على أطراف ضيعتي يقع دكّان العم أبو حسان السمّان وقد مرّ على فتحه لمحله أكثر من 40 عام. إلّا أنّه منذ مدّة أبلغ الأهالي أنّه قرّر أن يرتاح من همّ الدكان وأن يؤجره لأحد الأهالي. وقد قررّت حينها أن أكون هذا المستأجر وأفتح المحل مركزًا لتعليم لغة الأعمال Business language خاصّة وأنني كنت مشاركةً بإحدى دورات ريادة الأعمال التابعة لمنظمة غير حكومية والتي ستموّل المشاريع الفائزة بالكامل.
في تلك الأثناء قمت بتحضير نموذج الأعمال الخاص بمشروعي (Lean Canvas) وهو يشمل كما تعرفون المشكلة والحل والقنوات وعناصر أخرى. بعد ذلك قمت بالاستفسار عن أسعار المواد الأوليّة اللازمة للمشروع وهي تشمل المقاعد واللوح وغيرها من المستلزمات المكتبية والمدرسية وحدّدت نفقاتي وإيراداتي. في يوم تقديم المشروع، كنت واثقة جدّا أنّ مشروعي سيكون إحدى المشاريع الفائزة لأنه يراعي جميع المعايير المطلوبة. إلّا أنّ الحال لم يكن كذلك. فبعد تقديمي للمشروع خلال 5 دقائق، أبلغتني اللجنة برفضها له لأنّه لا يعمل على حل مشكلة حقيقية وقد قال حينها مدير اللجنة بالحرف الواحد " المشكلة في المشكلة". لم أفهم بيت القصيد حينها إلّا أنّني فهمت لاحقًا.
فالمشكلة التي يعالجها مشروعي هي ضعف المهارات الناعمة لدى الجامعيين في منطقتي (مثل كتابة السيرة الذاتية والإيميلات) إلّا أنّني لم آخذ بعين الاعتبار أنّ الفئة الجامعية في منطقتي تعاني من مشاكل في اللغة أصلا وهو الأوجب معالجته والأولى قبل المهارات الناعمة التي تأتي ثانيًا. إلّا أنّني وقعت بمشكلة ثانية وهي وجود مراكز كثيرة لتعليم اللغات وهو ما يفرض عليي الإبداع في الحل وطرح فكرة خارج الصندوق.
ومن هنا راودني سؤالين، كيف بإمكاني أن أتعرّف على المشكلة التي يعالجها مشروعي؟ وكيف يمكن الإبداع بالحلول؟
التعليقات