أعرف إحدى الشركات في منطقتي، وهي بالمناسبة إحدى أضخم الشركات في لبنان، التي تعتمد سياسة تعسفية في إدارة الموارد البشرية. فعلى سبيل المثال وفي إحدى المرات قام المدير (في مشهد أمام عيني) بتسريح موظفين فقط لأنهما أجابا عميلا بكل تهذيب خلال موقف كان يصرخ فيه عليهما نتيجة خطأ لا ذنب لهما فيه بل الإدارة.
وأما الأبرز في خصوص موضوع هذه الشركة هو أنها معروفة بعدم بقاء الموظفين لأكثر من ستة أشهر كحد أقصى. فخلال فترات قصيرة، يرتفع معدل دوران الموظفين وهو المؤشر الدال على عدد أولئك الذين يتركون عملهم خلال مدة معينة. وهنا سألت نفسي: ما سبب ما يحصل مع هذه الشركة؟ هل مرده بالكامل ضعف في سياسة إدارة الموارد البشرية، أم أنها نوعية الموظفين الذين يختارون العمل في الشركة؟
بالنسبة للشركات العاملة ضمن النطاق الجغرافي للشركة المذكورة، فهي تعاني أيضا من ارتفاع معدل دوران الموظفين ولكن بنسبة أقل من المؤسسة السابقة. إلا أنني لاحظت أن ما تشترك به الشركات نقص الكوادر ذات الخبرات والكفاءة وهي مشكلة حقيقية. فالكوادر المتعلمة وذات الكفاءة تتجه لوظائف أخرى ذات حقول أخرى ومداخيل أعلى. فما هو الحل إذا؟ حقيقة فإن هذه مشكلة تواجه بعض الاقتصاديات وأنا أعتبرها مشكلة إذ أن هذه الشركات تشكل في بعض المناطق العصب التجاري لها. وارتفاع معدل دوران الموظفين يؤثر كثيرا على أداء الشركات ولو بعد حين.
في ضوء هذه المعطيات، ما السبب الأساسي لهذه المشكلة (ارتفاع معدل دوران الموظفين)، هل هو فشل سياسة إدارة الموارد أم خلل في الطبقة العاملة؟
التعليقات