يعتبر المرء حصوله على فرصة عمل، هي من أفضل الفرص التي استطاع كسبها، ويعتبرها إنجاز قوي له يضاف إلى رصيد إنجازاته الغالية والثمينة.

ومن المؤكد أن العمل يعطي للإنسان قيمة معنوية وذاتية، حيث ينخرط في بيئة جديدة، ويصبح له مسمى معين، واحترام لائق بمهنته.

ولأن الأعمال كثيرة لا حصر لها، يمكننا أن نعرف العمل بتعريف بسيط فهو أي جهد حركي أو فكري أو ذهني يبذله الإنسان، ويكسب من خلاله المال، سواء كان المنتج الذي يقدمه على شكل خدمة، أو سلعة.

لكن هناك عاطلون عن العمل ليس بإرادتهم، ولكن لظروف معينة، ساهمت في وضعهم في خانة العاطلين عن العمل، وبتعريف آخر للعاطل عن العمل حسب منظمة العمل الدولية فهو كل شخص قادر على العمل ويرغب فيه، ويبحث عنه لكنه لا يجد.

فالعاطل عن العمل هو إذًا من لا يعمل، ولكننا نجد أن سقراط الحكيم لديه في تعريف العاطل عن العمل قولا مختلفا عما نعرفه نحن فهو يقول: ليس العاطل من لا يؤدي عملا فقط، العاطل من يؤدي عملا وفي وسعه أن يؤدي أفضل منه.

وهنا نقف قليلا لنواجه هذه المقولة، ها هو إذا يقول أن العاطل هو من يعمل!! مخالفًا المتعارف عليه.

ولكن هذا المرء لا يقدم كل ما يملك من إمكانياته للعمل في مهنة تناسب قدراته المثالية.

ولو نظرنا في حقيقة هذه المقولة، سوف نجد أن هناك عدد لا بأس به من الناس تملك قدرات عظيمة، وإمكانيات هائلة لكنه يعمل في عمل لا يتوافق مع هذه الإمكانيات، وتمر به السنوات، وهو جالس يراوح في نفس المنطقة، وفي نفس المكانة، لا يتقدم عنها قيد أنملة.

وهنا أريد أن أخبركم عن فتاة تخرجت من جامعة أجنبية عريقة، بتخصص في مجال الطاقة النووية، وتحمل شهادة الدكتوراة، عندما عادت لبلدها العربي، بحثت عن وظيفة، وقدمت شهاداتها، لكن للأسف حصلت على وظيفة معلمة علوم للصفوف الإبتدائية!

في اعتبار أن هذه الفتاة سوف تقضي سنتين من عمرها في مجال التعليم للأطفال، حتما سوف تفقد ما لديها من معلومات في مجال تخصصها، بل أيضا ربما ستصاب بخيبة أمل، وتجلس في المنزل بعد ذلك العمر الذي قضته في الدراسة.

إذا اعتبرنا أن كلام سقراط الحكيم صحيح.. فهذه الفتاة هي عاطلة عن العمل.. لأنها تعمل في مجال أقل من مستواها الذي تملكه.

وفكر جيدا فيمن هم حولك، أليس هناك الكثير من الأشخاص الذين يعملون في مجال أقل من إمكانياتهم!؟

ولو فكرنا في المقولة من ناحية أخرى، ألا يعتبر أي انجاز ولو كان قليلًا انجازًا ويستحق عليه الشخص الشكر أو المكافأة أو على الأقل بألا يتم وصفه بالعاطل!

وأنت..ما رأيك بمقولة سقراط؟ هل كل من يعمل في مهنة أقل من قدراته هو عاطل عن العمل؟ أم لديك رأي آخر في هذا الموضوع؟

كيف تصنف نفسك في العمل وفق هذه الرؤية المختلفة..؟