* للنقاش * لماذا تفكر بالانجاب لو لم تكن غنياً

لو كنت فقير و ليس لدي مال لكي يعيش ابنائي بحياة طيبة فمن الخاطىء ( بوجهة نظرى ) ان تنجب اطفال و تعرضهم للعذاب في الحياة السوداوية هذه

لأن هذا ما تريده الحياة مني (التكاثر و تمرير الجينات) فهو الهدف الأساسي لكل كائن.

أما بالنسبة لي، فالمال لا يعتبر مشكلة، فهناك الكثير ممن ولدوا فقراء لكنهم استطاعوا الوقوف من جديد باعتمادهم على أنفسهم، بل قد يكون حال بعضهم أفضل من بعض من ولدوا أغنياء ولا يعلمون كيف يبنون أنفسهم.

لكن المال الذي لدي سيقول لي أنجب طفلًا واحدًا بدلًا من ثلاثة (المال يحدد عدد الأولاد)، لكنه لن يمنعني من الإنجاب نهائيًا.

المال ليس مشكلة عندي، لكن توجد بعض المشاكل الأخرى في قضية الإنجاب.

حقًا إنّه لسؤال يُزعجني منذ زمن، ترى على التّلفاز في برامج الخير أناسٌ يقولون أنّهم وصلوا حد الفقر المُدقع ولا يُمكنهم أن يوفّروا الطعام لأنفسهم، وبعدها يقولون أنّ لديهم عشرة أطفال والحادي عشر على الطّريق.

الإيمان بمقولة يأتي الطّفل وتأتي رزقتُه معه منتشرٌ كالنّار في الهشيم بمُجتمعاتنا، لكن أَحَفِظ النّاس هذه المقولة ونَسَوا مقولة اعقل، وتوكّل؟

بصراحة استغرب جدا من هذه العينة من الناس انا اعرف انه اذا كان فقير ورغبته في ان يكون اب سوف ينجب واحد او اثنين ليحقق رغبته على الاقل لكن المصيبة انك تراه ينجب عدد كبير . وفي نفس الوقت يأتي بصورة المواطن المهمش من قبل الدولة التي لا تقدم رعاية له ولأولاده كأن الدولة والده .

أرى انه احد اسباب الفقر هي الجهل وعدم التعلم والجهل هو السبب في عدم ادراك الأب بحجم مصيبته ووضعه .

لو لم اكن غنيا ليس فقط الانجاب الذي لن افكر به بل حتى الزواج من الاصل لن افكر به .

كيف تفكر في بناء اسرة وأنت لا تقدر على اعالت نفسك , ارى ان فيها ظلم كبير في حق الزوجة والابناء القادمون

بالنهاية حل المشكلة في العلم وزيادة الوعي عند الناس .

لا أحب استخدام كلمة غني، لأن الغني لا تعريف واضح له، لكن أفضل تسمية ميسور، حتى نجمع من هم قادرين على تحمل نفقات الحياة، أي أننا نشمل هنا أبناء الطبقة المتوسطة، هؤلاء الذين قادرين على المعيشة و امتلاك أحدث صيحات الملابس و غيرها لكنهم ليسوا من أصحاب الأموال الكثيرة.

يذكرني هذا التساؤل بنفسي عندما يشتكي أحدهم فأرد: من الجيد أني لم أنجب، أسأل عادة: و هل أنت متزوج أساساً؟ فأرد: لا علاقة بين الزواج و الإنجاب، إذا إن الاثنين موجودان دون الآخر و به... و هكذا يستمر النقاش. كل هذا النقاش أبدأه من أجل السخرية و التهكم من هؤلاء الذين لا يتحملون أبناءهم.

الإنجاب العبثي مشكلة متفاقمة في مجتمعاتنا يعود سببها إلى التخلف و الجهل المستشري، و الضحية هم الأبناء. قد يرد أحدهم بمعرفته أناس أنجزوا و هم في حالة مادية عسيرة، لكن هؤلاء مجرد منظرين لا أكثر، يكتفون بالكلام النظري لكن ليس لهم أدلة على ما يقولون. أصحاب الإنجازات هؤلاء خصوصاً في عصرنا هم من أصحاب الأموال. بخصوص النقطة الأخيرة أنصح بمشاهدة هذا المقطع. ما قل و دل من الصفر ...

حسناً،..المال حقاً ليس كل شيء و لكن في نفس الوقت من الغباء أن ننظر له كشيء زائد و نعيش على الأحلام و الكلام الذي لا يشبع، المال يسهل الحياة في الكثير من الأمور، بالطبع لن يشتري لك الصحة و لكنه سيشتري لك دواء و إمكانيات العلاج، سيشتري لك سقفا من الاسمنت و ماء شرب نظيف و طعام الخ، شاهدت بأم عيني أشخاص لا يستطيعون دفع ثمن دواء أطفالهم لأن ثمن الدواء يعني أن طعام العشاء لن يتبقى له ميزانية، الآن أعود لسؤالك، شخصياً أجد من غير الأخلاقي إنجاب اطفال في وضع الفقر المدقع الذي لا يستطيع فيه الاهل أبسط الامكانيات الأساسية، أما إذا أصبح الأساس متوفراً لم لا؟

الغنى و الرفاهية الزائدة ليسا نعمة، هناك اقتباس عن جيم كاري أصدقه جداً يقول فيه : أتمنى أن يتحقق حلم الشهرة و الغنى للجميع حتى يدركوا ماهيتهما على حقيقتها.

آه و بالمناسبة الصورة أدناه لباريس هيلتون، صورة حقيقية أثارت جدلاً واسعاً قبل عدة سنوات، كلامك ذكرني بها.

لا يتعلق الأمر بمدى فقر أو غنى الإنسان لينجب الأبناء ،ففي المجتمعات الغنية جدا تقل الرغبة في الإنجاب رغم الإمتيازات التي تمنحها للأباء و الأمهات من عطلة أمومة مطولة و منح و غيره. أما في المجتمعات الأشد فقرا فالفكرة السائدة أن الأبناء يأتون ليساعدو أهلهم وخاصة المجتمعات الزراعية . كما أنهم يأتون دون تخطيط مسبق من الأهل و كنوع من المفاخرة أو إتباع الموجود لأن كل من يتزوج ينحب أبناء فيبدأ الأهل بالسؤال كل مرة (متى يسهل الله وتنجب!؟) ثم يشك الرجل أو المرأة في قدراتهم الإنجابية و يبدؤون بالذهاب للطبيب فيصبح الإنجاب هدفا لإرضاء المجتمع مثل الزواج في حد ذاته...

كما أن غريزة حب البقاء و إستمرار الجنس البشري تحتم التكاثر فتصبح العملية لا إرادية غريزية ، هذا إضافة إلى حب المرء تخليد إسمه و إستمرار نسله و زرع جيناته في من يخلفه من بعد ألا وهو إبنه أو بنته.

إذا الأمر لاإرادي غريزي لا يتعلق بالحالة المادية للمرء . الغني يفكر في الإنجاب و الفقير كذلك.

إن كنت غنيًا فهل أضمن أن تبقى الأموال لدي؟

أليس من الممكن أن أنجب ابنًا فيأخذ أموالي ويضيعها في سفه ويمضي بقية حياته فقيرًا؟

إن كنت فقيرًا فلماذا افترض أن ابني سيعيش طوال حياته فقيرًا؟ بل لماذا افترض أني سأمضي بقية حياتي فقيرًا ولن أستطيع تلبية احتياجات ابني؟

_______

بالمناسبة , المال ليس كل شيء

أفكر بالإنجاب لأصبح غنياً "فالولد بتجي رزقتو معو"

أمزح فقط :D

ومن الأهم أن نسأل لم تفكر بالانجاب إن لم تكن ناضج سلوكياً ومرتاح نفسياً ومقتدر مالياً

يا ابن آدم ! لا تخش من ضيق الرزق وخزائن الله ملآنة.

(وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)