دائما ما نسمع أن "الانتصارات الصغيرة" أحد أسرار بناء الدافع طويل الأمد. وأن تقسيم الأهداف الكبرى إلى خطوات صغيرة، والاحتفال بكل إنجاز بسيط، يخلق سلسلة من النجاحات المتراكمة التي تعزز لدينا الثقة وتحفزنا على الاستمرار. وفعليا الفكرة منطقية وكنت أتبناها كثيرًا خاصة لأي شخص يشعر بالإرهاق عند العمل على أهداف كبيرة.
فمن الناحية النفسية وعن تجربة، الشعور بالإنجاز حتى لو كان بسيطا يُحفز الدماغ على إفراز الدوبامين، المسؤول عن الشعور بالمكافأة والمتعة. وطبعًا هذا يخلق علاقة بين السلوك مثلا تحقيق الهدف الصغير، وبين الشعور بالرضا والمتعة، فيجعل لدينا الحافز لتكرار السلوك. لكن المشكلة عندما يتحول تركيزنا بالكامل إلى هذه الإنجازات الصغيرة على حساب الهدف الأكبر، ونغرق في دائرة من الإنجازات الجزئية التي تستهلك الوقت والطاقة دون أن تقربنا فعليًا من الهدف الأساسي.
فأحيانا الانتصارات الصغيرة قد تتحول إلى عذر نفسي مريح. بدلاً من مواجهة الأهداف الكبرى بكل ما فيها من تحديات وشكوك، نغرق في تفاصيل صغيرة تمنحنا إحساسًا زائفًا بالإنجاز. والأخطر أن هذه الانتصارات قد تُغري البعض بالاكتفاء بها، فيفقدون تدريجيًا الدافع لمواصلة المسار نحو الهدف الحقيقي.
فكيف برأيكم نوازن بين الجانبين بحيث نتمكن من المواصلة وتحقيق الأهداف الأكبر؟
التعليقات