في عالم يتغيّر بوتيرة غير مسبوقة أصبح من المعتاد أن ترى طفلًا يتحكّم بجهاز ذكي ببراعة يتنقل بين التطبيقات ويشاهد مقاطع الفيديو بل وربما يُعلّم من هم أكبر منه كيف يستخدمونه

لكن وسط هذا الانبهار يبرز سؤال جوهري يستحق التأمل:

هل استخدام الهواتف الذكية من قِبل الأطفال ضرورة تكنولوجية فرضها العصر؟ أم أنه انزلاق تدريجي نحو الإدمان الرقمي؟

اليوم، لم تعد الأجهزة الذكية وسيلة ترفيه فقط بل دخلت بقوة في التعليم والتواصل وحتى في تربية النشء... ومع هذا التغلغل تظهر أصوات تحذّر من الآثار الجانبية: تشتت الانتباه، ضعف المهارات الاجتماعية،اضطرابات النوم، تأخر النطق، وتراجع القدرة على التركيز

🔹 من جانبٍ ما يبدو إتقان الطفل للتكنولوجيا مواكبة ضرورية لتحديات العصر

🔹 ومن جانبٍ آخر قد يتحوّل هذا الإتقان إلى تبعية وإدمان خفي يصعب التخلص منه لاحقًا

أين يقع الخط الفاصل بين الاستخدام الصحي والانغماس المُضر؟

وهل على الكبار أن يمنحوا الأطفال مساحة لتجربة التقنية أم أن الحماية تستوجب التدخل المبكر؟

تساؤلات تطرح نفسها:

كيف يمكن توجيه الأطفال لاستخدام واعٍ للتكنولوجيا دون حرمانهم من معطيات العصر؟

ما الدور الذي يلعبه الكبار في تشكيل وعي الطفل الرقمي؟

هل الحل في المنع الكامل؟ أم في المراقبة والتوجيه؟

وهل يكفي أن نُحدد وقت الشاشة؟ أم أن نوع المحتوى أهم من مدته؟

في عصر باتت فيه الشاشات تُشكل جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية تظهر الحاجة الملحّة لإيجاد توازن دقيق بين التقدّم التقني وصون الطفولة.

برأيكم، هل التكنولوجيا تهذّب العقول أم تقيدها؟

وكيف يمكننا بناء جيل رقمي دون أن نفقد براءة الطفولة في زحمة الشاشات؟