الشجاعة لا تعني أنك لست خائفا.. الشجاعة أن تكون خائفا جدا، لكنك تفعل الصواب رغم ذلك!

الخوف شعور إنساني طبيعي ولا علاقة له بتصنيف الشجاعة أو الجبن لأن تصرفاتنا ومواقفنا هي ما تحدد ذلك. والإنسان الذي لا يشعر بالخوف في مواقف تستدعي الخوف فهو لديه خلل نفسي ومن يتحكم في خوفه بحيث لا يتأثر به أو يتركه يؤثر في قراراته فهو الشجاع. التعامل مع الخوف يبدأ بأن نعترف بأحقية هذه المشاعر وتحليل جوانب المواقف بشكل عميق لنصل لأفضل تصرف يؤدي لأقل أضرار وجعل الخيار النهائي يعتمد على ما هو الأصح وليس ما هو الأكثر أمانا

برأيكم، كيف نوازن بين التصرف بشجاعة، ومشاعر الخوف والقلق لدينا؟!

أعتقد بمعرفة الصواب وتحكيم الضمير وإخلاص النية لفعلنا، وأن نستعين بالله على قرارنا وأن نتجاهل مخاوفنا ونضع خطة مبدئية إن حصل ما نفكر به

لتحقيق ذلك يجب تعزيز الثقة بالنفس، الاستعداد الجيد للمواقف الصعبة و تقبل فكرة أن الفشل أو النقد جزء من التجربة وليس نهاية الطريق.

كما أن ممارسة الشجاعة تكون عبر اتخاذ خطوات صغيرة في مواجهة المخاوف، و هذا يساعد في بناء قدرة أقوى على التعامل معها دون أن تعيقنا عن التصرف بحزم وثبات.

أرى أن الشجاعة لا تقتصر فقط على مواجهة الخوف، بل تمتد إلى تقبّله والتعامل معه بذكاء. فلا ينبغي لنا إنكار مشاعر الخوف أو محاولة إلغائها، بل يمكننا استغلالها كدافع يدفعنا للتصرف بوعي وحكمة. أحيانًا، يكون الخوف بمثابة إشارة تنبهنا إلى ضرورة التفكير الجيد قبل الإقدام على أي خطوة، بدلاً من التهور أو التسرع.

كذلك، هناك فرق بين الخوف الذي يجعلنا أكثر حرصا ووعيا، والخوف الذي يشلّ إرادتنا ويمنعنا من التصرف. ربما يكمن التوازن في ألا نستسلم لهذا الشعور، وألا نندفع دون تفكير. فمثلًا، عندما يقف شخص أمام جمهور للمرة الأولى، يشعر بالخوف ويرتجف قلبه، لكنه رغم ذلك يكمل حديثه ويفرض حضوره، وهنا تتجلى الشجاعة الحقيقية

أنت محق تمامًا في طرحك! الشجاعة ليست مجرد غياب الخوف، بل هي مواجهة الخوف والتغلب عليه. الشجاعة هي أن تكون قادرًا على التصرف بناءً على القيم والمبادئ الخاصة بك، حتى عندما تشعر بالخوف أو القلق. 

للتوازن بين التصرف بشجاعة ومشاعر الخوف والقلق لدينا، يمكن اتباع بعض النصائح:

1. **التعرف على المخاوف:** الوعي بمشاعر الخوف والقلق وفهمها هو الخطوة الأولى نحو التغلب عليها.

2. **التدريب والتجهيز:** يمكن أن يساعد التحضير الجيد والتدريب على مواجهة المواقف الصعبة في بناء الثقة بالنفس والحد من مشاعر الخوف.

3. **التنفس العميق:** تقنيات التنفس العميق والاسترخاء يمكن أن تساعد في تهدئة العقل والجسم.

4. **التحليل العقلاني:** يمكن تحليل الموقف بشكل منطقي وعقلاني لتقليل الشعور بالخوف والتعرف على الحلول الممكنة.

5. **الدعم الاجتماعي:** الاستعانة بالأصدقاء والعائلة للحصول على الدعم والتشجيع يمكن أن يكون له تأثير كبير في تعزيز الشجاعة.

6. **التفكير الإيجابي:** تحويل الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية والتركيز على النجاحات السابقة يمكن أن يزيد من الثقة بالنفس.

الشجاعة ليست غياب الخوف، بل هي القدرة على المضي قدمًا والعمل بما يؤمن به الشخص، رغم وجود المخاوف.

الشجاعة ليست غياب الخوف، بل القدرة على مواجهته واتخاذ القرار رغم وجوده. الشخص الذي لا يشعر بالخوف على الإطلاق قد يكون متهورًا أكثر من كونه شجاعًا، لأن الخوف هو آلية طبيعية تحمينا وتدفعنا للتفكير قبل التصرف. لكن الفارق الحقيقي هو أن الشجاع لا يسمح لهذا الخوف بأن يشله أو يمنعه من اتخاذ موقفه.

أتذكر يا اناني كنت في موقف تطلب مني قول رأيي بوضوح في نقاش حساس في العائلة، وكنت أدرك أن موقفي قد لا يلقى قبولًا وقد يثير انتقادات قوية. شعرت بالخوف والتردد، لكنني قررت أن أعبر عنه بأسلوب هادئ وواضح، دون أن أكون هجومية أو مترددة. ورغم بعض الانتقادات، اكتشفت أن التعبير عن الرأي بثقة، حتى مع الخوف، يكسب احترام الآخرين، بل ويفتح المجال لحوار أعمق.

الشجاعة تقترن بوعي فداحة الموقف أو خطورته لكن في رأيي لا تقترن بالخوف، يمكن أن يدرك الإنسان إقباله على أمر جلل قد يغير حياته ويؤثر عليه تأثيراً كبيراً، لكن يكون واثق الجنان ويقبل على ذلك الأمر مطمئناً.

عرفنا من التاريخ شخصيات كانت على وشك دخول حروب في قلة من الاتباع أمام عدو يمتاز بالكثرة وكانوا مطمئنين ثابتين.

كما عرفنا شخصيات تخلى عنهم كل اتباعهم واقترب العدو من دحرهم رغم ذلك تقدموا إلى نهايتهم بشجاعة لا مثيل لها.

الفرق بين الشجاع والجبان: أن الجبان يستشعر الخوف بدرجة أكبر وتردد أكثر في أمور لا تستحق ذلك، بينما الشجاع لا يشعر بالخوف إلا نادراً، وكما ذكرتي في المساهمة حتى لو شعر به بسبب أمر يستحق الخوف، فلا يثنيه ذلك عن عزمه وثباته.

أعتقد أن الشجاعة تحتاج لحكمة وإلا تعد طيشا، والحكيم سيتعلم كيف يوازن بين الأمور بعد كل تجربة والتجربة والممارسة والتفكير من يمكننون الشخص من الموازنة بين الخوف والشجاعة أي متى يقدم ومتى عليه أن يتأنى