لماذا تتحول الشخصية الإنطوائية واقعيًا إلى شخصية اجتماعية رقميًا؟

من وجهة نظري أن هؤلاء الأشخاص غالبا ما تجدهم طيبين و ذوو نوايا حسنة، لكن في الواقع كثيرا ما يتجنبون الحديث مع الآخرين بسبب سوء الظن بهم، وسوء فهم نواياهم.

لهذا يميل كثير منهم للسكوت وللوحدة.

انخفاض ضغط، هذا كل الموضوع، هناك ضغط ناتج عن التفاعلات وجه لوجه لا يجدها على الإنترنت. بالافتراضيات يمكنه التحكم في بيئته الاجتماعية بشكل أكثر من وجه لوجه واختيار متى وكيف يتفاعل دون ضغوط.

خاصية ال seen على واتساب إن أخفيتها أو بالفيسبوك إن أهملت عادي، هذا كله يسهل على الانطوائيين التعبير عن أنفسهم بحرية أكبر. يسمح لهم بالشعور بمزيد من الثقة والقدرة على التعبير ويشجع السلوكيات التي تشبه الانفتاح ولكنها ليست انفتاح بالمرة ولا راحة، هي فقط بيئة بدون ضغوطات.

ولكن من لا يحب الانخراط في المحادثات الجماعية ليس انطوائياً يا رغدة، هذا تصور سطحي عن سمات هذه الشخصية، ربما مشغول ربما يخشى التورط في أحكام الآخرين، أو يفقد مهارات التواصل، أنا لست انطوائي ولكن ليس عندي وقت للحديث مع أشخاص على أرض الواقع، ولكن أثناء الانتقال من مكان المنزل للعمل أو العكس أخوض في حديث طويل مع من أعرفه ومن لا أعرفه أيضاً، ولكن هذا لا يعني أنني انطوائي أو فاقد لمهارات التواصل.

ملكة تبادل الحديث لا يمتلكها الجميع، والتحدث في الواقع عموماً يحتاج إلى مهارات تواصل وتقبل للشخص الذي يتبادل معنا الأمر، وهذا عكس ما يحدث من خلف شاشة الهاتف يمكن أن نكتب ونحذف حتى نستقر على رد معين، رد ربما يكون مزيف، ربما انطق بعبارة تثير حالة من الضحك بينما أنا هنا خلف شاشة الهاتف أبكي، ولذلك نجد أن الأسباب عديدة فالبعض يخشى أن يخطأ في القول، وهناك فئة لا تجيد مهارات التواصل، وهناك فئة تخشى الأحكام ونظرات الآخرين.

ما الذي يدفع بعض الأشخاص إلى التحول إلى الشخصية الاجتماعية الرقمية؟

أسباب كثيرة وراء ذلك منها : - الشخصية الخجولة لا تستطيع الحديث ومواجهة الناس مباشرة، فتعوض هذا النقص في مواقع التواصل الاجتماعية، التي تتيح لها المجابهة من وراء حجاب.

- إمكانية التعبير بحرية أكثر دون حرج، كما في التعبير المباشر، مما يعطي الثقة بالنفس.

- عدم مساءلة أحد له عما يقول، يعزز القدرة على الحديث والكلام.

بالنسبة لي فأنا شخص إنطوائي في الحقيقة وافتراضيًا أيضًا، لا تتغير طبيعتي بوجود حجاب من عدمه.

لأن الانطوائية لا تعني أنك خجول أو خائف من البشر، وإنما أنك ببساطة تُنهك بسرعة من التعاملات الاجتماعية وتحتاج لبعض الوقت الخاص بك لإعادة شحن نفسك، لذا فأي تعامل طويل مع البشر ينهكني سواء في الواقع أو افتراضيًا، وكثيرًا ما أتجنب النقاش في الحالتين فقط لأنني لا أملك الطاقة الآن لفعل هذا.

لذا لا أظن أن الأشخاص الذين تتحول شخصياتهم بمجرد وجودهم خلف الشاشات هم أشخاص انطوائيون بالضرورة، ربما تكون كل الفكرة أنهم خجلون، أو خائفون، أو يعانون من الرهاب الاجتماعي، أو يضعون في بالهم دائمًا كيف سيحكم الناس علي، في حين أنه خلف الشاشة يكون بوسع المرء أن يتخفف من كل القيود الاجتماعية.

وقد يكون السبب أيضًا راجع إلى كون دائرة أصداقائه الافتراضيين تشاركه اهتمامته وأفكاره، في حين أن هذا غير متوفر في الواقع، فطبيعي أن يكون أكثر تفاعلًا مع المواضيع والأشخاص الذين يثيرون اهتمامه.

من وجهة نظري هذا ليس انطوائي

لكنه لايشعر بالجاذبية للحديث مع من هم حوله

مثل اختلاف الاهتمامات، ضعف التعبير، عدم حضور الفكرة بسهولة، وغيرها من الاسباب! باختصار "ضعف ثقة بالنفس"

أعتقد هذا بسبب عدم وجود المواجهة المباشرة بين الطرفين،الشخص الانطوائي دائمًا تتحكم به أفكاره وتتوالى الأسئلة في رأسه هل يشعر أني ثقيل عليه؟كيف أجيبه ماذا أخبره وكل هذا لمجرد شعوره بأنه محل أنظار وأيضًا لا ننسى قلة الثقة التي يعاني منها ولأن وسائل التواصل لا تظهر أحد فيعطيه الإراحيه بالتعامل مع أصدقاؤه الافتراضيين.