كم جميلة هي الرومنسية، في اعتقادي الرومنسية في هذا العصر لم تعد رفاهية يمكن الاستغناء عنها، بل هي ضرورة ملحة جداً، نظراَ لصعوبة الحياة وكثرة الضعوط يوما بعد اليوم، ولايماني بأن الرومنسية ليست مجرد حالة شاعرية عشوائية، بل هي مهارة و فن علينا أن نسعى إلى تطويره وتعزيزه واكتسابه كأي مهارة أخرى، لذلك أعسى في كثير من الأحيان الى التخطيط للرومنسية، ليس فقط كاندفاع عاطفي لحظي، وإنما كاستثمار نفسي وعاطفي مع من أحب، وحقيقة أجد أن هذا الأمر يجعل الرومنسية أجمل .

المضحك أن أغلب من حولي يعتقدون أن الرومنسية لا يمكن أن يُخطط لها، لأن التخطيط في رأيهم يقتل العفوية وأن الرومنسية الحقيقية لا تُحسب ولا يُرتَّب لها، بل تنفجر من تلقاء نفسها في لحظة صدق.

لكن هل العفوية دائمًا أجمل؟ أليس في بعض الأحيان أن نخطط لأن نسعد من نحب هو أرقى أنواع الحب؟

في اعتقادي- وقد أكون مخطئة- الجدال هنا ليس بين التخطيط والعفوية، بل بين النضج العاطفي والكسل ، الكثير منا غير مستعد لبذل جهد إضافي وطبعاً من السهل أن نتذرع بالعفوية كي لا نبذل جهدًا، وأن ننتظر اللحظة المثالية التي تأتي محتشمة بين الحين والآخر وقد لا تأتي ،بينما التخطيط في جوهره ليس تصنعًا، بل وعي بالرغبة في أن نحافظ على شرارة العلاقة، بل هي أعمق من هذا أنها اسثمار عقلي ونفسي ومادي لارضاء الاخر وإمتاعه، طبعاً لست ضد العفوية وأنا أكثر الناس حباً للعفوية وأشد الناس تمسكاً بالصدق والبساطة، لكن الحب يحب المفاجأت والاجتهاد وعلينا أن نعطيه ذلك عندما يلزم الأمر، و العلاقات عادة لا تنهار لأن الناس توقفوا عن الحب، بل لأنهم توقفوا عن بذل الجهد لإظهاره، لذلك حين نخطط للرومنسية، نحن لا نصطنعها، نحن نصونها من الذبول ونحمي المشاعر من العشوائية والبخل والتستت الذي يفرضه علينا الواقع اليوم.