لا بد للشركات من اكتشاف أن الطريقة الوحيدة لإسعاد الموظف تتمثل بإسناد وظيفة له تتطابق مع نقاط قوته، وبوجود مدير يهتم بتطوره، ومهمة تشعره بأن هناك هدفًا يسعى إلى تحقيقه.

- جيم كليفتون، المدير التنفيذي لمؤسّسة جالوب Gallup الشهيرة.

يرى العديد من الخبراء، من بينهم جيم كليفتون، أن الخطأ الأكبر الذي تقع فيه معظم الشركات والمؤسّسات هو قياس "سعادة الموظّفين". وعلى الرغم من أن هذا الرأي يبدو مجنونًا بعض الشيء، فإن لهم وجهة نظر منطقية بشكلٍ ما يمكننا استعراضها سويًّا.

يضع ذوي الخبرة في مجالات التوظيف والموارد البشرية الغرض نصب أعينهم دائمًا. وعليه، فإن قياس مدى سعادة الموظّفين سيأخذهم إلى غرض مترتّب على ذلك، وهو "كيفية إسعاد الموظّفين الذي نقيس مدى سعادتهم".

من هنا يأتي الخطأ الذي يشير إليه جيم. ويوجّه القائمين على إدارة مثل هذه المؤسّسات إلى استبدال مصطلح "اندماج الموظّفين" بمصطلح السعادة هذا. لأن السعادة في هذه الحالة لا تشترط الإنتاجية الخاصة بالموظّف. أمّا الاندماج، فهو ما يعتني بالتطوّر الذي يخضع له داخل بيئة العمل.

ومن خلال العمل على هذا المحور بالتحديد، يرى جيم أن فكرتنا حول سعادة الموظّفين يجب أن تتغيّر. يجب أن تكون في إطار أكثر احترافيّة بالمزيد من المعايير الخاصة بتطوّره المهني، لا بتطوّره النفسي أو الترفيهي.

عملنا على قياس سعادة الموظّف يدفعنا إلى تطبيق العلاوات والوجبات الإضافية والألعاب في بيئة العمل. أمّا الاندماج، فيدفعنا إلى مزايا أكثر مهنيّة، مثل تخفيض وقت العمل والتطوير الذاتي للموظّفين مهنيًّا وذهنيًّا. هذا هو الغرض الذي يحاول هذا الرأي تثبيته.

في رأيكم، هل تتفقون مع فكرة أن قياس سعادة الموظّفين لا تطوّر الشركة بالقدر الكافي؟ وما هي أهم المحاور التي يجب العمل عليها في ضوء العمل على اندماج الموظّف وتحفيزه بدلًا من الاكتفاء بإسعاده؟