وأخيرا عدنا إلى العمل مجدداً. معظم الموظفين بدأوا اليوم العودة إلى الدوام بعد إجازة استمرت لما يقارب الأسبوعين. أسبوعين من شلل جميع الخدمات بالدولة بما فيها البنوك والشركات وحتى المحال التجارية. ولكن، كيف نوجد طريقة أفضل لإدارة هذه الإجازات دون التأثير على سير الحياة اليومية؟ ففي بلادنا العربية، نحصل على إجازات أكثر مما نعمل تقريبًا. هناك أعياد وطنية وثقافية ودينية واجتماعية وحتى عطلات يوم الخميس حتى لا نترك الجمعة يتيماً، بالإضافة إلى أنواع الإجازات المتعددة التي لا تُعد ولا تُحصى؛ بشكل مستمر، ودائمًا نحب أن نأخذ الإجازات في هذه الأيام كلها. في بعض البلدان، مثل اليابان، يتمتع الموظفون بعدد أقل بكثير من الإجازات، ويعملون بجدية طوال العام. فماذا لو كان هناك نظام يسمح بتوزيع العمل خلال الأعياد بحيث لا تتوقف الحياة تمامًا في الشركات والبنوك وغيرها.
كيف يمكن تنظيم العمل بالإجازات الرسمية؟
فماذا لو كان هناك نظام يسمح بتوزيع العمل خلال الأعياد بحيث لا تتوقف الحياة تمامًا في الشركات والبنوك وغيرها.
هذا النظام معمول به بالفعل في معظم شركات القطاع الخاص، لكن القطاع العام تشعر أن لا صاحب له، وبالتالي لا أحد يهتم بتطوير خدماته أو موظفيه، وبالطبع لا أحد يحاول تحسين مستوى الخدمات المقدمة لعملاءه!
في بعض البلدان، مثل اليابان، يتمتع الموظفون بعدد أقل بكثير من الإجازات، ويعملون بجدية طوال العام.
أتمنى لو أمكن نفي أو إرسال فئة معينة من موظفي القطاع العام إلى اليابان وإلزامهم بنظم العمل هناك، صراحة لا أستطيع تخيل النتيجة!
لكن القطاع العام تشعر أن لا صاحب له، وبالتالي لا أحد يهتم بتطوير خدماته أو موظفيه، وبالطبع لا أحد يحاول تحسين مستوى الخدمات المقدمة لعملاءه!
فعليا الخدمات الضرورية بالقطاع العام تعمل 24 ساعة ولا يوجد إجازة حتى بالأعياد، فبالمستشفيات مثلا، هناك نظام النبطشيات 12 ساعة وحتى الصيدليات لتوفير الخدمة طوال اليوم وتطبق بالإجازات، وكذلك مراكز الشرطة لكن الجهات التي لن يضر إغلاقها فهي تغلق، المدارس، البنوك، مثلا
صراحة لا يمكنني الاقتناع بأن المؤسسات الصحية الحكومية تقوم بدورها الفعلي على أكمل وجه خلال الاجازات أو خلال أيام العمل حتى!
لكن الجهات التي لن يضر إغلاقها فهي تغلق، المدارس، البنوك، مثلا
جهات كالبنوك، والبريد، والسجل المدني، .. أرى بأنها ضرورية جدا، وأحيانا يخلف إغلاقها أضرارا مادية وعينية كثيرة لدى البعض..
هذا واقع فعلي، سأضع اسمك معنا بجدول أول يوم عيد بعيد الفطر القادم لتقتنعي😎، كل المستشفيات تعمل بنفس النظام الوزارة تفرضه علينا لتوفر الخدمة 24 ساعة وهذا ليس بالأعياد فقط لكن بالأيام العادية في بعض الصيدليات التي تخدم المرضى المحجوزين.
المقصد أنه قد يظهر لك أن الخدمات ضعيفة، لكن هناك فرق بين الخدمة القائمة على توافر المال والخدمة التي نقدمها كفرق ضمن الإمكانيات المتاحة.
جهات كالبنوك، والبريد، والسجل المدني، .. أرى بأنها ضرورية جدا، وأحيانا يخلف إغلاقها أضرارا مادية وعينية كثيرة لدى البعض..
مثل ماذا؟ يعني بإجازة العيد ماذا قد تحتاجين كشركة بهذا الوقت وأنت تعلمين أنك بالفعل لديك إجازة لمدة أسبوع للاحتفال بالعيد، يعني من المفترض أن يكون لديك خطة استباقية لهذه الفترة والتوقف فيها.
بجانب اليوم هناك خدمات أونلاين لكل البنوك تقريبا تمكنك من التحويل لحسابات مختلفة
هذا على الورق للأسف، بالأمس كنت أمر بجوار إحدى المستشفيات الكبرى في القاهرة وإذا بي أرى أشخاصا يتكلمون بصوت عال فلما سألتهم قالوا لي: الدكتورة الموكلة بالاستقبال لا نعرف أين هي والحكيمة قالت يجب أن ننتظرها حتى تأتي وحدها ومر علينا ساعتين حتى الآن ولم تأتِ الطبيبة لتفحص الحالات. هذا حدث مع أطباء الاستقبال في إحدى المستشفيات الحكومية بالأمس.
لكن الجهات التي لن يضر إغلاقها فهي تغلق، المدارس، البنوك، مثلا
من قال أن إغلاقها لا يضر.
ماذا لو تمت سرقة بطاقة الدفع المباشر الخاصة بالبنك وأوقفتها وليس لدي مال نهائي نقدا فماذا سأفعل لو حدث لي أمر اضطراري وأردت أن أذهب لشراء أي شيء.
الجميع يعلم أن البنك سيغلق خلال فترة الإجازة، ويسحبون المال اللازم لهم قبلها، هكذا يفعل كل من أعرفهم في مجال الأعمال، خاصة إن كان الأمر يتطلب مبلغا لن يتمكن من سحبه كدفعة واحدة، لذا دوما بأي إجازة لابد أن يكون هناك خطة لإدارة الإجازة وليس إلغاء الإجازة لأننا لا نجيد إدارتها، يعني كشركة لدي تعاملات مالية يجب أن انهيها، إذن بكر بها قبل العيد، أو أجلها مع الطرف الأخر عند الانتهاء من الإجازة، فإجازات العيد تحديدا سيقدرها أي طرف تتواصل معه
لكن القطاع العام تشعر أن لا صاحب له،
برغم اعتراضي على كثير من الأشياء فيما يخص الإدارة ونظام العمل في القطاع العام، ولكن لا أجد ضررا مطلقا من عطلة العيد، في مختلف دول العالم ومع اختلاف الثقافات والأديان تمثل العديد من الأيام مناسبات وأعياد هامة يعطى فيها الموظفين إجازة لتكون فرصة لتجميع العائلة، ممارسة شعائر والاهتمام بالعبادات، الراحة من ضغوطات العمل. الإجازات حق أساسي من حقوق البشر، فنحن لسنا آلات رغم أن الآلات نفسها تتعطل بسبب كثرة التشغيل.
الإجازات حق أساسي من حقوق البشر
نحن في البلاد العربية نمارس هذا الحق بشكل مفرط يا رنا فنحن نأخذ نصف العام إجازة والنصف الآخر نرتب للإجازة.
أريدك مثلا أن تنظري إلى الأيام العالمية التي تطلقها الأمم المتحدة في العالم من كل عام وتقارنيه بالأعياد الوطنية فقط لدينا في مصر؛ نحن لدينا عيد تحرير سيناء، وأكتوبر، وثورة يوليو،وثورة يونيو، وعيد الشرطة، وعيد تحرير طابا، وشم النسيم، وعيد العمال، وعيد الفلاح، وعيد اكتشاف الفلافل، هذا غير عيد الفطر، وعيد الأضحى، وعيد القيامة، والمولد النبوي، وشهر رمضان كله لا نعمل فيه لأنه شهر عبادة وكل عام وأنتِ طيبة، ويوم تحويل القبلة، ويوم الخميس من كل أسبوع لأنه آخر الأسبوع وكل أسبوع ونحن بخير، ورس السنة الهجرية، والميلادية، والشمسية، وحتى رأس السنة التي يحتفل بها كيم يونج أون نحن لو أتيحت لنا الفرصة سنحتفل بها..
حتى عيد الشكر في أمريكا لدينا بشر تحتفل به في المدارس الدولية.
هذا غير كل الأعياد والإجازات الأخرى التي لا أتذكرها من كثرتها.
ربما يجب أن تضيف أنه بسبب هذا النظام الصارم في العمل قام العديد من الموظفين بالانتحار بسبب ضغط العمل واليابان تدرس لأكثر من مرة تقليل عدد ساعات العمل في اليوم حتى 6 ساعات وربما في المستقبل ستكون 4 ساعات، هذا من جه ومن جهة أخرى لا أعلم إن كنت تعلم هذا أم لا ولكن العديد من عمال القطاع العام لا يأخذون إجازات طول العام وفترة الأعياد تحديدا ربما تكون أوقات العمل مضاعفة، ولكن بالعودة إلى فكرة تنظيم الإجازات الرسمية أرى ضرورة لتناوب العمل ما بين الموظفين بدلا من الشلل العام والتوقف لكل هذا الوقت بمعنى في أوقات الأعياد وخلافه نكتفي بالعمل ل6 ساعات ويكون بالتناوب بين الموظفين بحيث يحصل الجميع إجازة وفي نفس الوقت يعمل الجميع ولكن لأوقات أقل بحيث لا يحدث هذا الشلل العام وخاصة في مؤسسات الدولة التي يعتمد عليها المواطن بشكل كبير.
بالضبط وقد شهدت هذا الأمر بالفعل في بعض المؤسسات الحكومية (والتي قد لا يعد وجودها ضروريًا وقت الإجازات) لكنها تقوم بالفعل بتطبيق نظام "نصف قوة العمل" حيث يختار نصف قوة العمل جزءًا من الإجازة ويختار النصف الأخر الجزء الأخر فيتمكن الطرفان من الاستمتاع بالإجازة وفي نفس الوقت الحفاظ على مسؤوليات العمل قدر الإمكان. لكن للأسف ليست كل الوظائف بتلك الرفاهية وهناك وظائف حتى في الأيام العادية لا تعامل بنفس الآدمية
ربما يجب أن تضيف أنه بسبب هذا النظام الصارم في العمل قام العديد من الموظفين بالانتحار بسبب ضغط العمل
لأن لديهم ضغط عمل حقيقي ولكن نحن يجب أن نأخذهم كقدوة حتى نبدي أي حراك لأننا لا زلنا في بداية الطريق حتى نصل لهم.
العديد من عمال القطاع العام لا يأخذون إجازات طول العام وفترة الأعياد تحديدا ربما تكون أوقات العمل مضاعفة،
هذه هي الوظائف الحيوية؛ ولكن هل هذا عدلا؟ أن يحصل شخص على 14 يوم أجازة ويعمل الآخر ضعف اليوم؟
أنت غريب ياحسين، ملى أراك تعادى الأجازات :) أمن كثرتها هي؟! أم من المللالذى يكون فى بعض فترات الأجازة؟!
مالى أراك متحفزاً للعمل طوال العام ويكأن الأجازة بالنسبة لك عطلة وتأخير :)
أتفق معك البنوك لتحل هذه الأزمة قامت بتركيب مكن ال ATM، واحدث فارقاً كبيراً، ويجب أن تظل بعض الخدمات الحكومية تعمل حتى فى الأعياد لو على سبيل 5% من المصالح فى أنحاء لاجمهورية تعمل أثناء العيد لمنع توقف الحياة، ولكن لو تم إختيارك أنت كموظف سوف يعمل فى العيد بحوافز زيادة عما تأخذ هل ستوافق؟!
ولكن لو تم إختيارك أنت كموظف سوف يعمل فى العيد بحوافز زيادة عما تأخذ هل ستوافق؟!
أنا سهرت ليلة العيد حتى الفجر في اجتماعات مع عملاء للشركة، وبعض الأشخاص في فريقي كلموني في اليوم الثاني للعيد فوجدوني نائما فتعجبوا من أني لم أستيقظ للعمل كالعادة.
والله لم أطلب من أحد منهم أن يعمل لكنهم قاموا بفعل هذا من تلقاء أنفسهم. واللافت للنظر أننا الآن ليس لدينا عمل ننجزه بالشركة وننتظر مشاريع جديدة لأننا أنهينا كل العمل المطلوب في فترة العيد وأنا أنوي أن أعطي كل الفريق نصف شهر راتب هدية لأن المشاريع التي قاموا بتنفيذها كانت أكثر من المتوقع في هذا الأسبوع الفائت..
أنا لا أعارض حق الموظف في الإجازة لكنني أتعجب من أسلوب إعطاء هذه الإجازات، فلو وزعناها لكان أفضل بدلا من أن نخسر بسبب إغلاق كل شيء في البلد وكأننا مقبلون على قرار بوقف إطلاق نار بعد حرب مهتدمة.
الحصول على إجازة هو ليس حق بل ضرورة لاستمرار العمل؛ لكن إدارة هذه الإجازة هو الذي يمكن أن نتكلم فيه.
أنا مثلا في اليوم الثاني للعيد اتصل بي بعض زملائي في الشركة والتي من المفترض أنني أنا الذي أمتلكها وتعجبوا عندما وجدوني نائما ولا أعمل لأنهم لم يتعودوا مني على ذلك حتى في أيام الإجازات، وأجبروني هم على العمل معهم عن بُعد. صحيح لم ننزل إلى المكتب لأننا أساسا نعمل جميعا عن بُعد لكنهم فعلوا ذلك من تلقاء أنفسهم دون أن أجبرهم على ذلك.
ولو اطلعت على مساهماتي السابقة ستأخذ فكرة عن طريقتي في التعامل مع فريقي.
ومع ذلك أتفق معك في أن بعض أصحاب الأعمال وليس رواد الأعمال يحبون امتصاص دماء موظفيهم وهذا يقلل أساسا من الولاء ولكن هذا أمر آخر وقضية أخرى يمكن مناقشتها في مساهمة غير هذه المساهمة.
التعليقات