زواج الصالونات أو ما يسميه البعض الزواج المدبر هو طريقة زواج اختلفت حولها الآراء فهناك من يعارضها بشدة خاصةً بعض الفتيات، ربما لارتباطه معهم بالزواج بالإكراه وهذا ما زال يحدث أحيانًا لكن ليس بنفس النسبة التي كان عليها من قبل، وربما لذلك اكتسب زواج الصالونات سمعة سيئة لدرجة أن مجرد ذكره أمام فئة من الناس كفيل بجعلهم يصفون من ذكره أو يدافع عنه بالتخلف والرجعية، في حين أن زواج الصالونات قد يكون في الواقع عبارة عن ترشيح عائلة أو طرف لطرف آخر وفي الغالب يكون هذا الترشيح قائم على أسس مثل التوافق بين الطرفين في بعض الظروف أو التفكير، ولذلك قد يكون فرصة جيدة لزواج قائم على توافق حقيقي وخاصةً للفتيات الذين ليس لديهم معارف أو دائرة علاقات كبيرة.
لماذا ينظر لزواج الصالونات نظرة سلبية؟
لا أملك معرفة واسعة بزواج الصالونات، ويبدو أن هذا المصطلح مرتبط بالمجتمع المصري على وجه الخصوص، لكن يمكنني تقديم نصيحة عامة تصلح لأي موضوع مشابه:
إن الاحتكام إلى حكمة الخالق الكريم في أفكارنا وتوجهاتنا يحقق لنا الخير في ديننا ودنيانا.
فليس كل ما هو قديم يُعدّ تخلّفًا أو رجعيًا، فبعض الأمور الأصيلة ثابتة في وجودها وقيمتها، مثل الأرض التي نمشي عليها، والسماء التي تظلنا، والشمس والقمر، كلها قديمة، لكنها ضرورية وثابتة في حياتنا.
فالعبرة ليست بحداثة الفكرة أو قدمها، بل بمدى اتساقها مع الفطرة، والعقل، وهدي الخالق.
ولعلّ في هذا الميزان ننجو من الغلو والتفريط، ونبلغ التوازن الذي ترضاه شريعتنا، وتستقيم به حياتنا.
من تجربتي وقد تزوجت عن حب، ولكن حدث لي عدة مرات أن أُجبرت على مقابلة خُطاب بطريقة الصالونات، ولم أحب الأجواء المتكلفة المصطنعة المزيفة، التي يحاول فيها كل طرف إدعاء مثالية وإظهار فقط الصفات الطيبة الحميدة به، في حين أن الحقيقة أمر مختلف تماماً.
أيضاً ضغط الأهل خاصة على الفتيات، ما يحدث مع أغلب البنات أن الأهل يتفقوا معهن على أن يجربوا الموضوع ولهم مطلق الحرية في الرفض أو القبول بعد ذلك، لكن للأسف عندما تقول الفتاة أنها لم يعجبها العريس تبدأ المجادلات والخناقات معها، فالمطلوب أن تقول الفتاة "نعم موافقة" حتى إن لم تعجب بالعريس، لإرضاء أهلها !
السبب الثالث وهو الأهم في رأيي أن الحياة ضاغطة وصعبة لذلك نحتاج للحب كي نتحمل بعضنا البعض ، يعني شخصان متزوجان زيجة تقليدية لأن المجتمع شايف أنهم لازم يتجوزوا ووصلوا لسن زواج، مع أول مشكلة سيفكران لماذا اتحمل هذا الشخص، بعضهم ينفصل بسرعة، ومن يتحملون ويكملون في الغالب من أجل الأطفال الذين يعيشون حياة جحيم وسط أهل غير متفاهمين!
مش بقول برده أن الزواج عن حب هو الجنة، في كل الأحوال الزواج من أهم الأشياء في حياة الإنسان فلابد أن يفكر جيدا في اختيار شريك حياته بالطريقة التي تلائمه!
مافيه شيء أسمه زواج صالونات أو زواج مدبر .
وأكثر من يحارب الزواج الشرعي هم أصحاب العلاقات من تحت الطاولة والتعارف حبيبي و حبيبتي
انتشار مسلسلات قصص الحب وما يحيط بها من هالات شوق وسعادة يجعل الفتيات يبحثن عن شيء مشابه لما يشاهدنه خصوصا مع انتشار المسلسلات التركية المعربة زواج الصالونات لا يوفر مثل هذه المغامرات والقصص وهذه ظاهرة غير صحية فكم من فتاة تقع ضحية قصة وهمية لا تمت بالواقع بصلة
لكن ذلك التأثر العاطفي الشديد يكون في الغالب ببداية سن المراهقة، ومن المفترض أن المقبلة على الزواج تكون شخصية ناضجة وواعية تفهم على الأقل الفرق بين الحقيقة والخيال، وإلا كيف ستنشئ أسرة وتديرها؟!
أرى دائماً أن النظرة السلبية لزواج الصالونات جاءت في الغالب من الطريقة التي تتم بها المقابلات والعادات غير المناسبة التي ترافقها أحيانًا، فبدل أن يكون لقاء شرعي هادئ يهدف للتعارف الجاد، يتحول في بعض الحالات إلى مشهد عبثي أو مزحة ثقيلة، مثل أن تجلس الفتاة أمام مجموعة من النساء لتُفحص وكأنها في مقابلة توظيف، أو أن يُسأل الشاب عن راتبه وعدد سياراته قبل أن يُسأل عن طباعه وأخلاقه!
هذه التصرفات للأسف تخلق انطباعًا سطحيًا وتجعل التجربة غير مريحة، وهذا ما شوه صورة زواج الصالونات، رغم أنه في الأصل طريق محترم وجاد لبناء علاقة مستقرة.
فعلا، كثير من الممارسات حول زواج الصالونات أخرجته عن غايته الأصلية، لكن ما يلفت النظر هو أن هذه التصرفات ليست عشوائية، بل تعبّر عن نظرة ثقافية متجذّرة ترى الزواج صفقة اجتماعية قبل أن يكون شراكة إنسانية.
حين تقاس الكفاءة بالراتب أو المظهر، فذلك لا يعني فقط سوء أسلوب، بل خوفا من الفشل في الاختيار، وكأن العائلات تحاول تعويض قلة المعرفة بالتحقق المادي.
ربما الحل ليس في رفض الطريقة، بل في إعادة تعريف الغرض منها: أن يكون اللقاء مساحة لاختبار التفاهم لا لتقييم الشكل والمكانة.
فحين تتغيّر الفكرة في الوعي الجمعي، ستتغيّر الممارسات من تلقاء نفسها.
هل يمكن برأيك إصلاح صورة زواج الصالونات بتغيير الأسلوب فقط، أم أننا بحاجة لتغيير المفهوم الثقافي كله حول الزواج والاختيار؟
أعتقد أن النظرة السلبية تجاه زواج الصالونات تأتي غالبًا من أشخاص غير ناضجين تأثروا بفكرة الزواج الرومانسي كما تُعرض في الأفلام، على أساس أن الحب يجب أن يسبق الزواج دائمًا. لكن في الواقع، زواج الصالونات لا يعني غياب الحب، بل هو بداية للتعارف، فإذا وُجد القبول تُستكمل العلاقة، وإن لم يوجد فالأمر ينتهي ببساطة هو مش اجبار. في النهاية، لا أحد يتزوج شخص لا يحبه، والزواج السليم هو الذي يُبنى على القبول والتفاهم
أتفق معك، الحب شيء جميل لكنه قد لا يكون وحده كافيًا لبناء أسرة خاصةً أن المحب غالبًا ما لا يرى عيوب الحبيب التي قد تكون قاتلة أحيانًا، بعكس زواج الصالونات الذي في الغالب يكون كل شيء واضحًا على الطاولة بدون توقعات عالية مسبقة، وفي حالة القبول قد يلي ذلك الإعجاب ثم الحب مع المواقف والتعرف على الشخص أكثر.
الزواج هو رابطة شرعية، أين يجعل الله بين الزوجين مودة ورحمة، يمكن القول أنني سمعت بعض قصص الحب الواقعية ولم يقنعني الكثير منها لأن أغلبها يخالف الشريعة الاسلامية قبل العرف و أرجوا أن يقدم لي أحدهم شرح منطقي لعبارة تزوجت عن حب بدون مخالفة الشريعة الاسلامية أو أي شريعة سماوية أخرى.
لا أقصد الإهانة لكنني أريد معرفة مقصد كل شخص من وراء هذا القول فقط.
الحب نفسه ليس حرامًا لكن المشكلة في المخالفات الشرعية التي يركبها البعض باسم الحب، فيمكن للإنسان أن يحب كما يشاء طالما أنه لن يفعل شيئًا محرمًا، هل لديك مشكلة في الحب قبل الزواج لذلك تشجع الزواج المدبر؟
ليست لدي مشكلة في الزواج إلا ما يخالف الشرع فقط.
مفهوم الحب غير واضح لمعضم البشر يفسره البعض بالغرائز والآخرون بالضرورة الإجتماعية وقلة بالطريقة السوية. بدون ذكر الطرق المتبعة في إيجاد الشريك والتي تحكمها غالبا أعراف المجتمع.
أغلب من تسألهم عن مسألة الحب قبل الزواج والمؤييدين له تجد أن لديهم معايير إزدواجية.
ملاحظة: الدراسة شملت الرجال فقط.
مبدأ المعارضة مفهوم وهو أن الشخص يريد أن يكون هناك عاطفة تربطه بالشخص الذي يتزوجه، لكن على العكس من ذلك زواج الصالونات يقوم على توافق شهادات - مستوى اجتماعي - مستوى مادي، ويبدأ التعارف للزواج من هذا المنطلق وبعدها يرى الطرفان لو هناك توافق فكري وعاطفي بين المزاجين والطبعين، لذلك فهذا الزواج أول خطوة فيه تسبق ترتيبها الطبيعي.
قد تكون المشكلة ليست في زواج الصالونات ذاته، بل في طريقة تطبيقه وفهمه فالزواج عن طريق الترشيح ليس عيبا، لكنه يتحول إلى تجربة سلبية حين يلغى فيها دور الإرادة الشخصية في جوهره، هو مجرد وسيلة للتعارف تختلف عن الوسائل الحديثة مثل الإنترنت أو دوائر العمل، لكن النتيجة واحدة: قرار مبني على معرفة وتقييم.
الرفض الذي يلقاه هذا النوع من الزواج ربما يعكس تحوّلا في قيم الجيل الجديد؛ لم يعد المعيار هو الكيفية بل الحرية في الاختيار. فحتى إن جاءت الخطوة الأولى من الآخرين، المهم أن تظل الكلمة الأخيرة للطرفين المعنيين.
هل ترين أن الجيل الجديد يرفض الفكرة ذاتها، أم يرفض الصورة التقليدية التي تُنزع فيها حرية الاختيار؟
التعليقات