في يناير 2024، قرر رجلان — كريم ووليد — خوض تجربة ريادية محددة: تحويل 100 دولار فقط إلى مشروع ربحي خلال 6 أشهر، مع اتفاق واضح بأن لا أحد يتفوق على الآخر من حيث الخبرة أو الموارد. كلاهما يمتلك خلفية عامة في التسويق الرقمي، ويجيدان استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي المجانية مثل ChatGPT، Canva، Notion، ومواقع تحليل السوق. ما فعله كريم هو أنه اختار سوقًا صغيرًا (niche) جدًا: تصاميم رقمية مخصصة لأصحاب البودكاست في الخليج العربي، وبدأ في بناء مجتمع بسيط حول الفكرة على تيليجرام، بينما ركّز وليد على سوق أوسع: بيع منتجات مطبوعة عند الطلب على منصات مثل Etsy وRedbubble، مستخدمًا تصاميم مولّدة بالذكاء الاصطناعي بالكامل. بعد شهرين، بدأ كريم يبيع حزم خدماته عبر Notion وروّج لها شخصيًا، بينما ظل وليد يعتمد على الحملات المدفوعة الآلية التي أوصى بها له الذكاء الاصطناعي.
بحلول الشهر الرابع، كان لدى كريم 120 عميلًا متكرّرًا وحقق 8,700 دولار، بينما أنفق وليد كامل ميزانيته وزاد عليها 150 دولارًا أخرى دون أن تتجاوز مبيعاته 400 دولار. وعندما استُجوب كلاهما في نهاية التجربة، قال كريم: "كنت أستخدم الذكاء الاصطناعي كأداة مساعد مبدع، لكن القرارات كانت لي"، أما وليد فقال: "اعتمدت على ما بدا منطقيًا من اقتراحات الذكاء الاصطناعي، ولم أراجع السوق الفعلي". في نهاية الأشهر الستة، بلغ دخل كريم 25,430 دولارًا، وأصبح يخطط للتوسع بفريق صغير، بينما اضطر وليد لإيقاف كل حملاته بسبب العجز.
دراسة حديثة أجرتها Harvard Business Review في 2023 على 1,770 شركة ناشئة بيّنت أن الشركات التي اعتمدت على الذكاء الاصطناعي في صياغة الاستراتيجيات مع مراجعة بشرية واعية كانت أكثر نجاحًا بنسبة 54% من تلك التي تعاملت مع الذكاء الاصطناعي بالقص واللصق دون وعي.
فعندما يقود الذكاء الاصطناعي القرار وتأتي النتائج مخيبة، من يا تُرى يتحمّل المسؤولية: الإنسان أم الخوارزمية؟
التعليقات