إدارة الوقت طريق مختصر للضغط، السعادة والإنتاجية تكمن بإدارة طاقتي الشخصية

يا صديقي ضياء، أهنئك كثيرا على العنوان الموفق فقد لامس فكرة من الأفكار الشاردة في رأسي وصاغها بأسلوب رائع، و عن نفسي أتفق معك في إدارة الطاقة بدل الوقت في شروط محددة حتى لا نسمح لأنفسنا بالتراخي بعذر أننا متعبون أو لسنا في نفسية جيدة.. فتنظيم الوقت أساسا هدفه ليس إتمام المهام التي حددتها في التوقيت الفلاني بالتمام وإنما إلزام أنفسنا بالسعي فيها (وفق طاقتنا حتى لو لم نكملها، ان تتقدم خطوة واحدة وأنت خططت للتقدم خمس خطوات في ذلك الوقت افضل بكثير من عدم التقدم مطلقا مثلا بسبب التساهل مع النفس والكسل المبرر).

أما من يأخذون الأمر على أنّها مهمة يجب أم تنجر كليا في أي ظرف كنا سواء مرضى كما تفضلت او مشغولين بظرف طارئ وغيرها.. لا احب هذا الأسلوب أساسا ولا أستخدمه، والأفضل هو المرونة ومتابعة التقدم وتقبل تغيير الخطة بحسب الظروف أو حتى التقصيرات ولا مانع من استخدام تنظيم الوقت كأداة مساعدة لكن مع قابلية التحريك دائما

لا أجد فارق بين إدارة الوقت وبين إدارة الطاقة، فغالبا نحن نصيغ جدولنا ووقتنا وفقا لمجهودنا وطاقتنا للعمل، فمثلا لو كنت غير قادر على التركيز حاليا، ووضعت لك محاضرة لتذاكرها، هل تفعل؟ بالتأكيد لا لذا نحن ندير الوقت إدارة فعالة والمقصود بالفعالية هنا أن تكون فيها أفضل استغلال لمواردنا بهذا الوقت

اذا كان الوقت مورد فالطاقة أيضا مورد، وكل منهم مطلوب إدارته بطريقة لا تتعارض ويحدث خلل في احدهم لأن هذا الخلل سيؤدي إلى إنخفاض الإنتاجية، بالمناسبة مثالك جيد جدا، عندما اكون مريض لا أهتم بالإنتاجية أساسا، جل ما اتمناه أن أستعيد عافيتي مرة أخرى، قطعا لن أهتم بالمهام والوقت وادارته.

بالنسبة لي رغم أتفهم منطقك في الموضوع المطروح وأحب أن أطبقه في بعض الأحيان ، لكن بوجهة نظري إدارة الوقت أهميتها الأساسية هي ليس فقط زيادة الإنتاجية ولكن المحافظة على تحقيق هدف معين ضمن إطار زمني محدد وتنفيذ هذا بشكل ملتزم وتذليل الظروف لتواكب هدفي وليس العكس.

أحب أن أضع وقت بداية ووقت نهاية لأعمالي، اقتناعًا مني في المقام الأول بقانون باركنسون.

الإنسان لو ترك الأمر لنفسه وطاقتها وهواها فهو غالبية الوقت لن ينجز. من يحب العمل بربك وتكون لديه الطاقة له دائمًا؟

لماذا سنتناسى مفهوم الوقت وهو أكثر شيء حقيقي في الحياة، فالوقت الذي يمضي لا يعود أبدًا؟

وإن فكرنا فقط في إدارة الطاقة دون التفكير بالوقت، فستمضي الأهداف دون تحقيقها في وقت زمني معين، وبالتالي ستميل أكثر إلى الكسل والتسويف.

برأيي، في كل شيء يجب تحقيق التوازن. فمفهوم إدارة الوقت هو شيء منطقي لتحقيق الأهداف. عندها ستكون قادرًا على وضع فترة زمنية لتحقيق الأهداف ومراقبة إنتاجيتك بشكل أوضح، سواء كان ذلك خلال اليوم أو الشهر أو السنة.

وأيضًا كما قلت، إدارة الطاقة مهمة جدًا، فيكون الإنسان مدركا بكيفية مزاجه اليوم وطاقته، ومتى يكون تركيزه أفضل من قبل.

بالنسبة لي، لدي أهداف شهرية وسنوية، وبناءً عليها أبني أهدافي اليومية وأتابعها كل فترة لكي أرى مدى إنجازاتي وكم أحتاج من الوقت للوصول إلى الهدف. فبالتالي، أوازن بين طاقتي ووقتي حسب مزاجي او الحالة النفسية او الصحية فلا يوجد مانع انه في هذا اليوم لا احقق الاهداف المطلوبة ولكن سيتم تعويضها بالايام القادمة ، فكلاهما مهمان لتحقيق الإنتاجية المطلوبة.

إدارة الطاقة فهي أكثر مرونة وارتباطًا بطبيعتنا البشرية، حيث تأخذ في الحسبان مستويات الطاقة وتغيّر الحالة المزاجية والصحية. عندما نعتمد على إدارة الطاقة، نعمل بذكاء مع أنفسنا، إذ نختار المهام الملائمة لحالتنا الجسدية والنفسية، كما نخفف الضغط عن أنفسنا لأننا نقبل فكرة أن إنتاجيتنا تتفاوت حسب حالتنا

ولكن النجاح مرتبط بالسعي ولو تركنا أنفسنا لأنفسنا فلن ننجز، أنظر للتعلم ستجد قوله تعالى ( خذ الكتاب بقوة) وفي العبادة ( والذين جاهدوا فينا) وفي العمل ( وقل اعملوا فسيرى الله - وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) وانظر للنفس ( إن النفس لإمارة بالسوء) وفي طبعها ( ولقد خلقنا الإنسان في كبد)

العناء والمشقة أبدية لن تنتهي والنفس سيئة لو لم تقودها قادتك هي، أنا أحترم فكرتك للغاية ولكن لا أرى أنني قد أطبقها.

ادفع نفسي لمجهود أكبر أتأخر عن موعد النوم كثيراً واعمل وأنا على وشك أن أفقد وعيي من شدة التعب، فكرت سابقاً أن أفعل مثلك ولكن عجزت عن الرأفة بنفسي.

أفكارك حول إدارة الطاقة بدلاً من إدارة الوقت مثيرة للاهتمام وتستحق التأمل. إدارة الطاقة تركز على الاستفادة القصوى من مستويات نشاطنا وحالتنا النفسية، مما يجعلها أكثر انسجاماً مع طبيعتنا البشرية. إليك بعض النقاط التي أتفق معها وأخرى قد أختلف فيها:

ما أتفق معه:

1. المرونة والتكيف مع الحالة النفسية: إدارة الطاقة تسمح لنا بأن نكون أكثر مرونة في التعامل مع يومنا بناءً على حالتنا النفسية والجسدية. إذا كنا نشعر بالتعب أو المرض، يمكننا تعديل مهامنا لتناسب حالتنا.
2. التركيز على الإنتاجية الفعلية: بدلاً من التركيز على عدد الساعات التي نعمل فيها، نركز على جودة العمل الذي نقوم به. هذا يمكن أن يؤدي إلى نتائج أفضل وأقل إجهاد.
3. الوعي الذاتي: إدارة الطاقة تتطلب منا أن نكون أكثر وعيًا بحالتنا النفسية والجسدية، مما يساعدنا على اتخاذ قرارات أفضل بشأن كيفية استخدام وقتنا.

ما قد أختلف فيه:

1. التنظيم والتخطيط: إدارة الوقت تساعد في تنظيم المهام وتحديد الأولويات، مما يمكن أن يكون مفيدًا في تحقيق الأهداف الكبيرة. قد يكون من الصعب تحقيق بعض الأهداف بدون تخطيط وتنظيم دقيق للوقت.
2. الالتزامات والمواعيد النهائية: في بعض الأحيان، نحن ملزمون بمواعيد نهائية ومهام محددة بوقت معين. إدارة الوقت تساعد في التأكد من أننا نلتزم بهذه المواعيد ونحقق الأهداف المطلوبة في الوقت المحدد.

خلاصة:

ربما يكون الحل الأمثل هو مزيج من إدارة الوقت وإدارة الطاقة. يمكننا استخدام إدارة الوقت لتخطيط وتنظيم المهام الكبيرة والمواعيد النهائية، بينما نستخدم إدارة الطاقة لضبط يومنا بناءً على حالتنا النفسية والجسدية.

ما رأيك في هذا المزيج؟ هل تعتقدين أنه يمكن أن يكون حلاً وسطاً فعالاً؟