من خلال لقاء تلفزيوني مسجل خفيف ومضحك نشاهد سور يفصل بين اثنين (كابلز مستقبلي محتمل) حيث يجلس كلاهم على منضدة تهبط بها بعض المأكولات والمشروبات الشهية باهظة الثمن براتب موظف من الطبقة المتوسطة، ويتحدث الاثنين شاب وفتاة عن مدى إمكانية خروجهم في موعد غرامي أو خطبة من خلال التطرق لعدد من المواضيع الثابتة لمناقشة أرائهم حولها مثل ( شكل الحياة والعلاقات والأصدقاء وطريقة التفكير) ويتم وضع تقييم بالدرجات مع نهاية التقييم، ورغم أن البرنامج يتعمد تقديم طبقة معينة أو مستوى معين من الطبقة الراقية بالشكل الذي يمكننا القول فيه دون أي خطأ أنه شكل متطور لجواز الصالونات الخاص بالطبقة فوق المتوسطة، ولكن هناك الكثير جداً مما أستوقفني في تلك النوعية من البرنامج، مثل نموذج التقييم نفسه الذي أشعر أنه مبتذل لأقصى درجة وكذلك محاولة فرض شكل معين من (تعريف التحضر أو الزوج الجنتل أو الزوجة الراقية) وفق لمفهوم طبقة معينة، وتعريف العلاقات من خلال المنظور نفسه، أظن أنه بالتأكيد قد قابلت حلقة أو أكثر من هذا البرنامج في أثناء تصفحك لليوتيوب أو الفيسبوك و هو ما جذبني لكي أسئلك: ما هي الشروط التي تجعل من وجهة نظرك زواج الصالونات ناجحاً؟
برنامج The Blind Date Show جواز الصالونات النسخة الديجتال ما الذي يجعل جواز الصالونات ناجحاً؟
التوافق الأسري والثقافي والأجتماعي، من واقع تجربة مع صديق في زواج الصالونات عن طريق أحد أقاربه، وجد براحة نفسية تجاه الفتاة ولكن كان هناك عدم قبول بين الأسرتين وتمت الموافقة على مضض وتمر أشهر الخطوبة ثقيلة على كلايهما، ليس لمجرد شىء فقط لأن الأسرتين غير متوافقين إجتماعيا، حيث يرى أهل الشاب بأنه يستحق من هو أفضل وترى أسرة الفتاة بأن أسرة الشاب لا يوجد راحة ولا تواصل فيما بينهم، وأنتهي الأمر بفسخ الخطبة، ليست بسبب الفتاة ولكن بسبب عدم قبول الأسرتين لأحد منهم، أرى بأن التوازن بين الأفكار والطموحات والتوافق الإجتماعي قد يؤدي الى زواج ناجح.
وهل رأيك بشكل واضح أن زواج الصالونات هو تجربة ناجحة أم ترى بحكم ما ذكرت أنها تجربة فاشلة والسؤال الأهم هل ترى أنه من الممكن ان تتزوج بتلك الطريقة المذكورة بالبرنامج؟
لا أستطيع استخدام أسلوب التعميم في المطلق، أرى بأن الزواج هو شراكة فكرية بين الأسر وبين طرفي الخيط.
ولكن هل تعتبر موافقة الأسرة شىء أساسي أم ثانوي ؟
ولكن هل تعتبر موافقة الأسرة شىء أساسي أم ثانوي ؟
المثل يقول الجار قبل الدار وأنا أقول الأسرة قبل العريس .
واحدة من أهم أسباب الطلاقات هي عدم توافق الأسر ، أو عدم توافق أحد الشريكين مع أسرة الشريك الأخر، وكلنا سمعنا أو نعرف ذلك الذي طلق زوجته بسبب أم الزوجة ، أو أن الزوجة طلقت زوجها بسبب أخواته أو أمه ...وهذه الحالة البسيطة جدا... الأمر يمكن أن يكون على مستويات أخطر بكثير من مجرد عدم اتفاق مع حماية أو أخوة.
اختيار الاسرة نوعيتها يدخل في بند مهم جدا وهو الفوارق الثقافية والاجتماعية، واعطيك مثال صغير جدا وبسيط لكنه واقعي ومفيد .
الاختلاف اللغوي بين أسرتين، فنجد أسرة تتحدث بلغة محترمة جدا وراقية وكلمات جد متحفظة، في حين الاسرة الأخرى أسرة تتكلم لغة شوارع عارية عن الاحترام ومسبات وكلمات نابية دون أي داعي في كلامها العادي، تصور أن هذا الفرق البيسيط جدا يمكن أن يفسد العلاقة تماما ، لأن قاموس الأسرة الأولى معكوس عند الثانية وبالتالي المنظور مختلف تماما وهذا ما يخلق صراعات لا طائل لها .
اي اختلاف يمكن أن يظهر في قيم الاسر سيشوه علاقة الزوجين مهما كانت درجة تفاهمهما أوو حبهما لبعض.
لقد شرحت الأمر جيداً يا @khouloud_benzeghba وبشكل مميز ولقد أستحضرني قصة فديمة تحكيها أسرتي قبل ولادتي حيث كان عمي رحمه الله المشهور بكثير من مغامراته الغرامية أصطحب والدي لقراءة فاتحة أحد الفتيات المعجب بها ، وصداف من أن أسرتها وأشقائها من أصحاب الخلفية الأجرامية (الفتاة كما كانت تبدوا لعمي وهو الشقيق الأصغر فتاة بريئة بلا ذنب) ولكن بالمقابل كانت أسرتها (( تشكل زيجة كابوسية)) لذا رفض والدي ارتباط عمي وأدعى المرض المفاجئ في معدته لينقل للمستشفى قبل قراءة الفاتحة والتورط أكثر مع تلك الأسرة ورغم أن هذا الأمر تسبب في حزن وغضب ورفض عمي ولكن بالنظر لموقف والدي وفرضه عليه عدم الزواج بتلك الأسرة كنت أرى أنه خيار حكيم للغاية أنقذ عمي المندفع في مشاعره من التورط في زيجة محكوم عليها بالفشل من بدايتها.
في الحقيقة سؤالك شائك ولكن سأحاول الإجابة عليه بمنتهى القدر من الصدق
موافقة الأسرة (شيء أساسي) شرط (أن لا يكون فرض الرأي هو المعيار) فأنا لي حق التجربة وحق الفشل وحق سوأ الاختيار مثلما لي حق الصواب ، ولكن إلغاء وجود الأسرة هو أمر يهدد بقطيعة مستقبلية و هو واحد من السيناريوهات التي لا أحب أن تحدث بأي حال لأن الزواج هو ليس إندماج بين شخصين بل هو إندماج كلي بين عائلتين ، لذا التوافق هو واحد من أهم المعياير التي ينبغي الانتباه والأخذ بها في الاعتبار عند القيام بأختيار زيجة بالأخص عندما يتعلق الأمر بزواج الصالونات فهو زواج مبني أكثر على مبدأ التوافق وليس الحب كمعيار أساسي للإختيار.. أرجو أن تكون إجابتي وافية وكافية.
كما قلت ما نراه هذا هو نفس طريقة جواز الصالونات الذي برأي هو اقتباس من الطبقات الغنية وليس العكس لأنه فيما مضى في مجتمعنا لم تكن هذه الفرصة متاحة بأن يجلس الزوجين المستقبلين مع بعضهما لوقت طويل ولكن كان يجلس العريس مع أهل العروسة وبعد موافقتهم المبدأية يسألون العروسة فقط كإجراء شكلي وبعدها تطور ليجلسوا سويا بعض الوقت فيما يسمى بجواز الصالونات الذي هو نسخة من خروجات الطبقات الغنية لذا رغم المسميات واختلافها فهي كلها لنفس السبب وهو أن يتعرف الشخصان على بعضهما البعض عن طريق الحديث ومعرفة بعضهما البعض بصورة مبسطة.
والشروط ستكون مثل أي شروط طبيعية وعادية حينما يتقابل شخصان لأول مرة وهي أن يكون الحديث بعفوية ووضوح من الطرفين والأسئلة تكون هادية ولها هدف لنعرف الشخص الذي أمامنا وتختلف الأسئلة من شخص للثاني فمثلا نتجنب الأسئلة السخيفة مثل هل وقعت في الحب من قبل! وننتقبل إلى الأسئلة الحقيقة عن ما هو مفهومك عن الزواج؟ ما هي طموحاتك في الحياة؟ هل تفضل/ أو تفضلي المساعدة في أعمال المنزل؟ وغيرها من الأسئلة التي تجعلنا نفهم مع من نتحدث.
أظن أن ما ذكرته من شروط متحضرة هي بالتأكيد نسخة لائقة من الزواج ولكن هل يمكنك مثلاً أن تظهر ببرنامج يذاع على اليوتيوب والفيسبوك لمناقشة أرائك في مواصفات زوجتك المستقبلية التي قد تكون من البرنامج أو من خارجه حيث ستشاهدك الكثير من الفتيات وترى تقييمك .. هل تشعر بالتوافق مع هذا الأمر؟
هل يمكنك مثلاً أن تظهر ببرنامج يذاع على اليوتيوب والفيسبوك لمناقشة أرائك في مواصفات زوجتك المستقبلية التي قد تكون من البرنامج أو من خارجه حيث ستشاهدك الكثير من الفتيات وترى تقييمك
هذه الطبقة وكل من يأتي على هذا البرنامج يفكر بطريقة مغايرة، وهذه من معايير المجتمع المنفتح بطريقة زائدة عن اللازم إن صح القول. كل شيء يسير بمعاييرهم الخاصة التي قد نرفضها أو نتقبلها، ولكنهم لا يرون أنه عليّ الشخص أن يكون مغلقًا إلى الدرجة التي تمنعه من التجربة لأجل كلام الآخرين. أجد في منطقهم جزءًا من الصحة والحرية، وبالنهاية حين يتزوجون فهم يتزوجون من أشخاص يشبهونهم بالأفكار والتوجهات.
أنا لا أعترض على الاختلاف أو التفكير المغايير بشكل عام ولكن أظن أن الزواج يجب أو يفضل لنجاحه أن يتم وفق المعايير التي ((تربيت عليها)) وصدقاً أنا لا أرى أن المجتمع الذي وصفتيه [المجتمع المنفتح بطريقة زائدة عن اللازم ] هي معايير يمكن تقبلها فأنا على سبيل المثال وليس الحصر لا أتفهم بـأي شكل من الأشكال كيف يقبل رجل على زوجته مثلاً الظهور بمايوه بكيني أمام جمع من البشر بحكم (الانفتاح) وأن يكون رجل (كول) وأن الزوجة التي تنظر لزوجها الغيور على [عرضها] أنه رجل سيء ومتحكم ((هذا خلط متعمد للأمور بزعم الحرية)) أو أن أجد أن الزوجة تحتفظ بصداقتها وحديثها اليومي مثلاً مع (الأكس بهدف التحضر) هذا ليس تحضر من وجهة نظري هذا قلة حياء ، وفي النهاية أنا لا أملك من الحكم شيء إلا على نفسي وعلى من سأرتبط بها والتي بالتأكيد يجب أن تتوافق وتتقبل تلك المعايير أو لا أرتباط .
ولكن هل يمكنك مثلاً أن تظهر ببرنامج يذاع على اليوتيوب والفيسبوك لمناقشة أرائك في مواصفات زوجتك المستقبلية التي قد تكون من البرنامج أو من خارجه حيث ستشاهدك الكثير من الفتيات وترى تقييمك .. هل تشعر بالتوافق مع هذا الأمر؟
لو أتيحت لي الفرصة فلا بأس بها طالما يمكنني قول رأي بحرية فأنا لاأخجل منه ولأكون صريح معك لو كانت الفتاة الجالسة معي في هذه اللحظة غير مناسبة فلا بأس أيضا فهذه هي الفكرة أن يتم طرح أراء مختلفة ربما تفيد البعض.
ما أقصده أنك تستعرض علاقة شديدة الخصوصية بالكشف على كل الناس فأنا حتى وقد أكون قديم الطراز بهذا الشأن أرى أن طرح نفسي للتقييم في حلقات برنامج يستعرض عيوبي ومميزاتي أنا وشريكي هو شيء مبتذل ويعد انتهاك للخصوصية فالعلاقة العاطفية في وجهة نظري هي علاقة شديدة الخصوصية فأنا أرى مثلاً أن كل التفاصيل من مميزات أو عيوب في العلاقة العاطفية يجب أن يكون مقصور دوماً على الأثنين أطراف العلاقة وكلما كان (عدم معرفة الناس) بتفاصيل العلاقة كلما كان هذا ممتعاً أكثر فتفصيلنا هي لنا لحظاتنا المميزة وحتى مشاكلنا .. وأرى أن هذا البرنامج بشكل أو بأخر هو انتهاك لهذه الخصوصية فكم من شخص (شاب أو فتاة) تم تعرضهم للانتقاد الشديد على الملأ من خلال التعليقات والخوض في تفاصيلهم وحتى أعراضهم والتنمر عليهم .. والناس جميعاً حتى من يخرجون بالبرنامج يبدو متوافقين مع تلك الأمور .
وأرى أن هذا البرنامج بشكل أو بأخر هو انتهاك لهذه الخصوصية
هذا يتوقف على تعريف الخصوصية فهم يشاركون في البرنامج بمحض إرادتهم وهم على علم كامل بأنه يتم تصويرهم وإلى أخره.
ودعنا نطرح أن لو ظهر برنامج كل من يظهرون فيه من الطبقات والأفكار التتي تتوافق معنا ويتحدثون بطريقة نحن نقبلها إلخ.. فماذا سيكون رأيك هل ستقول أنه اختراق للخصوصية في العلاقة أيضا؟ أم ستقول يا ليت هنالك المزيد مثل هؤلاء الأشخاص الرائعين المثقفين الذين لديهم لباقة في الحديث ورؤى واضحة؟
أنا لم أقل بأي شكل أن البرنامج مذنب بشكل مباشر لأنه كما أشرت أنت الأشخاص يشاركون في البرنامج بمحض إرادتهم وهم على علم كامل بأنه يتم تصويرهم ، ولكن هذا لا ينفي أيضاً أن هذا أنتهاك للخصوصية ودعني أوضح الأمر منصة تيك توك والتطبيقات المشابهة تسمح بتطبيق مكافأت مالية للأشخاص الذين يظهرون تفاصيل معينة من غرفة نومهم أو الحديث عن علاقتهم الجنسية بالكلام أو الفعل من أجل الوصول للمشاهدات وما يحدث هو انتهاك صريح للخصوصية ومع ذلك هذا يتم بموافقة ومباركة من يستعرضون أنفسهم وحياتهم لتحقيق شهرة والثراء المادي ، في حين برنامج The Blind Date Show يقدم تفاصيل العلاقة الشخصية الدقيقة بما تحمله من مميزات وعيوب مقابل الوصول للزواج ، وبالمناسبة أنا لا أحاول شيطنة البرنامج فهو برنامج لطيف ويحتوي أيضاً على بعض الإيجابيات ، بالأخص تلك التي تجعل الشباب والفتيات الذين يظهرون بالحلقات يكتسبون خبرة معينة من خلال معرفة أراء الناس العقلانية التي تناقش العيوب لديهم أو المميزات في التعليقات ، ولكن أحاول القول أنني أرى أن التجربة في ذلك الأطار عيوبها أكثر من مميزاتها فهل فهمت قصدي؟
ولكن أحاول القول أنني أرى أن التجربة في ذلك الأطار عيوبها أكثر من مميزاتها فهل فهمت قصدي؟
نعم أفهم قصدك بوضوح أكبر الأن، ولكني أفضل النظر إلى الإيجابيات فأنا أنظر إلى البرنامج كونه برنامج يعرض خبرات للناس كما أوضحت فهنالك من يستفاد وهنالك من ينفر منهم ولكن في النهاية هو عرض لأفكار مثل برامج التوك شو هذا بوجهة نظري.
ولكن هل تتفق معي يا @Hamdy_mahmouds أن العلاقة العاطفية هي عنصر قيم للغاية لكل أنسان ولا يجب أن تكون ضمن برنامج ترفيهي يعتمد على النقد البناء و(الغير بناء) وهو الأكثر شيوعاً في البرنامج ، وأنا لا أزال على رأيي بأن العلاقة العاطفية هي أمر له قدسيته والتي كلما كان شديد الخصوصية بين أثنين كلما كان أفضل .. ولكن تلك البرامج التي هي أقرب للبرامج الواقعية تعتمد فكرتها على دفع الناس للتفاعل مع الحلقات بغض النظر عن تأثير المحتوى أو جودته فأنا لا اظن أن هدف البرنامج هو توفيق راسين في الحلال .
ولكن كثرة البرامج التي يتم أخذها من الغرب مع إضافة النكهة الشرقية كثرت بشدة، هل هذا دليل على إفتقارنا للأفكار ؟
التعليقات