يقول أحمد خالد توفيق في كتابه ضحكات كئيبة بفصل بعنوان قتلة القصص:
هناك نمطان من قاتلي القصص. الأول الذي ما أن تبدأ بسرد قصتك حتى يلتقط الخيط منك ويقاطعك قائلاً: ليس هذا بأغرب من قصتي................إلخ" وتنتهي قصتك أنت عند هذ الحد بلا أمل في استمرارها وتتحول إلى مستمع مهذب بعد أن كنت متحدثُا لبقًا.
ثم هناك النمط الثاني الذي يتوقف عند التفاصيل ولا ينتظر الصورة الكلية. كنت مع أحد هؤلاء عندما بدأت أحكي قصتي: " إن لي أخاً يعمل موظفًا بالإسكندرية .... و ......"
يواصل الكاتب ويقول:
وقصتي طويلة تحكي عن جولة أخي على الشاطئ ورؤيته فتاة.... إلخ غير أن صديقي يقاطعني عند هذه النقطة ويبدأ الكلام:
"اسكندرية! مدينة رائعة الجمال! لقد أقمت فيها لفترة عام كذا و.و...."
ذكرني كلام الكاتب بما كان يقوله أبي رحمه الله عن شخص ما: لا أحب أن أجالسه لأنه لا يدعني أكمل قصة. كنا نضحك من تعبير أبي ولا نعير الأمر اهتمامًا لاننا لم نكن نفهم سخافة هؤلاء. برأيي هناك ثلاثة طرق للتعامل معهم:
- مصارحتهم بلطف وبابتسامة أنهم يقاطعوننا وأن من حقنا أن نحكي قصتنا ونفضفض كما هم يفعلون.
- الخجل منهم وتحمل مقاطعتهم وأن ندعهم دومًا هم المشاركون لنا قصصهم ونحن مجرد مستقبلين.
- الإنصات لهم بغير اهتمام كما يقول شوقي:
لقد أنلتك أذنًا غير واعية........... ورب منتصتٍ والقلبُ في صمم!
وهم بذلك يفهمون أننا لا نعيرهم بالًا ونضايقهم نفسيًا بإشعارهم ان قصصهم راحت سدى فلم تقع على أذن واعية فيكفوا عنا ونرتاح منهم.
التعليقات