هذه المساهمة هي تجربة واقعية؛ قمت من خلالها بمساعدة صديقتي التي تعمل كمسوقة لمطعم، بسبب عدم القدرة على زيادة المبيعات وعدم وصول المطعم لنتيجة. هنا كان علينا أن نحل الأمر خلال مدة قصيرة لا تتعدى الأسبوعين ..ما تتطلب منا مجهود ذهني كبير .. أضع خلاصته بين أيديكم.
ولأني لا أومن بالوصفات العامة التي تقدم للجميع بنفس الشكل تجردت من كل المعلومات التي لدي وبدأت أتعامل مع الأمر بحيادية وقمنا بتقييم البيع لآخر 15 يوم فالمشاكل ليست دائما تقع على عاتق المسوقين ربما هناك مشكلة بالمكان أو بفريق العمل أو بالنظافة وغيرها ولذا قمنا بالبحث عن المشكلات وفقًا لما يلي :
- اجراء دراسة تحليلية لأداء المطعم والبحث السريع حول المنافسين والمقارنة بينهم في نقاط القوة والضعف واتضح أن هذا المطعم فعليًا؛ لا يقدم أي ميزة أو قيمة تنافسية كما أن أسعاره مرتفعة مقارنة بغيره وخدماته بطيئة فإذا طلبت وجبة وأنت جالس في المكان سيستغرق أمر اعدادها أكثر من نصف ساعة فتخيل لو قمت بالطلب من خارجه متى ستصلك الوجبة!
- تقييم قائمة الطعام المقدمة، وإلغاء الأصناف التي ليس عليها طلب معقول، بالإضافة للتركيز على 8 أصناف فقط. وهذه الاستراتيجية في التركيز على أصناف لا تتعدى العشرة تتبعها الكثير من المطاعم الكبرى مثل "ماكدونالز" وقد ثبت أن كثرة الخيارات تشتت العميل وتجعله يفقد الحماسة لتذوق شيء بعينه..
- فريق العمل : هنا كانت المعضلة الحقيقية حيث كان فريق العمل _عدا الشيف_ هم أقرباء المالك ونظرًا لكونه يعمل في مجال آخر فلم يكن يلتفت كثيرًا للتفاصيل داخل المطعم ويتركها إما لأخيه أو لابن أخيه أو لإبنه وهكذا.. والجميع يلقي على هذه المسوقة مسؤلية قلة المبيعات.. وعدم قدرتها على زيادة مبيعات المطعم
عملنا بالتوازي على التواصل مع مالك المطعم وإخباره بالمشكلات الحقيقية التي يعاني منها مطعمه وقمنا بحل المشكلات السابقة بالإضافة إلى الإجراءات التالية :
- التأكد من نظافة المكان والمرافق بصفة مستمرة ودائمة.
- إضافة ساعات السعادة والتي تكون مرة في الأسبوع اخترنا يوم الاثنين لأنه كان الأقل مبيعًا وجعلنا في هذه الساعة كل 3وجبات يتم الحصول على وجبة إضافية مجانية أو 3 مشروبات مجانية. وكان العملاء يحسنون استغلال هذه الميزة وهنا طلبنا منهم تصوير الطلبات ونشرها على صفحاتهم الشخصية وعمل منشن لصفحة المطعم من أجل الدخول في مسابقة أجمل صورة.
- في هذه الأوقات قمنا باستغلال علاقاتنا الشخصية مع بعض المؤسسات ومراسلتهم من أجل تجربة عينات محددة وطلبها لاجتماعاتهم و 4 من 10 منهم وقعوا اتفاقية على توريد وجبات إفطار لموظفيهم مجموعهم 70 موظف وبذلك زاد عدد العملاء، ولكن! لم نفلح بذلك لولا الإجراءات الصارمة التي تمت لتغيير نمط العمل داخل المطعم.
- التوصيل المجاني للفاتورة التي قيمتها أكثر من مبلغ 20$ للمسافات القريبة على المكان، و الأكثر من 25$ للمناطق البعيدة.
- طلبنا أيضًا من كل شخص يدخل المطعم أن يقوم بعمل check in على حسابه الشخصي ليظهر لأصدقاءه أنه متواجد هناك مقابل خصم 10% على قيمة فاتورته
- في هذه الأوقات لم يكن هناك أي إعلان ممول وكانت نسبة الخصومات تعادل ما يتم صرفه شهريًا على الإعلانات والمؤثرين ولكنها كانت أكثر نفعًا ولا أبالغ إذا قلت أن المبيعات في الأسبوع الأخير كانت مبيعاته تعادل مبيعات شهر أي تضاعف أربع أضعاف.
إذا كنت تملك مطعم أو تسوق له فاعلم أن الدراسات تشير إلى أن 60% _80% من المطاعم حول العالم تغلق أبوابها بعد عامها الأول. وعلى الرغم من أن مشروع المطعم قد يكون أفضل خيار أمامنا للبدء بمشروع مربح إلا أن هذا المجال محفوف بالمخاطر فإرضاء الذوق العام ليس أمرًا سهلا وبحاجة لتوفير ميزة وقيمة تنافسية عالية فالأسواق مكتظة بالمنافسين.
برأيكم ما هي أهم المزايا التي تجذبكم للشراء من مطعم معين؟ وماذا تقترحون لزيادة مبيعات أي مطعم يواجه مشكلة كهذه؟
التعليقات