مئات المرات في حياتي ، سمعت عبارات من نوع :

مصري ( لكن ) كريم ..

سعودي ( لكن ) متواضع للغاية..

سوري ( لكن ) موثوق فيه ..

مغربي ( لكن ) متدين ..

محجبة ( لكن ) أنيقة ..

غير محجّبــة ( لكن ) محترمة !

أسود ( لكن ) غني !

شيعي ( لكن ) طيب القلب ..

سنّي ( لكن ) طيب القلب ..

مسيحي ( لكن ) حسن الخُلق ..

هندي ( لكن ) ذكي !

جزائري ( لكن ) هادئ ودمث الأخلاق ..

صعيدي ( لكن ) سريع البديهـة ..

ملتحي ( لكن ) مبدع ..

لبناني ( لكن ) ملتزم أخلاقياً ..

منقّبــة ( لكن ) متعلّمة ..

=======

أتحداك ان تنكر هذه الظاهرة التنميطية أو ان تستغربها كأنها غير موجودة ولم تمرّ عليك من قبل ..

الـتنميط متوغّـل بداخل الوعي الجماعي العربي بشكل يذهلني كل يوم .. طوال الوقت نعامل بعضنا البعض بناءً على إنطباعات مسبقة غامضة متوارثة لا نعرف من أين جاءت ، او بناءً على تجربة شخصية فردية ضئيلة ، نبنى عليها تصوّر عن ( شعب ) كامل في لحظة !

هذه الحالة طبعاً ليست ( عربية ) بحتة طبعاً ، والكثير من الشعوب تمارسها طوال الوقت .. ولكنهم يطلقون عليها المسمى الصحيح تماماً ، وهو ( العنصرية )..

العنصرية هو أن تحمل شيئاً بداخلك تجاه قومية ، او لون ، أو دين آخر ، او منهجية حياة الآخرين ، بشكل عدائي .. او حتى ساخر ، أو بناءً على فكر متوارث لمجتمعك بخصوص مجتمع آخر ، أو حتى بناءً على تجربة شخصية فردية سيئة مررت بها ، فحكمت على مجتمع كامل بأنه سيئ ..

السؤال : هل نحن ( مجتمعات عنصـرية ) ؟ .. وعندما أقول مجتمعات ، فأنا لا أقصد التعميم بدوري ، وإنمـا أقصد الإشارة الى ( كثرة العنصـريين ) فيما بيننا ، بشكل أكبر من اللا عنصريين ..

هذه الـ ( لكن ) البغيضة التي في كل كلامنا ، لماذا تظهر طوال الوقت ؟

لدرجة أن جملة ( عربي ، ولكن ليس عنصـرياً ) قد تبدو منطقة للغاية في هذا السياق ..