يمكن أن يكون التنوع الثقافي في الفريق معيقا لاتخاذ القرار تتفق أم تختلف؟

من حيث المبدأ فهو يمكن أن يكون عائقا في حالة أن الإدارة ليست على الوعي الكافي والقدرة على السيطرة وفهم أراء الموظفين وما يمكن أن يكون رأي بدون تعصب لعرق أو رأي يحمل في طياته تعصب لفئة أو عرق معين، بسبب غالبيتهم مثلا أو تنوعهم، لذا الأمر في يد الإدارة الحكيمة التي يمكنها أن تستفيد من هذا التنوع والأفكار من الموظفين، وتختار الأفكار والأراء على حسب مدى فعاليتها وتأثيرها على الانتاج وسير العمل، وعدم قبول أي رأي إلا بعد تحليله لتتطلع على كل الجوانب فيه من السلبية والإيجابية. لأن التنوع الثقافي معناه تنوع في الأفكار فأهل المدينة الواحدة حتى لديهم أفكار مختلفة فلو يعملون في شركة ما يتم انتخاب أفضل الأفكار بغض النظر عن قائلها.

يمكن للتنوع الثقافي أن يعقد من عملية اتخاذ القرار بالتأكيد لكنه يؤدي إلى عرض وجهات نظر مختلفة ومتنوعة وفي النهاية الوصول إلى قرار أفضل مما لو لم يكن التنوع الثقافي موجودًا. وبالنسبة للتأخير فالأمر ليس مرتبطًا بفكرة التنوع في رأيي لكنها في فكرة خطوات اتخاذ القرار من الأصل فيجب أن يكون هناك نوع من التراتبية وكذلك وقت محدد لكل قرار كبير وليس أن يترك الأمر مفتوحًا مما سيؤدي إلى تأخير كلما زاد تنوع الآراء بالطبع وبالتالي يجب في رأيي المحافظة على التنوع مع قطع رابط أن تكون العلاقة بين التنوع والتأخير خطية

اختلف جزئيًا مع هذه الفكرة،في أحد الكورسات الخاصة بشركة "McKinsey&Comapny" وهي شركة استشارات عالمية، كان هناك جزء كامل مخصص لتوضيح أهمية تنوع الثقافات وخصوصًا في عملية إيجاد حلول للمشكلات واتخاذ قرار مناسب، والسبب أن جزء كبير من التحيزات المعرفية (سواءً بسبب العنصرية لعرق أو دين، أو التأثر بمشروع سابق خاص بموظفين قدامى، أو التحيز لنقطة ما تم صرفه من الأموال وهكذا) عادة يتم مخاطبتها بشكل صريح في مرحلة التحليل وإيجاد المقترحات، لأن سيسهل معرفتها بمجرد نقاشها مع أناس من ثقافات وخلفيات أخرى، وفي هذه الحالة سيكون الحل ملائم أكثر للمستخدم بمراعاة كل الاختلافات.

أما الحالة التي يمكن ان نتفق فيها، هو أن تكون الشركة مثلًت تقدم خدمات لفئة محددة فقط من المستخدمين وهي تهتم برؤيتهم فقط حتى تحقق أفضل نتائج، في هذه الحالة لو تعددت الثقافات ربما تكون سبب في الخروج بمقترحات معطّلة ولا تخدم هدف الشركة أو رؤيتها، المقصود أنه كلما أردت التوسع (خصوصًا في بلدان مختلفة) فأنت تحتاج لتعدد الثقافات، أما لو شركة أو خدمة محدودة، فالأمر يخضع للهدف الأخير.

أعتقد أن التنوع الثقافي يكون في مصلحة أي شركة، خاصة إذا كان فريق العمل يتمتع بخبرة طويلة في مجاله، إذ يؤدي التنوع إلى تحسين الإنتاجية لا محالة، ويتم اختيار القرار الأنسب والحل الأمثل من ضمن الكثير من القرارات والحلول الإبداعية، كما يتعلم الموظفون من بعضهم بعضاً ويكتسبون الخبرات مما يعود بالنفع على الشركة ككل.

بالنسبة لي يعتمد الأمر على مدى الاختلاف في هذه الثقافات هل تمس جزء أساسي من الثوابت والاعتقادات خصوصاً الدينية أو التي تشكل الهوية أم لا، إذا كانت الأولى فسيخلق مشاكل كثيرة كما تفضلت خصوصا في موضوع التوجه واتخاذ القرار الذي يوافق هذا التوجه، أما في الحالة الثانية أراه مفيد جداً خصوصاً وأنك تتعامل مع عملاء أيضاً من ثقافات مختلفة فيمكنك عندها تقديم منتجات متعددة تجذب اهتمام كل أصحاب هذه القافات المتنوعة.

إن التنوع الثقافي مهم جداً في الفريق حيث يكون سبباً في تنوع الأفكار والآراء، ولكنه قد يسبب عائقاً في اتخاذ القرارحيث أن كل واحد منهم يرى قراراً من وجهة نظره هو، وقد يكون الجميع مصيباً ولكن هناك اختلافاً في آلياً التنفيذ.

وقد يهالج هذا الأمر بتناقش الجميع والتقاء الأفكار في نقطة واحدة، بحيث تندمج الأفكار وتخرج في النهاية فكرة واحدة هي الأفضل على الإطلاق.

أعتقد أن تنويع الخلفيات الثقافية للموظفين داخل الشركة لا ينبغي أن تكون لمجرد التنوع فقط، أو التباهي بكونها شركة تتبنى تنوع الثقافات كنوع من الدعاية، بل ينبغي أن يكون لكل منهم دور محدد في الفريق وقيمة غير مكررة يقدمها للشركة بما لا يمكن الاستغناء عنه حاليًا وأن يكون له القدرة على المشاركة في اتخاذ القرارات. كما أن تنوع الثقافات لا ينفي بالضرورة تقاربهم من الناحية الفكرية ومؤهلاتهم الأكاديمية ومهاراتهم العملية وامتلاكهم لرؤى متقاربة حول أهداف الشركة.