في بداية القرن الواحد والعشرون بدأت الأضواء تتجه ناحية رجال الأعمال الشباب الذين بدأوا من اللاشيء حتى وصلوا إلى ما هم عليه الآن، وازداد اهتمام الإعلام بهم، إلى الحد الذي جعل الناس يختزلون مفهوم النجاح في هذا النموذج، وهو أن تُنشيء مشروعك الخاص بك وتتخطى مع الكثير من الصعاب حتى تنجح في النهاية وتروي للعالم قصة نجاحك المذهلة. 

فماذا كانت النتيجة ؟ 

النتيجة هي اندفاع الكثير من الشباب نحو حلم المشاريع الخاصة التي ستجعلك رائد أهعمال ومليونيرا، وهناك إحصائية في سنة 2016 م أن هناك ما يقرب من 75 شركة جديدة يتم إنشاءها كل ساعة، حسنا ما هو مصير هذه الشركات الناشئة ؟ 

المصير هو أن 8 من كل 10 شركات جديدة تفشل في ال 18 شهر الأولى، أي أن 80% من الشركات الجديدة تفشل، حسنا، ريما اندفع الشباب أكثر من اللازم، وربما خطط المشاريع ليست جيّدة بما يكفي، وربما كان لقصص النجاح تأثيرا سلبيا أكثر من تأثيرها الإيجابي. والآن 

ماذا عن حياة رجل الأعمال نفسه ؟

بالتأكيد أن الصورة التي في ذهنك عن رجل الأعمال أنه رجل ناجح وغني يفعل كل ما يريده في الحياة ولا يعبأ بمشاكلها، وكل يوم في بلد مختلفة، إنها الصورة التي نراها على " إنستجرام ". 

لكن الأمر ليس كما يبدو، ففي إحدى عروض TEDX يتحدث رجل الأعمال mark leruste عن أنه بالرغم من كل هذه الأموال التي يملكها إلا أنه لا يشعر بالراحة، وأنه في معظم الوقت يشعر بالوحدة، وأنه يقضي 80% من وقته لا يفعل شيئا سوى تصفّح الهاتف. 

والدراسات تخبرنا ان واحد من كل 3 رجال أعمال يعانون من الإكتئاب، وأكثر من 3/4 منهم يشعرون بالوحدة لأنهم فضّلوا في بداياتهم أن يكونوا وحدهم، لذا يمكننا القول الآن أن حياتهم " ليست مثالية " 

حسنا، بعدما عرفت أن فرصة نجاح أي مشروع جديد أقل من 20%، وحتى إن نجح المشروع فإن حياة روّاد الأعمال في الحقيقة ليست مثيرة أو مثالية كما يصوّر لنا الإعلام. 

فالسؤال الذي يشغل عقلي هو " ما الذي يجعل جميع الشباب حتى الآن يحلم طوال الوقت بإنشاء مشروعه الخاص حتى وإن لم تكن لديه فكرة جيّدة، إنه يريد فقط أن يكون رائد أعمال، لماذا ؟