ينقسم الناس لقسمين، قسم مؤمن أشد الإيمان بكتابات وصوتيات وفيديوهات النجاح (أغلبها)، وقسم كافر بها ويرى أنها تضييع للوقت فالنجاح إنما هو حظ وتوفيق من الله وكفى (لا يمكن امساكه ووضع قواعد له). يا ترى في ثقافتنا المتعددة اليوم، أين أنت ولمَ؟
النجاح هو هل قرار أم حظ؟
النجاح في رأيي يبدأ بالسعي في الاتجاه الصحيح ووضع خطة للعمل وأخذ خطوات محسوبة بعد تفكير ودراسة، وفعل كل ما علينا من عوامل للنجاح والأخذ بالأسباب، ثم ترك الباقي والنتيجة بعد ذلك على الله وتوفيقه.
لكن مشاهدة ڤيديوهات دون أخذ خطوة لا فائدة منها، وكذلك انتظار ضربة الحظ! فالسماء لا تُمطر ذهب ولا فضة.
بصراحة، أنا مش من المؤمنين جدًا ولا الكافرين تمامًا... أنا واقفة في النص.
لأني رأيت نماذج نجحت رغم كل الظروف، وشفت ناس كانت بتتبع "كل قواعد النجاح" وبرضه فشلت.
أنا مؤمنة إن فيه جزء من النجاح شغل وتخطيط وبذل، وفيه جزء تاني توفيق وحظ وظروف خارجة عن إرادتك.
يعني ممكن تذاكر وتخطط وتتعب، بس يحصل ظرف بسيط يغيّر كل المسار.
وفي نفس الوقت، مفيش نجاح حقيقي بييجي من فراغ أو تمني.
أما بالنسبة للفيديوهات والكتب اللي بتتكلم عن النجاح، فأنا باخد منها اللي ينفعني، وبسيب اللي أحسّه مكرر أو بيبيع أوهام.
أنا شايفة إن كل شخص لازم يعرف طريقته هو في الإنجاز، لأن مش كل وصفة تنفع لكل الناس.
أؤمن أن النجاح قرار أولًا… ثم حظ لاحقًا.
القرار هو ما نتحكم به: أن نسعى، نتعلم، نُجرب، وننهض بعد الفشل.
أما الحظ، فهو ما يحدث حين تلتقي الاستعدادات الجادة بفرصة لم تكن في الحسبان.
من قرر أن يتحرك كل يوم، سيصطدم بالحظ عاجلًا أو آجلًا…
لكن من ينتظر الحظ دون قرار، قد ينتظر عمرًا كاملًا بلا نتيجة
قول أن النجاح مرتبط بتوفيق الله هو ليس خطأ وقول أنه مرتبط بالسعي هو ليس خطأ وكلاهما يكمل بعضه ولا تعارض بينهما برأيي.
لكن أن أقول إنه مرتبط بالسعي فقط فربما اسعى بقدر سعي أهل الأرض كلهم ولكن لن اصل ما لم يقدر لي الله الوصول ويكتب لي التوفيق.
وقد اقول أنه مرتبط بالتوفيق، لكن أنا لو لم اسعى واحاول وابذل جهد على ماذا سيوفقني الله على الظن بلا سعي ؟!
النجاح ليس له قاعدة على الإطلاق. هو في الأول و الأخير توفيق وقدر وهذا ما أيقنته بعد سنين طويلة. أنا أومن بأبيات الأمام الشافعي رحمه الله:
فَإِذا سَمِعتَ بِأَنَّ مَجدوداً حَوى ....... عُوداً فَأَثمَرَ في يَدَيهِ فَصَدِّقِ
وَإِذا سَمِعتَ بِأَنَّ مَحروماً أَتى ........... ماءً لِيَشرَبَهُ فَغاصَ فَحَقِّقِ
لَو كانَ بِالحِيَلِ الغِنى لَوَجَدتَني ......... بِنُجومِ أَقطارِ السَماءِ تَعَلُّقي
التعليقات