عندما نقاوم، فنحن نعمل على تجاهل التحديات والصعاب حتى تمضي. وقد تمضي هذه الظروف وقد لا تمض كما بحالة متلازمة الضفدع المغلي التي تتحدث عن الضفدع الذي يحاول التأقلم مع المياه الساخنة حتى يموت في النهاية، بدل أن يسعى إلى القفز حتى ينجو.
وأما عندما نعامل تحدياتنا بمرونة فنحن نقولب ونغير من أنماط سلوكنا وأفعالنا حتى تتلائم مع الظروف فنخرج بأفضل النتائج.
وهنا سأستعين بمثال بارز عن شركتين مرتا بنفس الأزمة إلا أن أساليبهما اختلفت في المعالجة فتغيرت النتائج بين كليهما.
في مطلع الأزمة الإقتصادية في لبنان، شهد القطاع العقاري ركودا مرده إلى إرتفاع سعر صرف الدولار بما يزيد عن 200% من قيمة العملة الأصلية. فقامت الشركة الأولى بالحفاظ على أسعارها بالدولار وتجاهل الأوضاع التي ركن لها الاقتصاد وهو ما سبب انهيارها بشكل كبير حتى أعلنت إفلاسها.
أما الشركة الثانية فقد قامت بتقسيم أسعار العقارات إلى قسمين: قسم يدفعه العملاء بالليرة اللبنانية وقسم آخر يدفع بالدولار. وبعد هذه الخطوة شهدت مبيعاتها ارتفاعا ملحوظا حتى تخطت الأزمة بسلام.
تعاملت الشركة الأولى مع الأزمة عن طريق المقاومة إلى فترة طويلة حتى هوت. وأما الشركة الثانية فقد تخطت الأزمة من خلال تغيير سياساتها الداخلية وقد نجحت. ما يعني أنها تعاملت مع الأزمة بمنتهى المرونة.
ولكن المشكلة أن المقاومة تفيد أحيانا في تخطي الأزمات إذ أنها تفرض نمطا من التروي والصبر على المحن التي تصيب الشركات بما يجعلها تمضي رغم جميع التحديات.
والآن برأيكم، متى تنفع سياسة المقاومة الشركات؟ ومتى تنفع المرونة؟ وهل يمكن صنع نموذج يجمع بين كلا الأسلوبين؟
التعليقات