تخيّل لو أنّك مرغم 24/24 أن تبدو بمظهرالهادئ بالرّغم من الضغوطات التي تمر بها والاستياء الذي تشعر بها كأي كائن عادي؟

أنا لا أستطيع تصوّر الأمر، ضمنًا في بيئة العمل، إذ أنّني كأي إنسان عادي معرّضة للمشاكل والضغوطات التي تجبرني على التعبير عمّا أشعر به. ولكن لم يكن هذا النّهج المتّبع في الشركة السّابقة التي عملتُ بها. فقد كان في سياسة الشركة الداخلية الخاصّة بالموظّفين أنّه عليهم الظهور الدّائم بأفضل حال والامتناع عن نقل مشاعرهم والضغوطات التي يحملونها لعملهم وذلك حرصًا على توفير بيئة إيجابية. ففي إحدى المرّات مثلًا عدّل مدير الموارد البشرية على دوام العمل لأحد الموظّفين حيث صار يعمل في مناوبات مسائيّة. فأثار هذا الأمر امتعاض الموظف وصار متشائمًا جراء هذا التغيير الغير مرغوب به.

عندما عرف المدير بهذا الأمر وجّه له إنذارًا خطيًّا فحواه أنّه يتسبب ببيئة عمل تشاؤمية نتيجة تعبيره عن استيائه. فسألت نفسي حينها، هل يستحق الأمر إنذارًا خطيًّا؟ ألسنا جميعًا معرّضين للغضب والانزعاج؟ وهل يحق للرؤساء كبت مشاعر المرؤوسين؟

على الخلاف من ذلك، تشجع شركة باتاغونيا للملابس رياضية وصناعة الأدوات الخارجية الموظفين على التعبير عن استيائهم وذلك إفساحًا في المجال أمامهم للتعبير عن مشاعرهم وحرصًا على صحتهم النفسية التي تعتبر أساسية فيما يخص عملهم.

وأنتم بالنسبة لكم: بين خلق بيئة إيجابية تخلو من شكاوى الموظفين والتعبير عن المشاعر، وبين إعطاء المجال للموظف للتعبير عن آرائه حرصًا على صحته النفسية، ما هو الخيار الأفضل؟ ولما ذلك؟