؟ الهروب من الوقع أو مواجهته؟ وهل المريض النفسي ضحية الواقع المؤلم، أم هو من اختار لنفسه المرض؟
التعليقات