لا زلت أذكر في إحدى المرات عندما حدث خلل في هاتفي ولم يكن قابلا للتصليح. حينها لم أجد بدا من أن أستبدله بهاتف آخر بما أن عملي يضطرني للتواصل مع أصحاب المشاريع دائما. إلا أن خطأي الفادح كان أنني تجاهلت الوضع المالي السيء الذي كنت أواجهه نتيجة ارتباطي بدفعات شهرية لسداد ثمن قطع الكترونية أخرى لعملي. وهنا رزخت تحت ضغوط هائلة نتيجة شرائي لهاتف باهظ كان بإمكاني أن أشتري مكانه هاتفا أرخص وبمزايا جيدة . بالإضافة إلى ذلك فأنا لم أضع خطة كي أتقشف بمصاريفي ريثما أنتهي من دفعاتي فأكملت حياتي بتفس النهج المسرف. وبعدها بفترة لم أعد قادرة على الاستمرار بدون أخذ قرض لتسديد الأقساط والدفعات المتراكمة عليي.

اكتشفت بعد فترة أن ما حدث معي يطلق عليه " تأثير النعامة" وهو يحدث عندما يتجاهل الأفراد المعلومات السلبية التي يمتلكونها حول وضع ما فيكملون حياتهم بنفس الخطى وبدون تغيير أي سلوك. وهذا بالظبط ما حدث معي بالإضافة إلى أنه حدث نفسه مع شركة نوكيا. فبعد أن كانت مهيمنة على سوق الهواتف الخليوية، فجأة لم نعد نسمع عنها أبدا.وقد كان سبب ذلك " تأثير النعامة " إذ أنها انغمست بممارسة سلوك النعامة عبر طمس رأسها في التراب عوضا عن مواجهة التحديات المستمرة في عالم التكنولوجيا وتحديدا عنصر " الابتكار والتطور المستمر" الذي بات سمة ملازمة للعصر الحديث. فأبقت على نفس أساليب إنتاجها ولم تأبه بالثورة التكنولوجية التي تحصل حول العالم فانطفأت جذوتها.

إلا أنني لم أجد بدا من أن أسأل نفسي عن سبل معالجة "تأثير النعامة" داخل الشركات وبيئات العمل.

ومن هنا، وبرأيكم، كيف يمكن أن تعالج الشركات مشكلة "تأثير النعامة"؟ وهل إصلاح هذه المشكلة مسؤولية فرد بعينه مثل "القائد" أم أنها تتطلب تعاونا من الأفراد على كافة المستويات داخل الشركة؟