عدم التأثير Deinfluencing هو أن يطلب مؤثر influencer من متابعيه عدم شراء منتج لأي سبب هو يراه مناسباً، ومن ضمن تلك الأسباب هي أن تكلفتة المنتج مرتفع ولا تساوي قيمته، أو أن جودة المنتج رديئة، أو لسبب أخلاقي معين مثل أن الشركة تستعين بالأطفال كعمالة أو دعمها للكيان الغاصب مثلاً، وأنا أثناء تصفحي للتيكتوك شاهدت فيديو لشخص يقوم بمراجعة مطعم، وقال أن جودة الأكل ردئية، وقام ببصق الطعام من فمه ووضعه في المنديل أمام الكاميرا، وحقق هذا الفيديو أكثر من 40 ألف لايك على تيكتوك وحدها، وهنا انتابني سؤال، لو أنا مكان صاحب المطعم، وتعرضت لمثل هذا الموقف، وقام مؤثر بتشويه سمعة منتجي لأي سبب، ماذا علي أن أفعل؟
كصاحب مطعم: كيف أتعامل مع عدم التأثير Deinfluencing؟
لي تعقيب بسيط على كلمة تشويه سمعة المنتج، فهذا ليس تشويه هذا رأي ويجب التعامل معه على أنه رأي سلبي وهذا منطقي لأنه من غير المنطقي أن تكون كل الأراء مدح بدرجة غير منطقية في بعض الأحيان. أما عن ماذا تفعل؟ فالأول تقوم بعمل دعوة للجمهور لزيارة المكان ومتابعة خطوات الانتاج بأنفسهم في أي وقت فدائما مرحب بالجمهور بأن يتابع عملية الانتاج ويخبرنا برأيه.
هذه الخطوة لوحدها كفيلة باكتساب ثقة الجمهور ودليل واضح على ثقتك في المنتج الذي تقدمه.
فالأول تقوم بعمل دعوة للجمهور لزيارة المكان ومتابعة خطوات الانتاج
أؤيد دائماً هذا الأسلوب في إثبات عكس الآراء السلبية، وعادة ما يكون له تأثير رائع على سمعة المطعم، وأضيف إلى ذلك إمكانية عمل فيديو ليوم كامل داخل المطعم للتعرف على طريقة إعداد الوجبات وما يقدمه المطعم عن قرب. يذكرني هذا الأمر بمطعم يتخصص في بيع الدجاج المقلي، وقد انتشرت عنه إشاعات كثيرة من ضمنها أن الدجاج يحتوي على الكثير من الزيوت فكانت هذه هي الطريقة الوحيدة لإثبات عكس ذلك.
أؤيد دائماً هذا الأسلوب في إثبات عكس الآراء السلبية، وعادة ما يكون له تأثير رائع على سمعة المطعم،
أتذكر في طفولتنا كان هنالك رحلات ميدانية للمصانع والشركات لنرى خطط الانتاج نفسها وكيف تعمل، ربما هذا ما دفعني لقول رأي عن تجربة بالفعل، وفي الوقت الحالي هذه التجربة والرحلة الميدانية تتبناها الشركات الكبيرة في أغلب دول العالم لمعرفة الجمهور بالمنتج نفسه وكيفية انتاجه حتى ان بعضها اليوم ينشر فيديوهات كاملة لخطط الانتاج على وسائل التواصل الاجتماعي دون طلب منه.
إمكانية عمل فيديو ليوم كامل داخل المطعم للتعرف على طريقة إعداد الوجبات وما يقدمه المطعم عن قرب.
ولكن من الطبيعي إذا كنت صاحب مطعم وأردت تصوير طريقة إعداد الطعام أن أقدم ذلك بأفضل صورة وطريقة ممكنة، أي هذا لا يؤكد جودة الطعام الحقيقي المقدم لكافة الزبائن في الأوقات المختلفة، ولهذا إذا كانت الشائعات بالفعل غير صحيحة، ولو أني أعتقد أنها قد تكون صحيحة لأن قليل جدا من أصحاب المطاعم والمنتجات حاليا وبشكل عام هم من يهتمون بالالتزام بتحقيق أعلى معايير الجودة طوال الوقت وبنفس الكيفية التي تقدم لجميع العملاء، ولكن لو افترضنا ذلك فأفضل طريقة هو إظهار تقييمات و ردود الأفعال الإيجابية من العملاء سواء التي يتركها العملاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أو يمكن تحقيق ذلك برصد آراء العملاء في المطعم بعد تجربتهم للطعام وبالطبع مع الترتيب المسبق معهم والحصول على موافقتهم من أجل تصوير ونشر آرائهم.
ولكن من الطبيعي إذا كنت صاحب مطعم وأردت تصوير طريقة إعداد الطعام أن أقدم ذلك بأفضل صورة وطريقة ممكنة
بالطبع هذا لا يؤكد جودة الطعام ولكن إذا نظرنا للأمر على أرض الواقع سنجد أن فئة كبيرة من الجمهور تقتنع بهذا الأسلوب، ونجدها بعد ذلك تعيد الشراء من المطعم بشكل طبيعي، وقد تدافع عنه المطعم بسبب ذلك الفيديو.
فهذا ليس تشويه هذا رأي
انا اتفق معك بالفعل انه رأي، ولكن الكثير من الناس وانا منهم متشككين، فهناك من يري ان ما حدث الغرض منه إبتزاز هذا المطعم واي مطعم آخر، بمعني إما ان يدفع صاحب المطعم لهذا المؤثر المال لكي يحصل علي مراجعة إيجابية او ينتظر المراجعة السلبية التي سوف تقوم بتدمير سمعة مطعمه.
هذه الموجة التي انتشرت مؤخرا لم تعد مجرد رأي سلبي، لكنها وسيلة لجذب المشاهدات، وفعليا هناك عمليات تشويه معمدة لبعض المطاعم، والتعامل مع التشويه مختلف عن لو أن هناك فعلا رأي سلبي ينتقد عيب محدد ويجب تصحيحه
والتعامل مع التشويه مختلف عن لو أن هناك فعلا رأي سلبي ينتقد عيب محدد ويجب تصحيحه.
ولكن يجب مراعاة أن بعض المنتجات والخدمات تخضع بشكل أساسي للذوق الشخصي من حيث التقييم، الطعام على وجه الخصوص هو ذوقي بحت، أي ما يعجبني قد لا يعجبك رغم أنه نفس الطعام بنفس المكونات ونفس طريقة التحضير وهذا طبيعي، فمثلا بعض الناس حساسة جدا تجاه الملح، تجدهم يحكمون على الطعام بأنه مالح وإذا جربت أنت تذوقه لن تفهم عن أي ملح يتحدثون، فبالتأكيد تقييم هؤلاء الأشخاص للطعام سيكون مختلفا لتقييمنا وهم بذلك لا يتعمدون أي تشويه هم فقط يعبرون عن رأيهم الشخصي، وأجد أن أصحاب المطاعم عليهم أن يكونوا على القدر العالي من الذكاء ليستغلوا ذلك لصالحهم، فإذا كان العميل لديه مشكلة معينة بخصوص الطعام فليحاول حلها من أجله واستغلال ذلك الحل كدعايا للمطعم ووسيلة جذب للعملاء الذين يعانون من نفس المشكلة.
ذكرني ذلك بمشهد شهير في مسرحية لعادل إمام قال فيها للقاضي عارف أخر نفق العباسية هناك محل عصير فلا تشرب منه لأنه سيء جدًا فكانت هذه دعاية سلبية لمحل العصير ولكنها تحولت إلى دعاية مجانية جلبت الكثير من الفضوليين الذين يريدون التعرف على محل العصير المذكور في المسرحية رغم اعتراف الجمهور بسوء العصير بالفعل إلا أنه حقق مكاسب من هذه الدعاية.
والحل هنا هو استغلال هذه الدعاية السلبية إذا كان لها مردود سلبي، أو تجاهلها والتركيز على تطوير السلبيات الذكورة والارتقاء بمستواها، فأنا أجد أنها فرصة للدعاية لنفس السلبيات والدعوة لتجربتها بعد التطوير، وأن هذا المطعم هو افضل مطعم في صناعة كذا وكذا (ما تم نقده).
رغم اعتراف الجمهور بسوء العصير بالفعل إلا أنه حقق مكاسب من هذه الدعاية.
الغريب أن المحل لم يستغل تلك الدعايا وقام بعمل تحسين منتجه لكي يضاعف الأرباح ويحافظ على تدفقها، فتلك الموجة من الدعايا سيقل تأثيرها تدريجيا إلا أن تصبح في طي النسيان طالما أن معيار الجودة لا يتوفر مع معيار الشهرة، وهذه الحالة تذكرني بالشركات المحلية التي لم تستغل المقاطعة بشكل جيد فعملت على تطوير منتجها بالشكل الذي يضمن له النهوض والمنافسة واستغلال حالة البحث الشديد عن أي بديل جيد لمنتجات المقاطعة، بل كان هدف البعض هو تحصيل أكبر قدر من المال دون رسم خطة ذات أهداف أشمل على المدى البعيد تضمن استمرار إقبال الناس على المنتج بعيدا حتى عن مبدأ المقاطعة.
عادة ما ما يكون للمؤثرين قدرة كبيرة على إقناع الجمهور بأي شيء حتى إذا كان هذا الشيء ليس صحيحاً على الإطلاق، وأرى أنه من الصعب تغيير أفكار جمهور اقتنع برأي أحد هؤلاء المؤثرين، والحل الأمثل والأسرع لهذه المشكلة من وجهة نظري هو التواصل مع المؤثر وفهم سبب عدم تفضيله للمطعم وما يريد تحسينه مع طلب إعادة التقييم بعد فترة وإعلام الجمهور بذلك التغيير.
عادة ما ما يكون للمؤثرين قدرة كبيرة على إقناع الجمهور
المؤثرين الناس تصدقهم أكثر من الممثلين والمغنيين، فلو خرج تامر حسني وقال هاتف سامسونج الجديد أفضل هاتف سيقول الناس انه إعلان، اما لو خرج مؤثر وقال ان هاتف سامسونج هو أفضل هاتف لن يعتبر الناس ذلك انه إعلان وسيقوموا بتصديقه علي الفور والذهاب لشراء الهاتف.
فمثلاً بعد الفيديو السابق لهذا المؤثر لو انا صاحب مطعم منافس سأدفع مبلغ معتبر من المال له لكي يأتي ويقول ان مطعمي هو أفضل مطعم، وبالتالي سوف أحقق الكثير من الشهرة والنجاح، والناس سوف تنساق وراء هذا المؤثر وربما فيديو مطعمي يحصل علي 40 الف لايك أيضاً علي تيك توك وحده.
أنا أرى هذا الأمر من زاوية أخرى،
لنفترض أن هذا المطعم مثلا خدمته جيدة وهذا واضح في تقييمات العملاؤ فبماذا نفسر هذا التقييم السلبي من المؤثر؟
ابتزاز ... في أحد المسلسلات المصرية كان هناك مشهد يوضح ممثلة مشهورة وهي تتعامل داخل مطعم وقامت بسب الجارسون وبعدها طلبت من مدير المطعم شيك ب70 ألف جنيه وإلا ستقول لجمهورها ال2 مليون أن هذا المطعم خدمته سيئة وتنصحهم بأن لا يأتوا إلى هذا المطعم مرة أخرى..
شخصياً أميل الي انه إبتزاز، وعن بعض الإحتكاك مع مراجعي المنتجات التقنية مثلاً كلهم يقولوا ما تريد الشركات التقنية ان يقولوه إلا من رحم ربي، وكل ذلك طمعا في الأجهزة الإلكترونية التي ترسل لهم مجانا وطمعاً أيضا في بعض الأموال الإضافية لو قام الجمهور بتصديق هؤلاء المراجعين.
التعليقات