أجمل ما يوجد بزواج الصالونات من رأيي أنه يعتمد بشكل واضح على جدية الطرفين في نية الزواج ، لكونه يتم بطريقة أقرب إلى الشرع فهو فرصة ممتازة للتعارف بشكل محترم بين أسرتين ، بالإضافة لكونه يقلل من الأضرار الناجمة عن التورط في علاقات عاطفية عشوائية بلا نية حقيقية للزواج ، ولكن بالمقابل هناك عيوب لا يجب أن يتم إغفالها مثل (الرسمية المبالغ فيها في شكل العلاقة) و أيضاً (التعجل غالباً في الزواج) وأخيراً وهو الأهم من وجهة نظري ((هو لجوأ الطرفين غالباً للتمثيل أو إدعاء شخصية لا تمثل شخصيتهم الحقيقية فهم يختبؤا غالباً وراء مظهر الكمال الأخلاقي أو الديني في معظم العلاقات ولا يوجد فرصة كبيرة لاكتشاف خداع أي طرف)) وأجد نفسي أتذكر قصة قد مر عليها حوالي 20 عام تقريباً ولا أزال أتذكر الشخص القبيح الذي قام بسردها ، وهو ذكر لن أقول رجل [كان زميل لي في محل العمل وأشتهر بأنه زير للنساء بأقبح معنى ممكن] فهو أخبرني بشيء تسبب في قطع علاقتي به بل وعدواتنا لبعضنا البعض ، رغم كونه أكبر مني سناً وأقوى مني بكثير، كان يحكي متباهياً أنه كان يخوض علاقات كثيرة عبر أن يتقدم لخطوبة أي فتاة تعجبه عن طريق الصالونات والتي لا يمكن أن يحصل عليها عن طريق العلاقات خارج هذا الإطار ، فيدخل بيت الفتاه مدعياً التدين وحسن الخلق يأكل ويشرب مجاناً ، ويتودد للفتاة حتى يحصل على قلبها مع بعض التجاوزات ويغادر المنزل وينفصل عنها .. مهدداً بفضحها إن قامت باتهامه بأي سوأ.
جواز الصالونات ما له وما عليه
أجمل ما يوجد بزواج الصالونات من رأيي أنه يعتمد بشكل واضح على جدية الطرفين في نية الزواج
زواج الصالونات له مزايا وله عيوب، ومن عيوبه أن يعتمد على الضغط المجتمعي حول سن الزواج وليس على النية الجادة للزواج، فهناك القرى التي تتزوج فيها فتيات لم يبلغن السن القانوني للزواج، وهناك المدن حيث توافق المرأة على رجل لا تهواه بسبب حلول سن الزواج وعدم تقدم رجل أنسب منه.
عندما أشرت أنه يعتمد بشكل واضح على جدية الطرفين في نية الزواج ، لم أشير للأمر بشكل إحصائي ولكن بشكل عفوي لكون أي شخص يتجه لمنزل أسرة ويدخل في حديث جاد للزواج [غالباً ما يكون جاد] هذا لأن المعايير المختلة للمجتمع في الوقت الحالي تسهل عملية التعارف خارج إطار المنزل بعكس ما تربينا عليه في الطفولة أو ما كنا نراه من معارفنا وأقاربنا بخصوص زواج الصالونات ، ولكن أنا أيضاً لا أعترض بشكل كبير على طرحك فقط أختلف معك في أن تشير مثلاً أن زواج الصالونات في القرى يبارك الزيجات التي تتم للقاصرات ، أو أن السيدات التي تميل لزواج الصالونات قد يكونوا معيوبات بنظر المجتمع مثل الإشارة أنهم يرضوا بالزواج لكونهم فاتهم قطر الزواج مثلاً ، لذا هل أنت ترى أن زواج الصالونات في معظم حالته قائم على تلك الأسباب التي أشرت إليها؟
اؤيد زواج الصالونات ولكن ليس بالشكل المتعارف عليه حالياً، فمن المهم أن لا تكون هناك مبالغة في العزومات خلال فترة التعارف في زواج الصالونات، ويفضل الاكتفاء بشيء بسيط ومتواضع يعكس الجدية والاحترام للطرفين، كما يجب تقليل الزيارات غير الضرورية، وجعلها تحت إشراف العائلتين لضمان عدم حدوث أي تجاوزات أو تداخلات قد تؤثر على سمعة الطرفين، والهدف من ذلك هو الحفاظ على الأجواء الجادة والواقعية التي تتيح الفرصة للتعرف على الشخصيات الحقيقية بعيدًا عن الضغط الاجتماعي أو المظاهر المبالغ فيها.
أظن هذه ليست من عيوب جواز الصالونات لكن من عيوب الأشخاص أنفسهم، تماماً كأن نقول أن رياضة كرة القدم بها ضرر لأنها تشجع على التعصب ولكن ليس كل الجماهير متعصبين ؟!
أنا بعد علاقة انتهت نهاية اسوء ما يكون بسبب تعنت والدها وإصراره على أن أترك عملي وتطورات الموقف بعدها شعرت أن علي الهرب وإلا سأظل طيلة حياتي خاضع، عاطفياً بعدها حدث خلل تجاوز العامين بعدها خضعت لرغبة الوالد في تجربة أمر الصالونات.
لي عام كامل وأنا أتعامل بعفوية ووضوح تام وبلا أي تكلف، وحريص على أن أي عيب يكون واضح وأن تقبلني كما اقبل نفسي، وليس هذا من قلة الأدب أو الاستهتار، ولكن أرى هذا الصواب.
الغريب أن البعض يتصنع ويغير من طباعه وكأنه ممثل، ولكن بعد الجواز تعود الأمور لطبيعتها وهذا غالباً ما يكون السبب في انهيار العديد من جوازات الصالونات
أنا لا أدين جواز الصالونات ، مثلما أنت لا تدين كرة القدم على التعصب مع العلم أن كرة القدم مثلاً رغم إنها لا تشجع بشكل صريح على التعصب ، ولكنها تحفز التعصب بشكل مؤكد أكثر من أي رياضة أخرى ، والأمر نفسه مع جواز الصالونات فهو بنفسه كتجربة لا يمكن إدانته ، ولكن الكثير يعمل على أستغلال الطرف الآخر عن طريق الزواج بشكل الصالونات ، وفي العموم لن تجد أغلب من يخوضوا تجربة زواج الصالونات يميلون للظهور بشكل حقيقي مثلما فعلت أنت :
لي عام كامل وأنا أتعامل بعفوية ووضوح تام وبلا أي تكلف، وحريص على أن أي عيب يكون واضح وأن تقبلني كما اقبل نفسي
فالجميع يرى أن القناع الذي يظهر به بالبداية هو الأهم لإتمام الزيجة ، فيدعي كل طرف بصفات إيجابية ليست فيه في الحقيقة أو صفات عاطفية يدعي وجودها وهي ليست موجودة ، لذا يحدث ما أشرت له أنت أيضاً كنتيجة نفشل أغلب العلاقات طالما تتبع ( الكذب والموارة) .
"الجميع يرى أن القناع بالبداية هو الأهم لإتمام الزيجة"
وهنا المأساة حين يصبح القبول مشروطًا بالصورة، لا بالحقيقة وحين يُقدم الانطباع على الانسجام، يصبح الفشل نتيجة متوقعة لا استثناء. ليست المشكلة فى صالون أو تعارف أو تطبيق، بل فى ثقافة تُشجع الظهور على الصدق، والقبول المشروط على القبول الحقيقى. ومن هنا فالوعى الفردى "كما فعل فى تجربته"، هو المقاومة الأولى لثقافة القناع والخطوة الأولى لعلاقة صحية تبدأ من مكان صادق لا مزيف.
ولكن المعضلة هنا أن أغلب من يرغبون بالظهور دون أقنعة يتم إظهارهم (غالباً) على أنهم أشخاص مجانين أو ساذجين أو في أفضل الأحوال غير مؤهلين للزواج أو لتجربة الزواج ، وهذا يحدث في كل طرق الزواج ، فمثلاً في برنامج التعارف الشهير العربي ( التعارف الأعمى) يخضعوا الشخص للتقييم الرقمي شكلاً وموضوعاً ، وفي تطبيقات التعارف يخضعوا الشخص لسمات شكلية غالباً تدل على المظهر والثراء ، والأمر نفسه مع حواز الصالونات حيث يتم تقديم كلاً من العروسة والعريس في قالب غير حقيقي وبشكل متعمد وبمباركة الأهل في كل طرف، وربما تعمي البدايات والتعلق بفكرة الزواج نفسها لدي الطرفين فكرة رفض الآخر أو حتى قراءة - ما خلف أفعاله البسيطة أو سقاطاته - بشكل موضوعي.
فنجد مثلاً عريس يقوم بصفع عروسته ليلة الفرح ، أو عروس تهين أو تسب حماتها وقت الفرح ، ومواقع التواصل تمتلئ بمشاهد مثل تلك غالباً من الصعيد أو الأرياف.
أنت طرحت فكرة مهمة جدًا، وهي أن زواج الصالونات له مزايا وعيوب، وهو أمر يحتاج إلى النظر بعمق بعيدًا عن المواقف الحماسية. صحيح أن الزواج عن طريق الصالونات يمكن أن يوفر إطارًا أكثر احترامًا وأقل عرضة للمخاطر العاطفية العشوائية، ولكنك أشرّت إلى نقطة هامة جدًا وهي أن التمثيل أو إخفاء الشخصية الحقيقية قد يكون أحد أكبر العوائق في هذا النوع من العلاقات.
من جانب آخر، ما ذكرته عن الشخص الذي يستخدم زواج الصالونات كوسيلة للحصول على "مكاسب" شخصية أو عاطفية، يُظهر الجانب المظلم لهذا النوع من الزواج، حيث يمكن أن يفتح الباب أمام بعض الأفراد لاستغلال النظام بغرض التلاعب بالآخرين. هذا يُظهر أن التدقيق والوعي مهم جدًا في هذه العملية، وأن الزواج يجب أن يكون مدعومًا بـ نوايا صادقة من الطرفين وليس فقط في إطار "الاحترام الرسمي".
أما فيما يتعلق بالرسمية المبالغ فيها والتعجل في اتخاذ القرارات، فبالتأكيد يمكن أن يؤثر ذلك على القدرة على التعرف على الآخر بشكل حقيقي. لكن، يمكن التغلب على ذلك من خلال وجود مساحة للتواصل الصريح والصادق بعيدًا عن التصنع، مع توازن بين الحفاظ على الاحترام و فتح المجال للاكتشاف المتبادل.
التعليقات