إما الهروب من البيت أو الموافقة على الزوج المستقبلي، لماذا يتحول تفاوض الأبناء إلى ابتزاز ؟

أتوقع أن يكون أهلها على صواب في وجهة نظرهم، فهم يرون الأمور من زاوية مختلفة، فيها خوف على مستقبل ابنتهم وحرص على سمعتها واستقرارها، حتى وإن بدا موقفهم قاسيًا.

وبرأيي عليها أن تحاول استعطافهم مجددًا بطريقة هادئة وناضجة، تظهر لهم تمسكها بالشاب وثقتها في خُلقه، وربما تستعين بشخص قريب منهم يحظى بثقتهم ليتحدث عن حسن نية الشاب وظروف والده الحقيقية، لكن لو لم يوافقوا رغم كل ذلك فالأفضل لها ألا تتخذ قرارًا متسرعًا بدافع التحدي أو العاطفة، لأن الزواج الذي يبدأ بصدام مع الأهل غالبًا يرهق الطرفين، وقد يفقد مع الوقت تلك القوة الجميلة التي بدأ منها.

تعتزم صديقتي الآن على طلب الاستقالة أو النقل خارج البلد لكي تتزوج من الشاب بعدما رفض الأهل وعجزها عن إيجاد طريقة للتفاوض معهم.

ولماذا كل هذا التعقيد؟! والله لو كان خير لها لكان نصيبها حتى لو وقف العالم كله ضد هذا الزواج

لا شك أن الأهل يريدون الأصلح إلى ابنتهم، ولكن في مجتمعنا عندما يتعلق الأمر بالإبنة يصبح الأمر غير قابل للنقاش أو التفاوض تحت شعار (نحن أدرى لمصلحتك) وهذا يأتي من اختلاف الخبرة لاختلاف العمر، ربما لو طرح الموضوع للنقاش بين الفتاة وأهلها وفتح باب للتجربة عن طريق فترة خطوبة لمدة سنة سيكون أفضل، برأيي أن أمامها خياران، الأول أن تلوي ذراع والديها بمسألة السفر تلك ربما حينها تلين عقولهم، أو أن تسلم لهم، وتتخلى عن مسألة الزواج من ذلك الشاب، في الأغلب يكون الأهل على صواب بطريقة غير مفهومة وغير قابلة للشرح. بالتأكيد لديهم وجهة نظر.