مع تغير وتيرة العالم وتغير الوضع الإقتصادي العالمي بشكل عام والوضع الإقتصادي المصري بشكل خاص نجد أن كثيرا من المستثمرين بدوا متخوفين من ضخ مزيدا من الاستثمارات ولا يخفى على أحد الأسباب، ولكن ليس النقاش هنا متعلق عن أسباب هذا الوضع ولكن الرؤية هنا مختلفة تماما، من وجهة نظر أخرى نجد بأن هناك أشخاص يجدوا متعتهم وإبداعهم في الأزمات ومثال على ذلك في عام 2020 مع إنتشار جائحة كورونا إزداد الطلب على خدمات التوصيل بشكل كبير فقد بدأ العديد من الأشخاص في طلب جميع المنتجات بلا إستثناء عبر الإنترنت وهذا أدى الى إزدهار العديد من شركات التوصيل، وأيضا هناك منصة كريم المخصصة لطلب السيارات ففي عام 2012 في خضم أزمة إقتصادية عالمية إستطاعت أن تستفيد من نقص فرص العمل ونقص وسائل النقل العام بسبب إفلاس العديد منها في الدول الغربية لتقديم خدمة مبتكرة، وأيضا لا ننسى منصة أوديو المتخصصة لتقديم خدمة الاستماع الى الكتب الصوتية في عام 2020 وكانت في أوج جائحة كورونا استطاعت المنصة أن تستفيد من زيادة الطلب على المحتوى الرقمي بسبب تقديم فكرة جديدة ومبتكرة، في النهاية لا تعلق الفشل على الأزمات حتى ولو وجدت بل كيف نستفيد من الأزمات لتقديم أفكار إبداعية تجعلنا محط أنظار الجميع؟
كيف نستفيد من الأزمات لتقديم أفكار مشاريع إبداعية؟
بالفعل ازدهار تلك الخدمات في هذا الوقت كانت نتيجة لتلبية احتياجات مطلوبة وحالية في السوق، وبالنسبة للوقت الحالي أجد أن هناك حاجة مثلًا لمشروعات في القرى لتعليم الناس حرف يحصلون منها على قدر مناسب من المال لمواجهة هذا التضخم الهائل، وهناك حاجة أيضًا لتطوير منصات مناسبة لهم لعرض أعمالهم وتكون سهلة الاستخدام والقائمين عليها بعض الشباب من المتعلمين في القرية، هذا سيؤدي لزيادة عجلة الإنتاج المحلي بشكل جيد على مستوى القرى. أما بالنسبة للاستثمار على المستوى الأكبر لأصحاب الأعمال الضخمة، فالتوجه ناحية مشروعات التنمية والانتاج المحلي مطلوب بشكل كبير جدًا، على أن تكون المنتجات عالية الجودة والخامة، لأن ذلك ما سيجعلنا على مدار السنوات القادمة نكون من أفضل الدول المصدرة لتلك المنتجات، ويمكننا الإستفادة من تجارب الصين واليابان وألمانيا في هذا الشأن.
وبالنسبة للوقت الحالي أجد أن هناك حاجة مثلًا لمشروعات في القرى لتعليم الناس حرف يحصلون منها على قدر مناسب من المال لمواجهة هذا التضخم الهائل.
في الفترة الأخيرة كثر بشكل كبير جدا دعوات المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي للاتجاه للعمل الحر، لانه فرصة رائعة لزيادة الدخل ومصدر للحصول على العملة الصعبة التي تفيد كلا الطرفين الفرد والدولة، ولهذا تبنى الكثير من المؤثرين فكرة التوعية بالمجال وكيفية البدء به، والمهارات اللازمة أو المجالات المطلوبة، وهو ما أجدها بالفعل فرصة هامة جدا لتخفيف العبء على الأفراد بسبب الأزمات الاقتصادية الحالية وزيادة التضخم.
ما هي أفضل الطرق للاستثمار في ظل الأزمات ؟
من أين تأتي أفكار المشروعات الاستثمارية؟ من حل مشكلة ما موجودة، والأزمات هي عين المشكلات؛ ولهذا السبب يخرج منها الكثير من الأفكار. تحل للناس مشكلة فتكسب المال من وراء ذلك.
إليك أقرب مثال، واتساب، التطبيق الذي نستخدمه كل ساعة وليس كل يوم، خرج للنور في عام 2009، بعد الأزمة الاقتصادية العالمية، حيث كان الناس بحاجة كبيرة إلى تطبيق يعوضهم عن الرسائل القصيرة المكلفة ويوفر لهم الراحة عند المحادثة، ولهذا لقى رواجًا كبيرًا.
كان عندي استاذ شهير قي الجامعة دائما ما كان يقول لنا "يولد الإبداع من رحمة المعاناة* . عندما كبرت أكثر وأكثر اكتشفت أنه محق. فالإبداع والابتكار يولد في الاوقات التي نشهد فيها أزمات مهما كان نوعها. حقا هذه الأزمات هي حاضنة للإبداع. فالأزمات تعلمنا كيفية التفكير خارج الصندوق. من الأمثلة التي تلفتني في هذا المجال، فترة الإغلاق التي تبعت وباء كورونا. كان العالم بكامله يحاول إيجاد حلول لهذه الأزمة وقد نجح بعض رواد الأعمال بذلك فعلا حيث حولوا أعمالهم عن بعد واتبعوا استراتيجيات جديدة. أعتقد أن أفضل الطرق للاستثمار في ظل الأزمات تبدأ بالتكيف.
ما هي أفضل الطرق للاستثمار في ظل الأزمات ؟
سؤال شديد الأهمية للجميع تقريباً بل أظن أن هذا السؤال هو أشد ما نحتاج له حالياً وفي الحقيقة أنا لدي إجابتين مخلفتين :
الأجابة الأولى بديهية ويجب وضعها في الاعتبار دوماً :
1. تنويع الاستثمارات: توزيع أموالك على مختلف أنواع الأصول مثل الأسهم، والسندات، والذهب، والعقارات، والعملات الرقمية يُقلّل، هذا التنويع من المخاطر ويُعزّز فرص تحقيق عوائد جيدة ويفضل التركيز على الاستثمارات طويلة الأجل لكونها لا تتأثر هذه الاستثمارات بشكل كبير بتقلبات السوق قصيرة المدى و تُعطي عوائد أفضل على المدى الطويل ، وفي هذا الشأن أنصح بالاستثمار في القطاعات المُستقرة: مثل القطاعات التي تُقدم سلعًا وخدمات أساسية مثل الغذاء والدواء والطاقة. تُعاني هذه القطاعات من تقلبات أقل في الطلب خلال الأزمات.
4. البحث عن فرص جديدة وهو الحل الذي أميل له وأفضله لكونه لا يحتاج للإستثمار الكبير لأن في الحقيقة نجد أن الأزمات توفر فرصًا جديدة للاستثمار في قطاعات جديدة أو شركات ناشئة فعلى سبيل المثال أنتشار بيع الكمامات وأدوات التعقيم المختلفة وحققت الشركات والصيدليات إلى مكاسب هائلة في فترة قصيرة للغاية مع أستثمار بسيط ، وفي الوقت الحالي أنصح بالإستثمار في شركات الـ saas وشركات التي تقدم الحلول بالذكاء الاصطناعي أو التي تعيد تطوير الوظائف والقديمة بتقنيات أحدث فشراء أسهم في تلك الشركات أو (تمويلها) بالأخص الشركات الصغيرة أو حتى مجرد بناء موقع على الأنترنت يقدم خدمات بشكل جديد يعد فكرة ممتازة جداً لكونها سيزيد عليها الطلب بشكل هائل شرط أن تكون الدقة والإنجاز في العمل هي العامل الأساسي الذي تختار عليه تلك الشركات أو المشاريع التي تمولها أو تشارك في تمويلها.
أزمة كورونا مختلفة بشكلٍ كبير عن الازمات الإقتصادية، فالأولى يمكن للتأقلم أن يساعدنا ويمكن أن نبتكر بعض المشاريع التي تساعدنا، لكن الأزمات الإقتصادية موضوع مختلف تمامًا فهي قد تشل حركة السوق بالكامل.
لكل أزمة هناك مستفيدون منها، أن كانت إستفادة إحتكارية أو إستفادة ناتجة عن نقص منتج، الكيفية هنا قائمة على نوعية الفكرة، وكيفية إستغلالها، شركة Airbnb تأسست عام 2008 في خضم الأزمة المالية العالمية وقت خسارة البورصة العالمية قدمت خدمة مبتكرة لمشاركة المنازل مع الزائرين، وأصبحت الشركة من أكبر شركات مشاركة المنازل في العالم، القيمة بالفكرة والمستهدف وإستغلال الأزمة لتقديم حلول
بالفعل هناك رؤس أموال استفادت من المقاطعة الحاصلة لشركة بيبسي وكولا وقدموا لنا منتج بيج كولا! متتج محلي ينافس المنتج العالمي واتمنى لهم التوفيق وأن يستمر المنتج رائجاً في الأسواق. الواقع أنًنا كمستهلكين محليين نحتاج إلى أن نثق قليلاً في المنتج المحلي ونستهلكه ونجربه ولا نصادر على المطلوب ونقول لا ينافس الأجنبي بدون تجريب. فحتى لو كنا محتاجين لمنتج معين أو خدمة معينة وكان هناك بديل أجنبي او ظهر بديل أجنبي فعلينا تشجيع المنتج المحلي وهذا يحتاج إلى وعي منا كمستهلكين.
بالفعل أثناء زيارتي لمدينة جدة وأثناء تعليقي علي إغلاق بعض فروع التوكيلات فى المولات التجارية أجابني محدثي بأن الشراء اونلاين قد ارتفعت وتيرته مما أدي لإتجاه التوكيلات التجارية لخفض عدد فروعها وهذا لم يؤدي إلي انخفاض عملية الشراء بل ارتفاعها بل وازدهار تجارة خدمات التوصيل للمنزل
أتفق تماما مع ما ذكرته حول ارتفاع وتيرة الشراء عبر الإنترنت، فالشراء عبر الإنترنت أصبح أكثر سهولة وراحة من أي وقت مضى، وإغلاق بعض فروع التوكيلات في المولات التجارية هو أحد نتائج هذا التحول.
و ازدادت أيضا تجارة خدمات التوصيل للمنزل، حيث أصبح من السهل على المستهلكين الحصول على المنتجات التي يرغبون فيها دون الحاجة إلى مغادرة منازلهم
ولكن الا ترى بأن تجربة الشراء عن طريق الانترنت يفقد جزءا من التواصل الملموس مع المراد شراؤه؟ كالأجهزة اللألكترونيه مثلا
التعليقات