قال أحدهم في وصف الفشل " لولا الفشل لما عانق المرء النجاح". وفي هذا المجال، لا زلت أذكر أوّل تجربة لي في التعليم حيث انتهت بفشل ذريع نظرًا لعدم معرفتي حينها بأساليب كسر الجليد والإدارة الصفيّة الفعّالة. اليوم وبعد 5 سنين من تلك التجرية المأساوية أصبح لي بصمة في هذا المجال بعد أن بنيت نفسي من أخطائي. لقد تعلّمت حينها أنّ الفشل يعلّمنا كيفية بناء استراتيجيات مثالية لا تشوبها الأخطاء إذ أنّنا من خلاله نستطيع تقييم الأمور بشكلٍ أوضح.

وهنا سأنقلكم لأحد النجوم اللامعين في مجال ريادة الأعمال، العظيم ستيف جوبس والذي قال يومًا " أنا فخور جدًّا بالأشياء التي أنجزتها، وفخور كذلك بتلك التي فشلت فيها." حسنًا لما قال ذلك؟ وما هي الأمور التي فشل فيها في مجال عمله؟

من الأمور التي لفتت انتباهي لدى دراسة التحليل الخاص بشركة آبل SWOT Analysis أنّ بعض نقاط الضعف التي تواجهها كشركة هي نفسها نقاط قوّة . فمثلا ارتفاع أسعار المنتجات الخاصة بآبل هي إحدى نقاط الضعف وبنفس الوقت فهي نقطة قوّة . فقد عانت الشركة المذكورة من فشل في العديد من المنتجات المطروحة بسبب كونها أعلى سعرًا من المتوقّع أن يدفعه العميل Overpriced مثل في منتج Apple Tam الذي طُرِح في العام 1998. ولكن مهلًا!

هل المنتج الرائع الذي قد يمنح العميل تجربة رائعة يدفعه إلى القبول بأي سعر؟

الحقيقة هي نعم، شرط أن يستحق المنتج ذلك.

لذلك لا تقوم آبل بخفض أسعارها كما قد تعمد أي شركة لمواجهة الفشل في طرحها لمنتج ما، بل تقوم بسحب منتجها مباشرة ثمّ التعديل عليه وطرح ميّزات جديد وتحديث برامجه وتصميمه ثم تقوم بوضعه كمنتج جديد بمواصفات رائعة يكون العميل مستعدّا لدفع ثمنه. وهذا الأمر هو ما نلحظه عند طرح منتج جديد لآبل حيث يتدافع النّاس بالطوابير لشراءه قبل أن يفقدوا هذه الفرصة الثمينة.

نعم هذه هي سياسة آبل ، أسعارنا مرتفعة ولكننا نمنحك ما يستحق أن تدفع له هذا المقدار.

فخلاصة القول أنّني وصلت إلى استنتاج مفاده أنّ ما يجعل شركة آبل تتخطّى الفشل هو أنّها تعمل على تحويل نقاط ضعفها إلى نقاط قوّة . فارتفاع أسعار منتجاتها اليوم هو نقطة قوّة بعد أن كانت نقطة ضعف وقد كان ذلك من خلال نقطة قوّة ثانية وهي: الإبداع والإبتكار.

وأنتم، برأيكم كيف تخطت آبل العديد من المشكلات خلال رحلة عملها حتى وصلت لأن تكون أعلى الشركات قيمة سوقية؟