العمل عن بعد اليوم أصبح يشهد تطورا ملحوظا في نماذج العمل، حيث يظهر نموا متسارعا، على الأقل منذ بداية جائحة كوفيد19، لكن بعد أربعة سنوات كاملة بدأت أعتقد بأن هذا التحول له تأثير كبير على بناء الفرق العاملة وتوجد إمكانية لتحقيق التعاون والإنتماء دون الحاجة إلى اللقاءات الشخصية التقليدية، ففي ظل التكنولوجيات الحديثة يظهر لي بأن العمل عن بعد له قدرة فائقة على تحقيق التواصل وتحفيز التعاون بين أفراد الفريق، بوسائل الاتصال الرقمية الحديثة مثلا يمكن لأفراد الفرق تبادل الأفكار والمعلومات بشكل فعال، مما ييّسر عمليات اتخاذ القرارات وتحقيق الأهداف بشكل تعاوني.

قرأت في إحدى المساهمات عن أحد الآراء التي أتفق معها شخصيا، حيث تناولت مفهوم تعزيز التوازن بين الحياة الشخصية والعمل، وهنا يأتي دور العمل عن بعد كفرصة لتحسين مفهوم هذا التوازن، من خلال تنظيم الجدول الزمني وتحديد مواعيد العمل يمكن أن يؤدي إلى زيادة في الإنتاجية والرفاهية الشخصية.

لكني اختلفت جزئيا معها في نقطة بناء العلاقات الشخصية وتعزيز الإنتماء في بيئة العمل عن بعد، فهي بمثابة تحدّ كبير لأفراد الفريق ولأصحاب المؤسسات، مع ذلك أرى بأن لديه أثرا إيجابيا كبيرا بالرغم من هذا التحدي المتعلق بالبعد الجغرافي، فتقنيات تكنولوجيا التواصل الحديثة يمكن أن تتبنى نهجا إستراتيجيا لتعزيز الثقة وبناء العلاقات الفريدة والمميزة بين أعضاء الفريق! فأيّ تأثير ترونه للعمل عن بعد على بناء فريقكم الخاص؟ وكيف يمكن تحقيق التعاون وتعزيز الإنتماء دون الحاجة للحضور الشخصي؟