كنت دائمًا أشعر أن لدي عددًا كبيرًا من المتابعين لكنهم لا يتفاعلون، كأنهم موجودون فقط للعدد دون أثر، أدير متجرًا للأغراض المنزلية المختلفة، وقررت أن أجرب طريقة جديدة في التعامل معهم، بدأت باستخدام أسئلة ذكية غير مباشرة بدل العروض المباشرة مثل أن أسألهم: ما أكثر تحدي تواجهونه يوميًا في ترتيب وتنظيم المنزل؟ أو إذا كان بإمكانكم تغيير شيء واحد في منزلكم، ماذا سيكون؟، وكانت المفاجأة أن التفاعل ازداد بشكل ملحوظ، فعندما أجبرت المتابعين على التفكير قليلاً بدل تقديم العروض الصريحة بدأوا يشاركون ويتفاعلون أكثر، كأنني فتحت لهم بابًا للنقاش بدل باب البيع، بالفعل أحيانًا يكون السؤال الذكي أكثر تأثيرًا من أي عرض. من وجهة نظركم ما هي أفضل طريقة لزيادة التفاعل مع المتابعين؟
تجربتي في تحويل متابعين غير متفاعلين إلى عملاء فعليين عبر استراتيجية (الأسئلة غير المباشرة)
يمكنك دعوتهم لمشاركة قصصهم الشخصية المتعلقة بمنتجاتك أو بمجال عملك، وتقديم محتوى تفاعلي مثل الاستفتاءات، أو الألغاز، أو المسابقات التي تعتمد على الإبداع، مع الحرص على الرد على تعليقاتهم واستفساراتهم لخلق شعور بالانتماء والمجتمع
هي طريقة ذكية بالفعل، لكي تجعل العملاء يتفاعلون مع محتواك ليس بالأمر السهل، لأن أغلب الوقت العميل لا يتواجد لكي يسمع عروضك أو خدماتك هو يريد أن يسلي وقته، ولهذا يجب تنويع المحتوى بحيث يجد العميل فيه أكثر من مجرد عملية عرض مباشرة أو تسويق لخدمة لأنه لن يهتم، طريقة الأسئلة كانت فعالة لأنك جعلت العميل يشعر انه مسموع ورأيه مهم وانه جزء أساسي من المحتوى، من المهم أيضا ألا تكتفي بالأسئلة وتنتظر منهم الإجابة بل قدم لهم حلول لمشكلاتهم بناء على اجوبتهم، فبعد أن يجيبوا مثلا على سؤال ما أكثر تحدي يواجهكم عند ترتيب المنزل، قدم لهم أفضل ٣ طرق أو أفضل ٥ أفكار لترتيب المنزل أو للتغلب على المشكلة الفلانية عند الترتيب.
كنت أنشر فيديوهات تعليمية طبية لطلاب الطب، وكنت أعتقد أن تقديم المعلومة بشكل مباشر كافٍ لجذب التفاعل. لكن رغم المتابعين الكُثر، كان التفاعل ضعيف جدًا.
قررت أن أغيّر الطريقة: بدل أن أشرح الموضوع بطريقة تقليدية، بدأت الفيديو بسؤال يُشعل الفضول مثل: "هل تعرف ما هو أكثر عضو في جسمك لا ينام أبدًا؟" أو "لو تعرضت لهذا الموقف في الطوارئ، ماذا ستفعل؟"، وكنت أترك الإجابة حتى بعد عدة ثوانٍ لخلق نوع من الترقب.
النتيجة؟ فيديو دورة كريبس البسيط وصل إلى أكثر من 100 ألف مشاهدة، وحصلت منه وحده على آلاف المتابعين، لأنني ببساطة "أدخلتهم" في المعلومة بدل أن "أرميها" عليهم.
من الوسائل الفعّالة التي لاحظتُ تأثيرها مع مرور الوقت، مشاركة كواليس العمل بشكل بسيط وحقيقي، كعرض مراحل تجهيز الطلبات أو استعراض منتج جديد وصل حديثًا، حتى وإن كان ذلك دون تعليق مطوّل، تقديم عروضًا مثل "الشحن المجاني لجميع المحافظات"، وهذا يزيد من تفاعل المتابعين بشكل واضح.. المتابع حين يرى هذه التفاصيل اليومية، يشعر بقرب أكبر من العلامة التجارية، ويبدأ بالتفاعل لأنه يرى محتوى حيًّا وليس مجرد إعلان. فالمحتوى البشري والعفوي قادر أحيانًا على كسر الجمود الذي يجعل الجمهور يكتفي بالمشاهدة دون تفاعل.
التعليقات