الخسارة القريبة بدلًا من المكسب البعيد.

في مساهمة سابقة، تناولتُ إحدى وجهات النظر الخاصة بأحد التجّار في منطقتي السكنيّة. وقد كانت مثيرة للجدل بالنسبة إلى الأصدقاء هنا على حسوب i/o بشتّى توجّهاتهم، خصوصًا فيما يتعلّق بوجهة نظره حول أفكار تقسيم العملاء وتصنيفهم:

في المحادثة نفسها، واستكمالًا لمناهج ريادة الأعمال القائمة على الخبرة أكثر منها على المعرفة، تناول التاجر نفسه وجهات نظر متعدّدة في أكثر من جانبٍ. كان من أبرزها أيضًا فكرة مقاومة الركود الموسمي، وكيفية تغلّب التجّار المحترفين عليه.

متى يفضّل روّاد الأعمال الخسارة على المكسب؟

تعتمد فكرة الخسارة لدى روّاد الأعمال من أصحاب المشاريع على أكثر من جانب. فهي لا تتمثّل في فكرة الأرباح وحدها. وإنما تعتمد أيضًا على الفترة التي سيتم خلالها تحصيل هذه الأرباح.

وفي ضوء مشروع مثل مشروع هذا التاجر في مجال الملابس، يمكننا أن نرى بوضوح فترات من الركود خلال المواسم. ففي نهاية كل موسم، من الصيف والشتاء، يسطر جوٌّ من ركود المبيعات وتراجعها بصورة كبيرة، حيث تكون النسبة الأكبر من المستهلكين قد اكتفت من ملابس الموسم.

أخبرني الرجل أن التجّار خلال هذه الفترة يفضّلون البيع بالخسارة عوضًا عن انتظار مكسب البضاعة في الموسم المقبل. وذلك لأن مواصفات المنتجات في الموسم الحالي قد لا تكون مناسبة للموسم المقبل، فهي تعد مخاطرة كبيرة غالبًا ما تأتي بنتائج عكسيّة.

وعليه، فإن التجّار هنا يفضّلون الخسارة في هذه الحالة، وهو ما يفسّر كم العروض الذي يمر أمامنا في نهاية الموسم من خصومات وخلافه. من هنا أبهرتني الفكرة. لكنني لم أجد ما يوازيها في المشروعات الأخرى غير الملابس، في مجالات أخرى واستثمارات غير مشابهة.

هل تقنعك وجهة نظر هذا التاجر؟ هل من الممكن أن تكون الخسارة بالنسبة لروّاد الأعمال في بعض الأحيان خيارًا أفضل من المكسب؟ شاركوني آراءاكم.