هناك موجة جديدة تجتاح العلاقات بين الجنسين في كلام ساخر يختزل المرأة في الجنس فقط، وخطاب مقابل يتهم الرجل المعاصر بأنه تحوّل إلى الرجل الأميرة؛ رجل يطالب بالامتيازات دون تحمّل تبعاتها، يبحث عن الطاعة دون مسؤولية، ويتقن الصمت العقابي أكثر مما يتقن الإصلاح.

هذا الرجل الذي يلوّح بحقوق شرعية لا يمارس منها إلا القشرة، ويتحدث عن القوامة بينما يغيب عن أبسط معانيها، ثم يشكو من شهوة منفلتة ويحمّل إبليس وزر كل ضعف داخلي.

أمام ذلك، تتقدم النساء في مجالات التعليم والعسكر والطب والفن والبحث العلمي، بينما ينشغل بعض الرجال بمعارك وهمية حول من يجب أن يدلل من؟

إنها أزمة هوية، لا صراع أدوار.

تجلّت هذه المفارقة في قصة شاب عشريني صريح: يريد الالتزام، يرفض العلاقات العابرة، يعترف بقوة طاقته الجنسية، لكنه يدرك أن المرأة ليست أداة لتصريف اندفاعاته. يطلب نصيحة لا لتجاوز الشهوة، بل لإدارتها بنضج. المفارقة أنّه حين ركّز على تطوير ذاته، وجد الحياة تمنحه فرصة زواج متكاملة دون مطاردة ولا ضغط.

في المقابل، تتألم نساء كثيرات من ظاهرة الرجل الأميرة:

نرجسية بلا سبب، صمت عقابي، غضب هشّ، انسحاب إلى الصالون بدل المواجهة، عنف لفظي وجسدي… وكلها محاولات يائسة لإخفاء فشل لم يُسمَّ باسمه: فشل في النضج، قبل فشل في العلاقة.

الحقيقة أن الأزمة ليست في الرجال وحدهم ولا في النساء وحدهن، بل في نموذج اجتماعي لم يعد يصلح لزمن يتغير بسرعة خارقة.

نحن أمام ذكورة مأزومة تحاول التشبث بامتيازاتها القديمة بدل أن تصنع توازنًا جديدًا.

والسؤال الذي يبقى معلقًا:

هل نواصل لعبة الاتهامات؟ أم نبني نموذجًا جديدًا للرجل والمرأة، يقوم على المسؤولية والشراكة لا على الصراع والاختزال؟