يطرحُ هنا سؤالٌ مهم، ألا وهو: لو فكر كل واحدٌ منا مع نفسه وسألها: لو خيّرت بين أن أولد وأعيش ما عشته من الحياة بجمالها وقبحها، ومتعها وكمدها، وبين أن لا أولد أساساً وأتجنب كل هذه التجربة المتعبة، ماذا سأختار؟ طبعاً هو سؤال افتراضي يقاسُ عليه مدى تمسكك بتجربة الحياة ورغبتك في أن تكون جزءاً منها، ومن إجابتك هنا قد تفهم موقفك من الإنجاب!
نعم، نؤمن بأن وجودنا مقدرٌ سلفاً، وبأن من يشاء الله له الوجود فسيكون مهما كانت الأسباب المعاكسة لذلك، وبأن الإنسان (نحن) حمل أمانة أشفقت منها الجبال، إنه كان ظلوماً جهولا! هناك من سينجب لقناعته بأنه جزء من عمارة الأرض، وهناك من سينجب لحاجته النفسية لشعور الأبوة أو الأمومة، هناك من يريد وريثاً يحمل اسمه ويكمل ما بناه، هناك من يبحث عن ضمانٍ اجتماعيٍ يريحه في الكبر، هنالك من غلبته شهوته فأنجب نتيجة خطيئته، وهنالك من ينجب ظناً منه أن الإنجاب سيحمي زواجه وبيته، والأسباب كثيرة..
شخصياً، أجد نفسي أحياناً مقتنعاً بما ينسب لأبي العلاء المعري " هذا ما جناهُ أبي عليّ** وما جنيتُ على أحد" ولا أجدُ فكرة الإنجاب مغرية أو ذات معنى، وفي نفس الوقتِ لدي فطرةٌ تدغدغ شعورالأبوة داخلي من وقتٍ لآخر، وأعتقد أن هذا التناقض طبيعيٌ وخصوصاً في زمنِ كهذا.
برأيي أيضاً، أن الأصل هو الانجاب، وأما قرار عدم الانجاب فيجب أن يكون عبارةً عن قرارٍ شخصي، وليس دعوةً يروجُ لها ويهاجم من يعارضها.
التعليقات