هل حب فكرتك الريادية وشغفك بها قد يؤدي إلى الفشل؟

نعم أنت محقة، لقد اسمتعت لها في إحدى محاضرات التجارة الإلكترونية، أن تحب منتجا لشخصك لا يعني أنه سيباع وسينجح..

العديديقع ضحية لهذا، لما؟ لأننا نرى الموضوع من زاويتنا فقط، قد تكون وجهة نظر صحيحة، أو لا..

رأيت هذا منطقيا، في بعض الأحيان قد أحب منتجا، وأرى فيه مصلحتي، لكن الاخرين لا، لذا إن أردت ان تكون ناجحا عليك أن تفكر كأنك الجمهور لا ذاتك، التجارة الإلكترونية، أو ريادة الأعمال على حد سواء لا ينبغي أن تعشقك فكرتك

الحب المذموم فى تلك الحالة هو الحب الذى يعمى عن رؤية عيوب الفكرة ومحاولة التطوير منها بل يعتقد رائد الاعمال أن فكرته لايوجد بها أى عيوب،بل بعض الأخطاء البسيطة لاتحتاج إلى تعديل ،أو أن ينشر فكرته فى سوق لا يتقبلها ويظن أنه سيغير من إراء المجتمع بسهولة ،غير ذلك لا أرى أى عيب من حب رائد الأعمال لفكرته ،بل بالعكس هو يحتاج هذا الحب ليشجعه على الاستمرار والانجاز.

المشكلة تكمن في أن حب الفكرة يجعل الإنسان شغوفًا بها إلى درجة تجعله يتغاضى عن مشاكلها ويكون مقتنع من داخله أنه يستطيع تخطيها والنجاح بالفكرة؛ ولكن من ناحية أخرى أليس حب الفكرة يكون عامل من العوامل التي تؤثر على نجاح الشخص فيها؟!

وهل من الممكن أن تنجح الفكرة بدون حب صاحبها لها وقناعته بها؛ فمن رأيي أن كل شخص لابد أن يُحب فكرة مشروعه حتى يستطيع أن يُعطيها جُهده وطاقته ويعمل عليها حتى تنجح؛ مثلما ينطبق هذا الشيء على العمل .

هل التقيت شخصاً من قبل سقط ضحية عشق الفكرة؟

نعم التقيت يا مي ومازلت أتعجب من فرط إيمانه بفكرته، برغم أن كل الدلائل والمؤشرات تشير إلى عكس ذلك تمامًا، ولكن أعتقد أن ثقته المبالغ فيها في نفسه قد تكون هي العائق أمام إدراكه للواقع الحقيقي..

وفي رأيك كيف يُمكن أن نتفادى عشق الأفكار الذي يُمكن أن تكون نتيجته سلبية؟

-بألّا نفرط في ثقتنا بأنفسنا فالاعتدال هو خير الأمور.

-بأن نتمتع بالمرونة وسهولة التنقل بين الأفكار المختلفة وإجراء التعديلات اللازمة.

-بجعل هدفنا هو السعي وراء تحقيق قيمة أو رسالة معينة، فلا نتمسك بالفكرة ولكن نتمسك بالقيمة التي تكمن خلفها، والتي يمكن تحقيقها بأكثر من وسيلة.

-بالإلتفات إلى تجارب الغير والاستفادة من أخطائهم.

أؤمن بأنه لا يجب ان نقدس أفكارنا وهي دائما محض التغيير والتطوير والتبديل،

لا أعشقها ولكن إذا آمنت بها ودرستها جيدا ولم أجد قصورا فيها يجب ان أتمسك بها وأنفذها للنهاية وأتقبل نتيجة هذه الفكرة مهما كانت..

الوعي والقراءة والمشورة والاستفسار والبحث والتطوير هم الأسلحة التي تحررك من أفكارك السلبية...

برأيي هذا يعتمد على شخصية رائد الأعمال نفسه، فإن كان رياديا بما يكفي ولديه الصفات الأساسية وقتها الحب لن يكون عائقا أو حتى يعميه عن عيوب فكرته، لانه يعلم تمام العلم الخطوات التي عليه أن يتبعها لكي يقيس مدى طواعية الفكرة للتطبيق وإشباع حاجات المستهلك وخبرته بالسوق وغيره. في هذه الحالة إن لم يكن صاحب العمل مغرورا فالحب هذا سيكون وسيلة لتطوير العمل وخروج الفكرة في أبهى صورها.

أحب فكرتك لكن لا تتعصب لها.

من الضروري أن يكون الانسان موضوعيا حتى على حساب نفسه، سماع الانتقادات وخصوصا من المختصين في المجال ومن زملاء الفريق في حال كان الشخص يعمل ضمن فريق ما سيكون له أثر ايجابي على العمل و على صاحب المشروع، بل يستحسن أن يبادر صاحب المشروع نفسه باستشارة مختصين من خارج فريق عمل مشروعه لتقييم مشروعه وابداء رأيهم بحيادية، ووفقا لهذه التقييمات يمكنه أن يحسن من منتجه وأفكاره.

بالفعل قد سبق لي مقابلة تلك العينة من الأشخاص و قد تعرضوا لصدمة كبيرة بسبب هذا العشق الذي أدى الي السقوط.

يمكننا تفادي تلك الأخطاء بأتباع عدة أساليب أهمها.

التفكير بعقلانية و تأكد ليس بالضرورة عشق العمل و لكن الشيء المهم هو إدارته فأجعلها أولوياتك.

دراسة جدوي مع الالتزام بأهم قاعدة و هي توقع الخسارة قبل الأرباح فتلك القاعدة تساعد بشكل جيد في تفادى الصدمات .

وما الذي يحول اللا شيء إلى مشروع ريادي متكامل متحقق يرى النور سوى الحب أو الهوس ومواصلة الليل بالنهار