ترند تقديم الشكلاتة للمعلم و العاملين في المدرسة، دليل على المحبة أم التبعية؟

تريند تافه، وسيء بحق المعلم وليس جيد، معلم يقف فاتح يديه ويستقبل الهدايا والتي أغلبها شوكولا وأشياء من هذا القبيل والغريب أن أغلبهم مقاطعة، لا الواقفة نفسها تليق بالمعلم، ولا الطريقة مناسبة لتقدير المعلم، كما ان الطريقة تخلق تمييز بين الطلاب، فقد يكون هناك طلاب قادرين وطلاب آخرين غير قادرين، وللأسف الوضع يخلق نوع من الضغط على هؤلاء الطلاب لأنهم سيكونوا مجبرين على الفعل مثل زملائهم، ناهيك عن المبالغة الحالية في تنفيذ التريند، بالصباح رأيت فيديو لمدرس يشرح دخل طالب مغطي وجهه بطريقة تشبه الملثمين وشخص آخر يمسكه من قفاه وأجروا موقف هزلي ليخرج بكيس شيبسي كبير ويعطيه للمدرس ومن بعده الطلبة كلهم، مهذلة ونحن شطار جدا بالتقليد

أنا ضد هذا الترند لأنه قد يُفرغ فكرة التقدير من معناها الحقيقي، ليصبح مجرد تقليد بغرض الانخراط في موجة اجتماعية. التقدير الحقيقي للمعلمين يظهر في الاحترام و الالتزام، وليس في الهدايا التي قد تكون دافعها السوشيال ميديا أكثر من المشاعر الصادقة.

وهو أيضًا دليل على تأثير السوشيال ميديا في تشكيل سلوكيات الجيل الجديد ودفعهم للانخراط في التصرفات الشائعة، أحيانًا دون تفكير عميق في معناها.

أعتقد أنها لمسة لا ضرر منها لتجعل المعلم يشعر بالتقدير، مهنة المعلم مهنة بها صعوبات وعائدها المادي ضعيف إلى حد ما، وبعض المدرسين يقدمون دعم وتفهم وتعليم حقيقي للطلبة فتكون الهدية بمثابة عرفان، أو إذا كان العكس وكان المعلم من ذوي الطبائع المنطوية سوف تساعد هدية بسيطة على مد جسور الثقة والمودة بينه وبين الطلبة.

بغض النظر عن هذا الترند كحالة خاصه، لكن اعتقد أن كون كل شيء نقوم به يجب أن يكون أمام عدسة الكاميرا لكي يراه الجميع هو أمر سيء جدا وله تبعاته. فإذا كنت لا احترم معلمي إلا أمام الكاميرا ولتصوير الترند، وإذا كنت لا اساعد المحتاجين الا وانا اصور فيديو لجميع تفاصيل الأمر وغيرها من المظاهر التي انتشرت بشكل مبالغ فيه ، إذا فنحن سنصبح مقيدين فقط بما نقوم به أمام الكاميرا ونطلق العنان للجوانب السلبية في شخصياتنا وراءها

لا أنكر أن هذا النوع من الفيديوهات أثار تعاطفي من أول وهلة رأيته فيها، ولكن مع تكراره بشكل مبالغ فيه أصبح يصيبني بالملل، قد يكون تقديم الشوكولاتة للمعلم والعاملين في المدرسة في البداية دليلاً على المحبة والتقدير، لكنه مع مرور الوقت قد يتحول إلى مجرد تقليد أو تصرف سطحي، وبرأيي إذا لم يكن يعبر عن مشاعر حقيقية فقد يصبح نوعًا من التبعية التي تفرضها الموضة أو التوقعات الاجتماعية، كما أنه من المهم أن يكون التعبير عن الامتنان والمحبة صادقًا ويأتي من القلب، بدلاً من أن يصبح مجرد استعراض أو تقليد.

بصراحة،

لم أحب هذا الترند أبدًا منذ أن انتشر، وأشعر أنه ليس له داعٍ أبدًا.

ولا يدل إلا على الانجرار وراء الأفكار المنتشرة وما يحدث الآن بغض النظر عن الاختلافات. بمعنى آخر، إعطاء حلويات لأستاذ أو دكتور كبير في السن، ماذا سيفعل بها؟ أم أنها مجرد فكرة يجب تنفيذها لمجرد أنها انتشرت،

فهي موضة تقتصر على تكرار الأفكار دون أي مغزى عميق.